الرابطة .. رسالة من بريد الجمعة عام 1992
أنا حاصل على بكالوريوس التجارة
وأعمل في إحدى الهيئات بالاسكندرية وأنا إنسان معوق أمشي على عكازين وقد ذهبت إلى
القومسيون الطبي بالإسكندرية فتقابلت بالصدفة مع الفتاة "ابتسام" التي
نشرتم قصتها في بريد الجمعة والتي تعرضت لحادث قطار وفقدت إحدى ساقيها وإحدى
ذراعيها بالكامل ورسغ يد الذراع الأخرى .. والحقيقة إني لم أعرفها في البداية لكني
لاحظت أنها فقدت أطرافها وقالت لي أختها أنها تعرضت لحادث , فنظرت إليها ووجدتها
تبتسم في صفاء فوجدتني أقول في نفسي :"ربي كيف تخرج الابتسامة من الجسد
الممزق , حقا أنه سر عجيب من أسرارك الإلهية ويجب علي أن أشكرك على رفقك بي"
وغادرت المكان وأنا أشكر الله وأمجده ثم قرأت رسالة "ابتسامة الصابرين" في بريد الجمعة فأدركت أني قد قابلت هذه الفتاة
بطلة الرسالة التي تتجسد فيها حكمة الله وقدرته , وأيقنت أن الإنسان يتعزى فعلا
حين يحس أنه ليس وحده الذي يتألم ويتعذب في هذه الحياة , لهذا اقترح عليك بما عرف
عنك من اهتمام بالمهمومين ورغبة في التخفيف عنهم , أن تنشئ رابطة للتعارف بين
المتألمين والمعذبين عن طريق المراسلة من خلال بابك , لكي يتراسلوا ويروي كل منهم
تجربته وآلامه للآخر وأرجو إعطاء اسمي لمن يريد أن يراسلني من المتألمين
والمهمومين أمثالي مع تمنياتي لكم بدوام التوفيق في مواصلة رسالتكم السامية في
التخفيف عن المهمومين ومشاركتهم ضيقهم .
ولـكــاتــب هــذه الــرســالــة أقــول :
فكرة نبيلة وجميلة حقا ويسعدني
أن أنفذها حتى وإن أضافت إلى كاهلي المثقل بعض العبء الجديد , لهذا فإني أرحب بأن
أعطي اسمك وعنوانك لمن يرغب في مراسلتك من أصحاب الظروف الخاصة والمهمومين ,
وسأرحب أيضا بتلقي أسماء وعناوين الراغبين في الانضمام إلى هذا النادي الجديد للمراسلة
بين المعذبين أملا في أن يحقق ذلك نوعا من تبادل الخبرات الانسانية بينهم في
الصمود للألم والتعايش مع الظروف الخاصة .. والانتصار عليها أو أملا في أن يتأسى
كل منهم بعذابات الآخرين وهموم الحياة التي لا يجف نبعها أبدا.
رابط رسالة فاتورة الألم المشار إليها عن الفتاة ابتسام
نشرت في جريدة الأهرام "باب بريد الجمعة" يوليو 1992
كتابة النص من مصدره / بسنت
محمود
راجعها وأعدها للنشر / نيفين علي
برجاء عدم النسخ احتراما لمجهود فريق العمل في المدونة وكل من ينسخ يعرض صفحته للحذف بموجب حقوق النشر