الحصاد الطيب .. رسالة من بريد الجمعة سنة 2000
لم أفكر في الكتابة لك من قبل .. لكني قررت أن أكتب بعدما أطل علينا هذا الوجه القبيح لهذا الشيطان لاعن أمه معذب شقيقتيه اليتيمتين .. فأدمى قلوبنا حزنا على الفتاة وأختها وأوغر صدورنا انكسارها لهذا القاسي عديم الرحمة والضمير كما جاء في رسالتها بعنوان "الصورة الحقيقية" .
واسمح لي أن أحاول تخفيف حزن القلوب وضيق الصدور
وأمحو صورة هذا الوجه القبيح بصورة من الحياة تبعث الأمل في النفوس وتثبت أن الخير
موجود في أمتنا إلى يوم القيامة, وأن الرحمة والمودة موجودة في قلوب كثير من
عباد الله المؤمنين, ولأقدم من خلال بابكم رسالة شكر وعرفان متواضعة لهذا
النموذج الطيب من البشر.
بعد وفاة
والدنا ووالدتنا ـ رحمة الله عليهما ـ بقيت أنا وأخي وأربع بنات في كنف أخي
الأكبر, وكلنا في مراحل التعليم المختلفة من الابتدائي حتى نهائي الجامعة,
وتكفل بنا أخي الأكبر والمجال هنا لا يسمح لسرد ما فعله هذا الأخ الطيب وما ضحي به
من أجلنا حتى وصل الجميع إلى بر الأمان والحمد لله.
إن صفحات بابكم لا تكفي لسرد ما فعله وضحي به من
أجل إخوته .. لكن المثل الطيب الذي وددت أن أذكره هنا هو زوجته هذه السيدة
الفاضلة التي فتحت قلبها وصدرها لإخوة وأخوات زوجها فصارت أختا للكبير وأما
للصغير, وفتحت لهم بيتها بكل الحب والترحاب وبوجه بشوش لم يتغير طيلة 22 عاما
.. هذه السيدة التي ضحت من أجلنا براحتها وصحتها ومالها .. تخرج من بيتها طالب
الطب والهندسة وهي ترعي الجميع بقلب الأم الحنون حتى أنست اليتامى يتمهم وزرعت في
قلوبنا حبا لها وعرفانا بجميلها, فصارت ابنتها قرة عين لنا جميعا وصارت هي تاجا
على رؤوسنا نفخر به ونعتز .. ولست مبالغا إن قلت إن أيا منا مستعد بالتضحية بروحه
من أجلها, هذا هو المثل الطيب لرعاية اليتيم, وهذا هو حصاد ما زرعته زوجة أخي
الفاضلة من حسن الرعاية وطيب المعاملة, وسيكون حصادها الأعظم والأوفر عند ربها
بإذن الله ـ فماذا حصد هذا الوجه القبيح من سوء معاملة شقيقتيه وماذا سيكون حصاده
عند رب العالمين ؟
ولكاتب هذه الرسالة أقول:
مؤكد أن حصاده لن يكون من نوع حصاد أخيك الأكبر وزوجته الفضلى, فمن يزرع الشوك لا يحصد إلا الحسك وكفى به حصادا طيبا لأخيك وزوجته في الدنيا أن تحمل لهما أنت وبقية إخوتك هذه المشاعر الصادقة من الحب والوفاء والعرفان, أما حصادهما في الآخرة وعند رب العالمين فانعم به من حصاد.لقد أحببت شقيقك هذا وزوجته الفاضلة الرحيمة واحترمتهما على البعد بمجرد قراءتي لرسالتك واستشعاري لصدق مشاعرك نحوهما.. فهنيئا لهما ما أثمره غرسهما الطيب في الحياة.. ونعم عقبى الدار.. نعم عقبى الدار
لقراءة رسالة الصورة الحقيقية اضغط هنا
نشرت في جريدة الأهرام "باب بريد الجمعة" أغسطس عام 2000
راجعها وأعدها للنشر / نيفين علي
برجاء عدم النسخ احتراما لمجهود فريق العمل في المدونة وكل من ينسخ يعرض صفحته للحذف بموجب حقوق النشر