أحزان المساء .. رسالة من بريد الجمعة سنة 2002

 أحزان المساء .. رسالة من بريد الجمعة سنة 2002

أحزان المساء .. رسالة من بريد الجمعة سنة 2002

تتعامل بعض الزوجات مع الحياة الزوجية وكأن دورهن فيها قد انقضى بانقضاء مرحلة الشباب .. مع أن المرأة الحقيقية "كما جاء على لسان إحدى  شخصيات قصة أمريكية حديثة" لا يتقدم بها العمر أبدا‏.‏
ومادام زوجها لا يصبر على الحرمان فإن من واجبها أن تراجع أفكارها بهذا الشأن ‏..‏ وأن تعينه على العفاف‏ .. فإذا لم تقتنع بذلك واستنفد الزوج كل وسائل الاقناع الهادئ لها ‏..‏ فإن الإنصاف يقتضي منها ألا تعترض على زواجه من أخرى إذا لم يكن هناك بديل آخر لذلك سوى التعرض لخطر الفتنة والوقوع في هاوية الخطيئة‏.‏
عبد الوهاب مطاوع


أنا رجل أبلغ من العمر 61 عاما .. كنت أشغل وظيفة مدير إدارة بإحدى الهيئات الحكومية .‏.‏ وقبل بلوغي سن التقاعد بحوالي سنة ونصف أصبت بورم في المخ وحالة توهان دفعتني لعدم التركيز حتى أنني انقطعت عن العمل‏,‏ ولم أكن أعرف السبب إلى أن سقطت ذات يوم على باب الحمام وجاءني الطبيب وتم عمل أشعة ودخلت مستشفى تابعا للتأمين الصحي‏,‏ وتم إجراء جراحة لاستئصال الورم‏,‏ وتمت العملية بنجاح والحمد لله دون خسائر إلا بعض التشوهات الخفيفة في مقدمة رأسي‏,‏ واضطر ابني بالتوكيل الذي معه أن يسوي معاشي قبل موعده‏,‏ مما أدى إلى تخفيضه بحوالي‏200‏ جنيه شهريا‏,‏ وليس ذلك بالمهم عندي فقد حمدت الله كثيرا على نجاتي دون خسائر أو آثار جانبية خطيرة‏.‏
والمشكلة التي أعانيها حاليا هي مع الأسف الشديد زوجتي  وكانت مديرة مدرسة ابتدائية وأصبحت بالمعاش مثلي‏,‏ فهي تعاملني وكأني لست موجودا وتتصرف بحريتها من خروج ودخول ونعيش في منزل واحد‏,‏ ولكن في حجرتين منفصلتين وترفض المبيت معي في فراشي‏,‏ بل أنني أتناول طعامي وحدي وإذا دعوتها إلى الفراش ترفض بحجة أننا كبرنا على ذلك‏,‏ وأنه لا يليق بنا ونحن في هذه السن أن نفعل مثل الشباب‏.‏

 

وأنا يا سيدي والحمد لله مازلت في صحة جيدة وأشعر بالحرمان لأنه منذ أكثر من ‏4‏ سنوات لم تحدث العلاقة الحميمة بيننا وأخاف على نفسي من الانحراف بعد هذه السن وبعد توبتي ورجوعي إلى الله .‏.‏ فما رأيك؟ هل تصرفاتها معي هكذا صحيحة؟‏!‏

 إنني أتعذب كثيرا وأغض بصري بصعوبة بالغة مع ما أراه في الشارع من مناظر تثير الحجر .‏.‏ وقد أصبحت حزينا مكتئبا وأخشى على صحتي من هذا الحزن المستمر والكآبة الشديدة‏,‏ حتى أنني لم أعد أركز في صلاتي وليغفر لي الله‏,‏ و هو الغفور الرحيم‏,‏ فهل لديك حل لمشكلتي بخلاف الصبر‏,‏ حيث لم تعد لي طاقة على أي شئ‏,‏ وخاصة بعد أن ساءت نفسيتي وأصابني الاكتئاب‏,‏ وهل هناك سيدة ظروفها سيئة لوفاة زوجها مثلا وتريد أنيسا يرعى الله فيها ويعيش معها في أمان وسلام بقية العمر‏.‏

ولكاتب هذه الرسالة أقول‏:‏

زوجتك مخطئة بكل تأكيد في تعاملها مع الحياة الزوجية وكأن دورها فيها قد انقضى بانقضاء مرحلة الشباب‏,‏ وذلك أن المرأة الحقيقية "كما جاء على لسان إحدى  شخصيات قصة أمريكية حديثة" لا يتقدم بها العمر أبدا‏.‏
ومادمت لا تصبر على الحرمان فإن من واجب زوجتك أن تراجع أفكارها بهذا الشأن ‏..‏ وأن تعينك على العفاف‏ .. فإذا لم تقتنع بذلك واستنفدت أنت كل وسائل الاقناع الهادئ لها به‏..‏ فإن الإنصاف يقتضي منها ألا تعترض على زواجك من أخرى إذا لم يكن هناك بديل آخر لذلك سوى التعرض لخطر الفتنة والوقوع في هاوية الخطيئة‏.‏

·       نشرت في جريدة الأهرام "باب بريد الجمعة" عام 2002

راجعها وأعدها للنشر / نيفين علي


Neveen Ali
Neveen Ali
كل ما تقدمه يعود إليك فاملأ كأسك اليوم بما تريد أن تشربه غداً
تعليقات