الطريق المحموم .. رسالة من بريد الجمعة سنة 2001

 

                                   الطريق المحموم .. رسالة من بريد الجمعة سنة 2001

           الطريق المحموم .. رسالة من بريد الجمعة سنة 2001



أنا سيدة أشغل مركزا مرموقا‏,‏ أنعم الله علي بابن وابنة كانا قرة عيني وتعويض السماء لي عما لقيته مع زوجي من سوء العشرة والقهر والمهانة والبخل الشديد‏,‏ ناهيك عن طرده المتكرر لي أنا وأبنائي من بيت الزوجية ومنعنا من دخوله‏,‏ ووقوفنا مرارا وتكرارا أمام بابه نبكي ونتوسل إليه لكي يسمح لنا بالدخول‏,‏ فقد كان صعب العشرة ولا تستطيع مهما فعلت إرضاءه‏,‏ ولا تعرف مهما اجتهدت متى تنفجر ثورته لأتفه الأسباب‏,‏ كما أنه لا يعتذر أبدا عن خطأ اقترفه‏,‏ وفضلا عن كل ذلك فقد كان شديد البخل ولا ينفق علينا إلا القليل من دخله ويدخر معظمه لنفسه‏,‏ وأنفق أنا كل دخلي على البيت ومطالب الأبناء‏.‏
ثم تقدم لابنتي شاب من أسرة كريمة‏,‏ فشعرت بأولى نسائم السعادة في حياتي الجافة ورجوت لابنتي أن يكون نصيبها من الدنيا أفضل من أقداري فيها‏,‏ وبدأت أتلهف على أن يتزوج كذلك ابني وقرة عيني وأقرب الناس إلى قلبي وعقلي‏,‏ وبالفعل فقد فاتحني برغبته في الارتباط بزميلة له‏ ..‏ قال لي عنها إنها جميلة ورشيقة وكريمة الخلق ومن أسرة طيبة  ومحبوبة من كل زملائها‏,‏ فتحريت عنها وجاءت النتيجة لصالحها فباركت اختياره‏ ..‏ وتزوجا وأقاما في جواري القريب‏,‏ وسعدت لسعادته معها ولاحظت عليه حبه الشديد لها وكرمه معها واستجابته لكل رغباتها واحترامه لها‏ ..‏ فتذكرت قسوة أبيه علي وبخله وإهاناته المتكررة لي‏,‏ وعناده معي ورفضه الاستجابة لأي مطلب لي ولو كان بسيطا‏,‏ لكني تجاوزت هذا الإحساس السلبي على الفور ‏..‏ وقلت لنفسي إن لكل إنسان ظروفه وان المهم هو أن تقدر زوجة ابني له حسن معاملته وتكريمه لها وتبادله حبا بحب وتكريما بتكريم‏.‏

وجاء الأحفاد من ذرية الابن والابنة فملأوا حياتي بهجة وأنسا‏,‏ وعوضوني عن زهرة العمر التي ضاعت في المهانة والقهر والمعاناة‏ ..‏ وحمدت الله كثيرا على ما أغدق علي من نعمه‏,‏ ثم رحل زوجي عن الحياة‏ ..‏ وبدأت أشعر بأن أحوال ابنتي ليست على ما يرام مع زوجها‏,‏ وعرفت أن الخلافات قد دبت بينهما وتفاقمت فجأة‏ ..‏ وبدأت أرى ابنتي حزينة وباكية‏ ..‏ حتى خشيت أن يكون الشقاء الزوجي وراثيا‏..‏ وعلمت منها أن زوجها وإن لم يكن يهينها كما كان يفعل زوجي معي إلا أنه كثير الخيانة لها‏,‏ وشيئا فشيئا حل الجفاء وتباعدت المسافات بينهما حتى لم يعد يهتم بأمرها أو يعرف شيئا عنها وعن طفلته منها‏..‏
واسترجعت شريط معاناتي مع زوجي الراحل فوجدتني أشعر بنقمة شديدة على زوج ابنتي الذي يكرر مأساة التعاسة التي عشتها مع ابنتي‏,‏ كما وجدتني أيضا وبغير سابق إنذار لا أطيق زوجة ابني مع أنه سعيد بها ولا يشكو من شيء من حياته معها‏,‏ لكنه الإحساس الغريب بالمقارنة بين حظ ابنتي  في الحياة‏..‏ وبين حظ زوجة ابني‏,‏ وقد تعجبت لهذا الإحساس طويلا وسألت نفسي وأنا الجامعية المثقفة‏:‏ ماذا جنت هذه السيدة الشابة وابني سعيد معها ؟ فلم أجد بعد التفكير الطويل جوابا على السؤال سوى الإشفاق على ابنتي من تعاستها مع زوجها‏!‏

ولأن الحياة لا تخلو أبدا من المكدرات مهما تكن جميلة وسعيدة فقد جاءتني زوجة ابني ذات يوم لتشكو لي من أنه قد أصبح يتصيد لها الأخطاء وأنها قد رأته مع فتاة شابة في سيارته‏..‏ وقد اختارت أن تأتي إلي بدلا من أن تلجأ إلى أهلها‏..‏ ففضلت عدم التدخل بينهما لكيلا تعتاد الشكوى لي منه‏,‏ ولم أوجه لابني كلمة لوم واحدة‏ ..‏ واشترطت عليه على العكس من ذلك لكي يقبل بالصلح معها وعودتها إلى بيت الزوجية أن تعتذر لي عن اتهامها لابني بالخيانة ‏..‏ ورضخت لشرطي واعتذرت وعادت المياه إلي مجاريها بينهما‏ ..‏ ثم تكرر نفس الخلاف ونفس الاتهام بعد ذلك مرتين‏,‏ وفي المرة الثالثة صممت على الانفصال ورفضت العودة نهائيا‏.‏
وجن جنوني كيف تجرؤ هذه الحمقاء على طلب الانفصال وقد كلفنا زواج ابني منها الكثير؟‏..‏ وماذا ترى في نفسها لكي تصر على هدم أسرتها لأن زوجها قد أصبح يخونها ويتعامل معها بشيء من الفظاظة حين تتهمه بالخيانة‏,‏ ألم أتجرع المهانة والقهر والظلم والطرد ومرارة البخل أكثر من ‏28‏ عاما؟

وشعرت بنقمة شديدة عليها‏ ..‏ وقررت أن ننهي القصة كلها بأقل قدر ممكن من الخسائر واشترطنا عليها لكي تحصل  علي الانفصال أن تتنازل عن كل مستحقاتها‏,‏ لكنها رفضت ذلك بإصرار فثارت ثائرتي وقمنا بنقل كل منقولاتها ومتعلقاتها من مسكن الزوجية إلى مكان آخر لا تعرفه ‏..‏ ونقلت ملكية شقة ابني وسيارته إلى اسمي‏,‏ لكيلا تجد عنده شيئا إذا حكم القضاء لصالحها‏ ..‏ وأكثر من ذلك أقمت بمشورة أحد المحامين دعوى نفقة على ابني‏,‏ تحسبا لإقامتها دعوى نفقة عليه ولكي يتم خصم مبلغ النفقة الذي يحكم لي به من مرتبه فيصبح الباقي قليلا‏..‏ ولا تستحق هي منه كنفقة إلا أقل القليل‏.‏
واندفعت في هذا الطريق المحموم‏ ..‏ لا أدري كيف وأنا التي تشغل منصبا مرموقا يتعامل مع المثل العليا‏,‏ لكن ما كان يحفزني ضدها هو إنني قد لقيت من الهوان مع زوجي أضعاف أضعاف ما لقيت هي‏..‏ ولم ينفق زوجي علي في‏ 28‏ عاما عشر ما أنفقه ابني عليها في بضع سنوات‏,‏ ومع ذلك فلقد اخترت الخضوع والاستسلام من أجل مصلحة أبنائي ‏..‏ وتعجبت لروح التمرد التي أظهرتها هذه الشابة ولقدرتها على مواجهة الجميع وجرأتها في الدفاع عن حقها‏.‏ وخضنا المعركة ضدها بكل الوسائل ولم أكتف بذلك وإنما سعيت أيضا إلى تزويج ابني من أخرى لكيلا يشعر بأنه قد خسر الشيء الكثير‏..‏
ووجدت فتاة من أسرة بسيطة تقبل بالزواج منه مع ظروفه كمطلق وله طفل دون مطالب كثيرة‏..‏
وبدأت أعد لزواجه منها‏..‏ فإذا بابنتي التعيسة في زواجها تشكو من بعض الآلام المفاجئة وتذهب إلي الطبيب فيكتشف مرضها بالداء اللعين‏..‏ بل وأيضا تأخر حالتها لعدم التنبه  للمرض في الوقت المناسب‏..‏

ووقع الخبر علي وعلى ابني كالصاعقة ‏..‏ وانهرت باكية وصارخة ‏..‏ وتوقفنا عن المضي في مشروع الزواج الآخر‏,‏ وشغلنا جميعا بعلاج ابنتي ومحاولة إنقاذها‏,‏ وسعيت جاهدة لعلاجها في الخارج فجاء الرد القاتل أنه لا جدوى منه ولا أمل لأنها في مرحلة متأخرة للغاية من المرض‏,‏ وعرف زوج ابنتي بمرضها وكان قد سافر للعمل في الخارج دون طلاق‏,‏ فاتصل بها وحاول إعادة المياه إلى مجاريها بينهما‏,‏ لكنها صممت على الانفصال ولم أر بأسا في ذلك مادامت هذه هي رغبتها‏.‏ إذ لو رجع بي الزمن إلى الوراء لاخترت أنا أيضا الانفصال عن زوجي لأنه ليس هناك ما هو أقسى على نفوس الأبناء من رؤية أمهم تمتهن وتقهر وتهان أمامهم ‏..‏ وقد استجاب زوج ابنتي لمطلبها وطلقها وترك لها شقة الزوجية بكل محتوياتها كاملة‏ ..‏ وأدى إليها حقوقها‏,‏ وبدلا من أن يلهمني هذا الموقف غير المتوقع من زوج ابنتي أن أفكر في زوجة ابني التي لم نفعل معها ما فعله زوج ابنتي معها ‏..‏ قررت الإسراع بتزويج ابني من الفتاة التي اخترتها له‏.‏ لكنه قبل أن نعقد القران جاءني ابني مهموما ليقول لي إنه رأى زوجته في الحلم تحمل طفلها وتتلو هذه الآية الكريمة‏:‏ "
سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق "صدق الله العظيم‏ ..‏ وقال لي إنه قد نهض من نومه متشائما ومكتئبا‏ ..‏ فهدأت من روعه وخففت عنه وطلبت منه أن يصرف هذه الأفكار المتشائمة من تفكيره ‏..‏ ولم يمض على هذا الحديث شهران حتى كانت ابنتي وقرة عيني الشابة الجميلة الطيبة قد لحقت بربها تاركة لنا طفلتها  الحائرة واعتصر الحزن والألم قلبي‏.‏

واكتست الحياة كلها في نظري بلون قاتم وصمدت بعد الكارثة بضعة أيام‏..‏ تقبلت فيها العزاء‏ ..‏ ثم انهرت ودخلت المستشفي للعلاج ‏..‏ وفوجئت وأنا فيه بزوجة ابني تجيء إلي مرتدية السواد وتقدم لي العزاء باكية‏ ..‏ ورحبت بها‏ ..‏ وتمسكت بأن تجلس معي بعض الوقت وهممت بأن أفاتحها في عودتها إلى ابني وطفلها‏,‏ فما أن تفوهت بأول كلمة حتى دمعت عيناها وربتت على يدي وانصرفت‏.

‏إنني أعرف أنني قد ظلمتها كثيرا كما ظلمها ابني أيضا‏,‏ لكني قد تعلمت الدرس المرير‏ ..‏ وأريد أن ادعوها من خلال بابك إلى أن تعود إلي بيتها في أي وقت تشاء‏ ..‏ وأن تحدد هي ما تراه مناسبا من النفقة لها ولابنها‏ ..‏ كما أطلب منها على الملأ أن تسامح ابني فيما فعله معها وتسامحني وتصفح عما جرى لأنني لم أعد احتمل أن يصيبني أي أذي في ابني الآخر‏..‏ وهو الذي تبقى لي في هذه الحياة الظالمة‏..‏ وأرجو أن تساندني في هذه المطالب لدى زوجة ابني‏..‏ وشكرا لك‏.‏

ولكاتبة هذه الرسالة أقول‏:‏

تعددت أسباب النقمة لديك على زوجة ابنك واختلفت من مرحلة إلي مرحلة‏,‏ لكنها اتفقت جميعها في لا منطقيتها وعدم عدالتها‏!‏
فلقد شعرت ببعض النقمة عليها في البداية لأنك قد قارنت بين توفيقها في حياتها الزوجية مع ابنك وتكريمه لها واستجابته لكل رغباتها‏,‏ وبين تعاستك الزوجية القديمة مع زوجك الراحل وقهره لك وتقتيره عليك‏,‏ فنفست عليها ذلك‏..‏ وانطويت لها علي شيء من الغيرة الأنثوية الخفيفة‏!‏ ثم  تعمقت هذه النقمة لديك ورسخت في أعماقك وتحولت إلى ضيق شديد بها ورفض لها حين امتحنت الأقدار ابنتك بالخلافات مع زوجها وانتهي الأمر إلي الانفصال الصامت بينهما دون طلاق معلن‏..‏ فألقت المقارنة الظالمة بين سعادة زوجة ابنك وتعاسة ابنتك وقودا جديدا إلي نيران هذه النقمة غير المنطقية‏.‏

وعندما تجهمت سماء حياتها الزوجية بالأكدار وتدهورت الأحوال بينها وبين ابنك إلى حد مطالبتها بالانفصال عنه والإصرار عليه‏,‏ فلقد تأجج لهيب هذه النقمة لسبب أكثر عجبا وأشد اختلافا‏,‏ هو أن بعض البشر قد يكرهون أحيانا نقائضهم في الحياة بدلا من أن يعجبوا بهم‏,‏ لأنهم يجسدون أمام ناظريهم كل ما عجزوا هم عن تحقيقه أو قصرت جهودهم عن بلوغه ـ تماما كما يكره الفاشل الناجح ويكره البخيل الكريم‏,‏ ويكره سيء السمعة من يشيد الجميع بفضائله ويكره الخسيس النبيل لأنه يشعره بنقصه ويعطي للآخرين الفرصة لمقارنته به‏.‏
ومن سوء طالع هذه السيدة الشابة أنها قد تمثلت لك كرمز لكل ما تكرهين في نفسك وتندمين عليه بشدة الآن‏!‏

فأنت تكرهين من نفسك قبولك للمهانة من زوجك والقهر والإذلال والبخل والطرد من بيت الزوجية وتندمين على رضوخك لكل ذلك إيثارا لمصلحة الأبناء أو عجزا عن المواجهة والتغيير وعن تحمل تبعاته‏,‏ ولا تغفرين لنفسك ذلك الآن وتقولين إنه لو رجعت بك الأيام إلي الوراء لما قبلت به ولآثرت التحرر من الذل والعبودية بالانفصال عن زوجك‏,‏  حتى ولو دفع الأبناء بعض ثمن هذا الاختيار‏,‏ وهذه السيدة الشابة ترفض الرضوخ والاستسلام لحياة زوجية لا ترى فيها سعادتها‏,‏ ولا تقبل بالتضحية باعتباراتها الشخصية من أجل طفلها كما فعلت أنت‏,‏ وأنت يا سيدتي قد افتقدت في حياتك الزوجية السابقة القدرة على المواجهة والشجاعة النفسية اللازمة للدفاع عن النفس وارتضيت التنازل عن الحقوق والقبول بما ترفضينه في أعماقك‏..‏ وهذه السيدة تستمسك بحقوقها وترفض التنازل عنها‏..‏ وتستميت في الدفاع عما تراه عادلا ومشروعا ومنصفا لها‏..‏ وبالتالي فهي تتحدي عجزك النفسي القديم عن الاستمساك بالحقوق وعن القدرة علي المواجهة والدفاع عن النفس وتستحق بذلك من منظورك أشد الكراهية‏!‏ مع أن تناقض الطبائع واختلاف السمات النفسية والشخصية بينكما لا يعني بالضرورة أن تكون كل اختياراتك في حياتك الزوجية خاطئة‏,‏ ولا أن تكون اختيارات زوجة ابنك لحياتها الآن كلها صائبة‏,‏ فلكل إنسان طبيعته التي تتوافق مع شخصيته ورؤيته للحياة وقدرته على الاحتمال‏,‏ وليس من حق أحد أن يلومك على اختيارك الصبر علي تعاستك الزوجية إيثارا لمصلحة الأبناء أو حتى عجزا عن التغيير وتحمل تبعاته‏,‏ كما أنه ليس من حق أحد كذلك أن يلوم زوجة ابنك لعجزها عن احتمال حياتها الزوجية مع ابنك الآن وإيثارها لسعادتها الشخصية على الاعتبارات الأخرى‏.‏

لكن المشكلة هو أنك مازلت تجلدين نفسك حتى الآن بعجزك القديم عن رفض الظلم وعن التمرد علي من يقهرك والانفصال عنه‏..‏ وتنتقمين من حيث لا تدرين من هذا العجز  القديم في هذه السيدة الشابة التي تجسده لك بأوضح صورة‏.‏ ونحن لا ننتقم لشقائنا في الحياة بإشقاء الآخرين الذين لا ذنب لهم ولا جريرة في تعاستنا السابقة أو الحالية‏.‏
وأسوأ ما يفعله الإنسان هو أن يكرر مع الآخرين كل ما عاني هو منه من ظلم وقهر وإيلام وهو الذي خبر مرارة الظلم وتجرع قسوته‏.‏ والهدي النبوي الشريف يقول لنا على لسان المصطفي صلوات الله وسلامه عليه‏..‏ أعبد الله ولا تشرك به شيئا‏,‏ ودر مع القرآن أينما دار أي اجعله إماما لك تأتمر بأمره وتنتهي بنهيه وتتخلق بخلقه واقبل الحق ممن جاء به من صغير أو كبير ولو كان بغيضا واردد الباطل على من جاء به من صغير أو كبير وإن كان حبيبا أو قريبا‏.‏
غير أن آفتنا نحن البشر هي أننا قد لا نقبل الحق أحيانا ممن جاء به إذا كان بغيضا لنا‏,‏ ولا نرد الباطل على من جاء به إذا كان حبيبا لنا‏,‏ وأحسب أن هذا هو ما فعلت مع زوجة ابنك وما تندمين عليه الآن بالفعل بعد محنة رحيل ابنتك الشابة أعانك الله على تحملها وتجاوز آثارها المحزنة‏..‏
ويبقي بعد ذلك أن أقول لك إن الحق الذي يشير إليه الحديث الشريف يقضي بأن تعدلي أنت وابنك مع زوجته وتردا إليها حقوقها المشروعة‏,‏ وتكفا عن أية محاولة للانتقاص منها‏..‏ بغض النظر عن قبولها العودة إليه أو عجزها عن ذلك لأن الحقوق المشروعة لا ينبغي لها أن ترتهن بمثل ذلك‏,‏ كما أنكما لو آثرتما العدل معها سواء قبلت العودة أم رفضت فإن ذلك سوف يكون مدخلا ملائما للإصلاح والتجاوز عن الإساءات والتفكير في مصلحة الطفل الحائر بين أبويه‏..‏ أما صفحها عما لقيت من إساءة منكم فأمره إليها إن شاءت أن تكون من أهل الفضل والسماحة والتجاوز عما سلف وما أحسب إلا أنها سوف تكون كذلك بإذن الله‏..‏
 

 *نشرت في جريدة الأهرام "باب بريد الجمعة" عام 2001

                                     كتبها من مصدرها وأعدها للنشر / نيفين علي
Neveen Ali
Neveen Ali
كل ما تقدمه يعود إليك فاملأ كأسك اليوم بما تريد أن تشربه غداً
تعليقات