بصراحة .. رسالة من بريد الجمعة عام 1992
أنا سيدة مصرية أحمل الجنسية الأمريكية وأقيم فى أمريكا منذ 16 سنة، وقد أتيت إلى زوجي ومعي طفلتان صغيرتان .. ومنذ 5 سنوات نشبت خلافات حادة بيني وبين زوجي انتهت بطلاقي منه وعودته إلى مصر وبقيت أنا والبنتان في أمريكا، فبذلت أقصى جهدي لكي أنشئهما التنشئة المصرية الإسلامية حتى انتهيت من المرحلة الثانوية وبدأتا دراستهما الجامعية .
والمشكلة يا سيدي هي أني عمري
46 سنة وقد تركتني ابنتاي للالتحاق بالجامعة والاقامة في مدينتها الجامعية كما
يفعل الشباب هنا .. وخلا علي مسكني وحدي وبدأت أعاني من مشاكل الوحدة في هذه السن
وهذه البلاد الغريبة .. ولو كنت أقيم في بلادي بين الأهل والصديقات لما أحسست
بقسوة الوحدة كما أحسها هنا، لكني لست في مصر .. والحل بصراحة وبالطريقة التي
ارتضيها لنفسي من منطلق ديني ونشأتي هو الزواج لكن المشكلة هي أن المصريين
المقيمين في أمريكا حاليا إما من الشباب الصغير الذي يبدأ حياته العملية في
العشرينات أو الثلاثينات من العمر ولا يناسبونني من ناحية السن بالمرة , وإما من متوسطي
العمر مثلي وهؤلاء قليلون جدا ومعظمهم إن لم يكن كلهم متزوجون .. ولا أعرف كيف
يستطيع بابك أن يساعدني في حل هذه المشكلة سواء من المصريين المقيمين في مصر أو من
أي طريق آخر يرتضيه الدين والشرع .. علما بأن اقتران العريس المطلوب بي سوف يضمن
له الحصول على الجنسية الأمريكية ويفتح له أبوابا ممتازة للعمل وإن كنت أدعو الله
ألا يكون هذا وحده هو سبب اقترانه بي .. أما أنا فأنا محاسبة خريجة احدى كليات التجارة
وأعمل بوظيفة تكفل لي مستوى متوسطا من الحياة بالمقاييس الأمريكية , ومن صفاتي كما
يقول المصريون هنا الطيبة المتناهية , ومتمسكة بديني والحمد لله وأواظب على
الصلوات الخمس وصوم رمضان وحضور صلاة المسجد كل أسبوع , ولست محجبة وإن كنت على
استعداد لأن اتحجب وشكلي يضعني في خانة الجميلات لكني أؤمن بما كانت تقوله لي أمي
من أنه لا جمال إلا جمال الطبع .. أما قوامي فيضعني في خانة الرشيقات وهادئة
الطباع بصفة عامة واجتماعية جدا وخدومة جدا ولا أتردد في مساعدة من يحتاج إلى
مساعدتي .. فهل يتحقق هذا الأمل على يديك يا سيدي.
جميع الحقوق محفوظة لمدونة
"من الأدب الإنساني لعبد الوهاب مطاوع"
ولــكــاتــبة هــذه الـرسـالـة أقــول :
يتحقق حين يأذن الله له أن
يتحقق سواء عن طريق بريد الجمعة أم عن طريق آخر .. وعلى أية حال فلسوف أكتب إليك
بما أتلقاه من عروض وأدعو الله معك ألا يكون الدافع الأوحد هو "الحلم
الأمريكي" , كما أدعو الله أيضا أن يكون عدد العروض في حدود الطاقة البشرية !
فلقد سبق أن نشرت رسالة مماثلة لفتى مصري مهاجر في أمريكا يطلب الزواج من مصر بعنوان
"الطائر المهاجر" فأمطرت علي السماء ما يزيد على ألفي رسالة خلال
أسبوعين من فتيات وأسر فتيات تطلب الارتباط به ولم أستطع للأسف الرد عليها جميعا
وإنما رددت على ما استطعت الرد عليه منها بإسم الفتى وعنوانه في أمريكا , وأرجو أن
يكون الله قد وفقه لاختيار الزوجة الملائمة , وهذا ما سوف أفعله معك أنت أيضا يا
سيدتي مع اختلاف جوهري هو أننا حين تكون العارضة فتاة أو سيدة لا نقدم اسمها
وعنوانها لطالبي الزواج وإنما نفعل العكس ونقدم أسماءهم وملخصا عنهم إليها هي لترى
رأيها فيهم وتختار من تراه مناسبا لهم ثم تأذن لنا بأن نعطيه عنوان أسرتها أو من
يتحدث معه بشأنها .. وعفوا لأني لا أستطيع أن أقدم أكثر من ذلك في هذا المجال
الشائك تجنبا للمتاعب من ناحية .. وتفرغا للمشاكل الأخرى من ناحية ثانية .. فانتظري
اتصالا مني في القريب . بإذن الله وشكرا.
صورة أرشيفية من رسالة الطائر المهاجر المشار إليها
نشرت في جريدة الأهرام "باب بريد الجمعة" مارس 1992
كتابة النص من مصدره / بسنت
محمود
راجعها وأعدها للنشر / نيفين علي
برجاء عدم النسخ احتراما لمجهود فريق العمل في المدونة وكل من ينسخ يعرض صفحته للحذف بموجب حقوق النشر