إبريل 5, 2023النداء .. رسالة من بريد الجمعة عام 1987

 

 لحظة الولادة .. رسالة من بريد الجمعة عام 1988

 

قرأت رسالة الزوج الذي يقول أنه تزوج منذ ۲۸ سنة ويعاشر زوجته بالحسنى ولم تحدث أية مشاكل بينهما طوال هذه السنين وهي تحبه وتعتقد أنه يحبها في حين أنه لم يحبها يوما واحدا ولم ينس حبيبته الأولى التي حالت الظروف دون زواجه بها ويسألك أين إذن هذه اللحظة السحرية التي قلت أنها قد يولد فيها الحب فتكون فاصلا بين الشقاء والسعادة وينصح في نهاية رسالته الشباب بالا يتزوجوا إلا من يحبون مؤكدا أن الحب بعد الزواج لا يأتي .

واسمح في یا سیدي أن أرد عليه بتجربتي الشخصية .. فأنا فتاة تخرجت من كلية التجارة منذ 3 سنوات وأديت الخدمة العامة ولم تربطني خلال الدراسة علاقة بأي زمیل .. وكانت لي صلة وثيقة بزميلة لها شقيق يعمل في دولة عربية فذكرت لي أنه يريد الزواج مني فوجدته إنسانا مناسبا تتمناه أية فتاة فوافقت على الزواج منه وعاد لمصر فتمت الخطبة ولم اشعر بأي حب تجاهه إلى حين أحسست بأنه يحبني ويتفانى في إسعادي .. واستمرت الخطبة لمدة عامين بغير أن تولد هذه اللحظة السحرية في داخلي .. ثم تم الزواج منذ عام واكتملت معرفتي به فوجدته إنسانا رقيقا وحنونا ومتدينا ودودا ، فدعوت الله من أعماقي أن يخلق في قلبي حبه مثلما يحبني أو بعض ما يحبني .. فاستجاب الله إلى دعائي .. وجاءت اللحظة السحرية يا سيدي فإذا بشرارة الحب تنطلق من قلبي تجاه زوجي وإذا بي أحبه بكل قطرة في دمى وكل نبضة في قلبي وإذا بي أحس أن حبي له أكبر من حب أية زوجة لزوجها

وأحس أن الله قد عوضني به عن فقدي لأبي رحمة الله .. وأصبحت أفقد عقلي إذا خرج فتأخر في العودة .. وهو يستعد الآن للعودة إلى مقر عمله بعد شهر على أن الحق به بعد شهر آخر ولا أنام الليل كلما تصورت أننا سنفترق خلال هذه الفترة .. فكيف يقول هذا الزوج المخضرم أن الحب لا يولد أبدا بعد الزواج ؟ إنني أقدم له تجربتي وأؤيد رأيك في أن هذه اللحظة قد تولد فعلا بعد الزواج وأنا خير دليل على ذلك وإلا فما معنى العلاقة بين زوج وزوجته إذا خلت من الحب؟

 

 ولكاتبة هذه الرسالة أقول :

إنني أؤمن في كثير من الأحيان بما قاله أبراهام لينكولن من أنه ينال الناس من السعادة بقدر ما يوطئون عزمهم على أن يصبحوا سعداء.

وأنت يا سیدتي أردت لنفسك أن تحيي حياة سعيدة طبيعية مع زوج يحبك ويتفانى في إسعادك وقد أكملت المعاشرة معرفتك به فلمست حنانه وكرمه وخصاله الجميلة وتسلل حبه ببطء إلى قلبك وساعدت أنت على ذلك لأنه لا يأبى الكرامة إلا لئيم .. ولأنك راغبة بحق في أن تسعدي نفسك بحبه وبمبادلته مشاعره .. وهكذا ولد الحب ولادة طبيعية كان للإرادة فيها نفس الدور الذي يكون لإرادة الأم في تيسير عملية الولادة والتي بدونها كما يقول الأطباء دائما لا تتم الولادة الطبيعية أبدا.

 

 وسواء كان هذا الرأي صحيحا أم خياليا فالمهم أن الحب قد ولد بسلامة الله .. فاهتمي به وداومي على سقيه بماء الحنان والتعاطف لأن شجيرة الحب تحتاج دائما إلى رعاية مستمرة لكي تنمو وتترعرع وترتفع إلى السماء لتظل حياتكما معا طوال العمر بإذن الله وحمدا لله على السلامة.

رسالة اللحظة السحرية

 رابط رسالة أقوى من الكلام

نشرت في جريدة الأهرام "باب بريد الجمعة" عام 1988

راجعها وأعدها للنشر / نيفين علي