يوم الخلاص .. رسالة من بريد الجمعة سنة 2002

 

يوم الخلاص .. رسالة من بريد الجمعة سنة 2002

يوم الخلاص .. رسالة من بريد الجمعة سنة 2002

لي عتاب لديكم فقد وقع منكم ظلم على شريحة من الرجال أظنني واحدا منهما ففي بريد الجمعة 30‏ أغسطس الماضي نشرتم رسالة باسم ‏(‏رأس النعامة‏)‏ لرجل يشكو من زوجته بعد 20عاما من الزواج وراح يعدد مساوئها ‏(‏تبريرا لزواجه من أخرى‏)‏ وهذا ليس بيت القصيد ولكن بيت القصيد أنك ترى أن هناك ظلما يقع على المرأة من أمثال هذا الرجل الذي يشكو بعد 20 عاما أو أكثر من زوجته‏,‏ وأنا أعتقد أن رسالة الجمعة التالية لهذه الرسالة تحت عنوان‏ (‏القطرة الزائدة‏)‏ هي أبلغ دليل على أن هناك رجالا يضطرون للصبر سنوات طويلة مريرة من أجل فلذات أكبادهم ومن أجل أن ينشأوا في بيئة اجتماعية سوية إلى حد ما مضحين براحتهم النفسية التي قد تجعلهم في غاية الاكتئاب‏,‏ وقد تعصف بهم نفسيا وعصبيا بل وتؤدي بهم إلى ما هو أكثر من ذلك من أمراض عضوية قد لا يجدي معها العلاج بالأدوية والعقاقير المختلفة‏,‏ وحتى لا أطيل عليك فقد حاولت مرارا وتكرارا أن أكتب إليك كثيرا‏,‏ ولكن حالتي النفسية لم تكن لتسمح لي بذلك.

 

 فأنا رجل في الخامسة والأربعين من العمر أعمل محاسبا بهيئة علمية مرموقة‏,‏ ومن مواليد برج الحوت الذين يتصفون بالرومانسية الحالمة طيب القلب‏,‏ كما يقول المقربون مني أتأثر كثيرا بهموم الآخرين وكثيرا ما أبكي تأثرا بالآم الغير‏,‏ وقد تنساب دموعي لموقف إنساني في فيلم أو تمثيلية تليفزيونية أشاهدها‏,‏ وقد نشأت في أسرة الكلمة فيها لرب هذه الأسرة كما هي الطبيعة في كل الأسر المصرية‏,‏ خاصة ذات الأصول الصعيدية‏,‏ وحتى لا أطيل عليكم أكثر من ذلك‏,‏ فقد ارتبطت منذ 20عاما بزميلة لي بالجامعة وتزوجنا بعدها بـ 3 سنوات‏,‏ وقد كانت فترة الخطبة حافلة بالمشكلات‏,‏ واعتقدت وقتها أن هذه المشكلات سوف تزول بعد الزواج لتصوري أن هناك ضغوطا عليها في بيت أسرتها لسبب ما وأنها تنفس عن نفسها معي‏,‏ ولكن وآه من لكن هذه فقد كانت هذه طبيعتها ــ فلديها حب تملك رهيب بل وتحكم أيضا فقد استمرت كذلك بعد الزواج ومن اليوم الثالث‏ .. عناد رهيب إلى أقصى حد تتخيله ثم حدث الحمل بعد 15 يوما تقريبا‏,‏ وهنا اعتقدت زوجتي العزيزة أنها سوف تأتي بما لم تأت به النساء جميعا وأنها قد كبلتني بقيد لا أستطيع الفكاك منه أبدا‏,‏ ولما كنت أعمل بالمقولة القائلة‏ (‏التمس لأخيك ألف عذر فإن لم تجد فالعيب فيك‏)‏ فقد حاولت أن أروضها بالمعروف والحسنى ولكن هيهات ثم وضعت حملها وبعد شهرين من الولادة خرجنا لزيارة أخيها حسب رغبتها فلم نجده وأسرته في سكنهم وفي عودتنا طلبت منها أن نقضي بعض الوقت في نزهة مادام لم نجد أخاها وأسرته‏,‏ خاصة أنها كانت تجلس معهم على الأقل ساعتين فإذا بها تتعلل بتركها الولد مع أمي وأن قلبها يأكلها عليه‏ (‏حسب تعبيرها‏)‏ فعرضت عليها أن نجلس ولو نصف الساعة في مكان لطيف أو حتى مقدار شرب العصير أو الشاي أو القهوة‏,‏ لكنها رفضت بإصرار.

 

 وتمضي السنون بين خلافات كثيرة ووئام لبعض الوقت ثم رزقنا الله بعد خمس سنوات بطفل آخر‏,‏ وحدث خلاف بيني وبينها في الرأي أو الأسلوب في الحياة فتركت لها شقة الزوجية وذهبت إلى شقة أسرتي وجلست بحجة مشاهدة التليفزيون ونمت على كنبة الانتريه بالصالة متعللا لأبي وأمي بأن النوم قد غلبني ثم صعدت لشقتي في الصباح ثم نزلت ثانيا في المساء إلى شقة أسرتي‏,‏ وكنت أتناول الطعام في شقتي دون أن أتحدث مع زوجتي حتى أشعرها أنها أخطأت في حقي‏,‏ وبغير أن افتعل المشكلات معها ففوجئت في صباح اليوم التالي بأنها قد تركت البيت في السابعة صباحا وخرجت تاركة لي الطفلين وأحدهما عمره خمسة أشهر فقط وأمي سيدة مسنة لا تستطيع القيام بواجبات الأمومة‏,‏ كما كانت تقوم بها منذ 20 عاما مثلا‏,‏ فهل الأمومة أن تترك امرأة رضيعها مهما تكن الأسباب؟

 وصبرت وصبرت معي أمي على وجود طفل رضيع لا حول له ولا قوة ــ ولا ذنب له إلا أن أمه أرادت أن تؤدبني على ذنب لم أقترفه‏ (‏سوى أنني حاولت أن أعاملها معاملة المتحضرين ــ بالخصام لا بالضرب أو الإهانة‏)‏ بقي معي وأمي الطفلان خمسة وأربعين يوما حتى جاءني من يخبرني بأن أخاها قد توعد أولادي بإدخالهم الملجأ إذا ما فكرت بإحضارهم إلى أمهم ــ فجن جنوني وأخذت أولادي وذهبت بهم إلى زوجتي عند أهلها وتركت لها الولدين مهددا بأنني سوف أسلمهما لها عن طريق الشرطة في حالة رفضها تسلمهما‏ (‏كونها حاضنة‏)‏ فتسلمتهما‏,‏ وكنت خلال فترة تركها لهما أحاول مصالحتها بالذهاب لها في عملها ولكنها كانت ترفض بل كانت تهينني وكنت أتحمل من أجل أبنائي ــ وليس لأني على خطأ ــ ولأني لا أستطيع أن أرى الحزن على وجه أولادي ــ ثم تمضي الحياة ببعض حلوها وكل مرها ويرزقني الله بطفلة أخرى ‏(‏وأنت تتساءل دائما وكيف يحدث إنجاب الأطفال العديدين وأنتم على هذا الحال كعادتك في رسائل كثيرة سواء للرجال أو النساء‏)‏ وأنا أجيبك بأنه لسببين يحدث هذا‏,‏ أما السبب الأول فحتى لا نقع في الرذيلة‏, أما الثاني فلاتقاء الله في الطرف الآخر ــ يقول الله تبارك وتعالى فاتقوا الله ما استطعتم ولأننا لا نلتقي فكريا فقد استمرت المشكلات مع استمرار الحياة بيننا فنحن كطرفي قضبان السكك الحديدية تمضي سويا ولا تلتقي أبدا .

 

ثم فكرت في أن أتزوج بأخرى دون المساس بحقوقها من ملبس أو مأكل أو مسكن فإذا بها تترك لي الأولاد بعد المرة الأولى بخمس سنوات ولك أن تتخيل ثلاثة أولاد ولدين وبنتا أكبرهم في الحادية عشرة وأصغرهم في الخامسة من عمرها أيتام بمعنى الكلمة في غياب الأم ولم أستطع أن أمحو نظرة اليتم من أعينهم بما أغدقه عليهم من حنان أو عطاء أو لعب فتحاملت على نفسي وحاولت إرضاء أمهم بكل السبل حتى تعود لأولادها ولكنها أبت إلا بشرط وحيد وما أدراك ما هذا الشرط إنه شيك على بياض أي غير محدد المبلغ وأقسم لك أنني قد أصابني انهيار عصبي من هذا المطلب الذي قالت عنه إنه ضمان لها حتى لا أطردها من الشقة بعد تخطي الأولاد سن حضانتها لهم وقضيت شهرين كاملين وأنا أحاول معها أن تطلب شيئا آخر غير هذا الشيك ولكنها أبت ــ فاضطرت إلى تلبية طلبها من أجل أولادي وكتبت لها الشيك باسمها دون تحديد أي مبلغ فيه ثم مرت 5 سنوات أخرى فإذا بي لم أعد أحتمل هذا الخواء العاطفي ‏(‏بكل ما تعنيه هذه العبارة من معنى‏)‏ وأردت أن أتزوج دون المساس بأي حق من حقوقها فقامت الدنيا ولم تقعد وحدثت مشكلات لا حصر لها وكانت في غاية العنف ثم تركت الأولاد وخرجت غاضبة لتساومني على العودة للأولاد بشرط أن أكتب لها الشقة باسمها ولكني رفضت هذه المرة وبإصرار حتى ولو كانت ستدخلني السجن بالشيك الذي أخذته من قبل ضمانا لعدم طردها من الشقة بعد انتهاء سن حضانة الأولاد ــ فأنا لم أعد أأمن تهورها وعنادها ــ فقد أكتب لها الشقة ثم تقوم بطرد الأولاد منها ومطالبتي بشقة للحضانة بصفتها حاضنة ــ فأين أذهب بأولادي‏!‏

 

فأخذت أوسط بيننا من لديه عقل ودين ويدعو بالحسنى‏,‏ لقد شرع لنا الله الزواج من أكثر من واحدة‏,‏ وكان أحد أسباب ذلك الحفاظ على الأسرة‏,‏ وخاصة‏ (‏الأولاد‏)‏ وليس كما تدعي بعض النساء حين تكون الزوجة‏ (‏مريضة أو لا تنجب‏)‏ أو ما إلى ذلك‏,‏ وأقسم لك بالله العلي العظيم بأنني كنت ألجأ إلى الله وأتضرع إليه كثيرا أن يخرجني من هذا الكرب ــ فإذا بها بعد شهرين من العصيان والتمرد ولسبب لا يعلمه إلا الله تعود إلى أولادها وإن كان السبب الظاهر لي أني تراجعت عن مشروع الزواج بأخرى نتيجة لطلب أولادي حتى يستطيعوا الاستمرار في دراستهم‏,‏ خاصة أن لي ابنا بالثانوية العامة وفي مرحلة حرجة من العمر هي مرحلة المراهقة‏,‏ إنني لا أخفي عليك سرا بأنني مثل باقي زملائي من الرجال الذين صبروا حتى تخطى أولادهم المرحلة الحرجة من العمر أو اطمأنوا عليهم بالتخرج في الجامعة أو الزواج إن كن بنات ــ ثم بحثوا لهم عن رفيق يلائمهم ويتوافق معهم في الميول والمشاعر‏,‏ فإنني مازالت في حلقي غصة من إجباري على الحياة بهذه الطريقة من أجل أولادي‏,‏ فقد جرى العرف على أن المرأة دائما ما تتحمل الكثير والكثير من أجل أولادها أما وقد انقلبت الآية كما يقولون فأعتقد والله أعلم أن الساعة قد حانت‏.‏


إنني أحببت أن تعلم أن هناك رجالا يتحملون كثيرا من أجل أولادهم‏,‏ ومن حقهم أن يتزوجوا ممن ترتاح إليهن أنفسهم بعد عناء نفسي طويل ومرير‏,‏ وأن هذا ليس دفاعا عنا نحن من لا نريد أن نغضب الله‏,‏ وأبلغ دليل علي ذلك رسالة‏ (‏القطرة الزائدة‏)‏ لقد عقدت العزم بإذن الله أن أتزوج بمن أجد فيها الحنان الذي أتوق إليه منذ أمد مديد ولو بعد حين فأنت لا تعرف مقدار الهم والكبت والحزن الذي يجثم على صدر أمثالنا نحن من تزوجنا ممن تختلف طباعهن وميولهن عنا‏,‏ فأنا كإنسان رومانسي أو عاطفي أو ميال إلى المعاملة الطيبة بالود لا أستطيع التعامل مع هؤلاء الذين يتعاملون بالغلظة فأرجو ألا تقسوا علينا نحن من فجعنا فيمن شاركونا الحياة لأول مرة‏.‏

ولكاتب هذه الرسالة أقول‏:‏

ليس هناك علاقة إنسانية تحمل في طياتها من دواعي الامتزاج والتلاحم ووحدة المصير‏,‏ ودواعي الشقاق والخلاف والنزاع في الوقت نفسه‏,‏ ما تحمله العلاقة الزوجية‏!‏ لهذا فهي علاقة متشابكة ومركبة وليست أبدا علاقة بسيطة‏,‏ ويكفي لتأكيد ذلك الإشارة إلى حقيقة واحدة هي أنها تكاد تكون العلاقة الثنائية الوحيدة في الوجود التي يفترض فيها كل من الطرفين غالبا أنه على حق مطلق لا يأتيه الباطل من أمامه أو من خلفه‏,‏ وأن الطرف الآخر على باطل مطلق لا يأتيه الحق من أمامه‏,‏ ومن خلفه‏!‏
وأنت على سبيل المثال يا سيدي ترى نفسك محقا على طول الخط‏,‏ ومن حقك أن تتزوج من أخرى دون المساس بأي حق من حقوق زوجتك وعليها التهلل فرحا بذلك وقبول الأمر دون اعتراض لأنك من أبناء برج الحوت الذين يتسمون بالرومانسية الحالمة وطيبة القلب كما تقول كما أنك ترى أن الزواج من أخرى حق مطلق لك ولا يتعلق برخصة لها مبرراتها الشرعية‏,‏ وهي رؤية رجالية بحتة لا يشارك فيها المنصفون ولا تضع في الاعتبار‏ مشاعر الزوجة الأولى وحقوقها عليه ورغبتها في الاستئثار بزوجها‏.‏


في حين أعطاها الشارع الحكيم حق طلب الانفصال عن زوجها إذا تزوج عليها على غير قبولها ورضاها‏..‏ أو إذا أنكرت عليه هذا الزواج ورأت أنها لا تطيقه ولا ترغب في الاستمرار مع زوجها‏,‏ كما أنك تلوم زوجتك وحدها على اختلاف الطباع والميول بينكما‏ ..‏ مع أن مسئولية هذا الاختلاف مسئولية مشتركة بين الطرفين‏,‏ وليست مسئولية احدهما دون الآخر‏ ..‏ إذ اخطأ كل منكما في الارتباط بمن تتناقض سمات شخصيته وميوله وطباعه معه‏ ..‏ فلماذا ينصب اللوم عليها وحدها؟‏!...‏

لقد أخطأت زوجتك لاشك في ذلك حين أكرهتك على كتابة شيك على بياض لها كشرط لعودتها إليك بعد أحد خلافاتكما السابقة‏ ..‏ لكنك قد أخطأت أيضا خطأ مضاعفا بالإذعان لهذا الشرط المهين مقابل عودتها لأطفالها‏,‏ ولو استمسكت بموقفك وقتها وانفصلت بالطلاق عنها لما لامك أحد على ما فعلت‏,‏ كما أخطأت زوجتك أيضا حين حاولت ابتزازك‏,‏ لتسجيل مسكنك باسمها مقابل العودة إليك بعد خصام آخر‏..‏ لكنك قد صمدت هذه المرة فرجعت إليك مقابل عدولك عن فكرة الزواج من أخرى‏,‏ ويحسب لها في النهاية أنها لم تستخدم هذا الشيك ضدك في ذروة الخلاف بينكما‏,‏ والذي وصل إلى حد تفكيرك جديا في الزواج من أخرى‏,‏ ويعني ذلك أن شرط الشيك وإن كان مهينا بالفعل إلا أنه يعكس لديها عدم الإحساس بالأمان معك خاصة وأنت تؤمن بأن من حقك أن تتزوج عليها في أي مرحلة من العمل دون استشارتها‏.‏


وما أريد أن أقوله لك إنني أتفهم جيدا ما يدعو الآباء والأمهات إلى احتمال الأذى من شركاء حياتهم‏,‏ وإلى تجرع المرارة سنوات طوالا حرصا على سعادة أبنائهم واستقرارهم‏ ..‏ كما أتفهم أيضا ما يدفع شريكا إلى اختزان المرارة في أعماقه معظم سنوات الرحلة حتى إذا اطمأن إلى أن أبناءه قد بلغوا شاطئ الأمان رأى أن من حقه أن يتطلع إلى السعادة الشخصية والهدوء‏,‏ والأمان العاطفي في حياته‏,‏ ولست اعترض على ذلك في حد ذاته كحل أخير إذا فاض الكيل بأحد‏,‏ ولم يعد في قوسه أي منزع‏,‏ وكبر الأبناء واتخذوا طريقهم في الحياة‏ ..‏ لكني فقط أرى من الظلم البين أن ينفي طرف نفسه من كل لوم وقد يكون ملوما بنفس القدر‏,‏ وأن يلقي بكل المسئولية على الطرف الآخر وحده‏,‏ ولقد نشرت رسالتك لكي تطلع عليها بعض الزوجات اللاتي يتمادين في الضغط على أزواجهن بعجزهم عن التخلي عن أبنائهم الصغار والأقدار على تغيير حياتهم ولكي يطلع عليها أيضا بعض الأزواج الذين يقهرون زوجاتهن بحرصهن على أبنائهن‏,‏ وعلى استقرار حياتهم العائلية‏,‏ ليعرف الجميع ما يمكن أن تبلغه المرارة من نفوس الشركاء الذين يبدون مستسلمين لأوضاعهم‏,‏ وهم في واقع الأمر يصبرون صبر المبتلين على أقدارهم‏, وتغلي مراجلهم انتظارا ليوم الخلاص ويتطلعون بلهفة إلى اليوم الذي يتحررون فيه من أغلالهم ‏..‏ وهو اليوم الذي يشب فيه الأبناء عن الطوق‏.‏

رابط رسالة رأس النعامة

رابط رسالة القطرة الزائدة

رابط رسالة الأحلام الموءودة تعقيبا على هذه الرسالة

·       نشرت في جريدة الأهرام "باب بريد الجمعة" عام 2002

راجعها وأعدها للنشر / نيفين علي


Neveen Ali
Neveen Ali
كل ما تقدمه يعود إليك فاملأ كأسك اليوم بما تريد أن تشربه غداً
تعليقات