العطر الجميل .. رسالة من بريد الجمعة عام 1990
أقرأ رسائل
هذا الباب وارى فيه الحياة بخيرها وشرها .. واسأل الله لكم الأجر عما تخففون به عن
أصحاب المشاكل والأحزان والهموم .. فالحياة كما قلت في ردك على صاحبة رسالة "الغرف
الخالية" فريضة وجهاد فعلا .. وعلينا أن نتشارك فيها وأن يسهم كل إنسان في التخفيف
عن آلام الآخرين .. بما يملك ويستطيع .. ولو كان قليلا.
ولقد سبق يا سیدي أن قرأت مشكلة إحدى البائسات في هذا الباب وعرضت عليكم لحل مشكلتها أن أعطيها شقة بالإيجار في منزل املكه بالهرم .. وجاءتني بخطاب منكم مع خطيبها والحمد لله.
واليوم وبعد أن قرأت رسالة الغرف
الخالية للسيدة الحزينة التي فقدت زوجها بعد عشر سنوات من السعادة والمهمومة بأمر أطفالها الثلاثة الصغار الذين فقدوا الأب الحنون ..
أرجو أن تتاح لي الفرصة لأن أقدم عن طريقكم لهؤلاء الأطفال بعض ما يسري عنهم حزنهم
فادعوهم مع أمهم أو مع من يشاءون من أفراد أسرتهم لقضاء يوم جميل بين الخضرة في مزرعتي
الجديدة لأقدم لهم
بعض ثمارها .. وليسعدوا بعض الوقت .. ولهم أن يكرروا هذه الزيارة متى شاءوا .. وعلي
أن أقدم إليهم ثمار المزرعة حتى بابهم إن حالت ظروفهم دون الحضور .. فأنا أحب الأطفال
جميعا واسعد بسعادتهم خاصة وأن هؤلاء الأطفال ذكور .. وأنا ليس عندي أطفال ذكور
واشتاق إليهم كثيرا .. لكنها حكمة الله عز وجل .. فأرجو أن تدعو هؤلاء الأطفال لزيارة مزرعتي كما يسعدني أيضا أن أرحب
فيها بغيرهم من أصحاب المشاكل والمهمومين الذين يرغبون في قضاء يوم وسط الخضرة
والريف الجميل لتجديد الحياة
والأمل في رحمة الله وأملي أن أتمكن قريبا وبإذن الله من إنشاء دار للمسنين وسط
الخضرة لينعموا بهدوئها وجمالها .. كصدقة جارية على روح أبي وأمي الله رحمهما الله
وأحسن مثواهما .. والسلام عليكم ورحمة
الله وبركاته .
ولكاتب هذه الرسالة أقول :
انقل إلى
السيدة كاتبة رسالة الغرف الخالية عرضك النبيل بكل ما يحمله من عطر إنساني جميل .. وأشكرك عليه وعلى عرضك المفتوح لكل
المهمومين بزيارة مزرعتك .. وهو أمر ليس بمستغرب على من شارك من قبل في حل مشكلة أساسية
لإحدى قارئات هذا الباب .. وأرجو لك حياة سعيدة مديدة فواحة دائما بعبق العطاء
للآخرين .. وعبق مشاركة السماء في
إسعاد المهمومين .. ولنعم دار المتقين .
نشرت في جريدة الأهرام "باب بريد الجمعة"مارس 1990
راجعها وأعدها للنشر / نيفين علي
برجاء عدم النسخ احتراما لمجهود فريق العمل في المدونة وكل من ينسخ يعرض صفحته للحذف بموجب حقوق النشر