شمعة على الطريق .. رسالة من بريد الجمعة عام 1986

 

 

شمعة على الطريق .. رسالة من بريد الجمعة عام 1986

شمعة على الطريق .. رسالة من بريد الجمعة عام 1986


أكتب إليك هذه الرسالة بعد أن قرأت رسالة "سجن الأحزان" للأم التي تفقد أزهارها صغيرة وقد تأثرت بهذه الرسالة وبردك عليها وأود أن أضيف إلى ما قلت لها أنه في الإمكان الآن مع تقدم الطب الحديث القيام ببعض الاختبارات قبل وأثناء الحمل المعرفة أسباب ما حدث لهذه الأخت.

ونظرا لأني طبيب مصری أخصائي في أمراض النساء والولادة وأقيم في ولاية مينيسوتا بأمريكا وأمارس الطب بها فلدي بعض الخبرة في هذه الأمور وأنا على ثقة من أن الأطباء المصريين على قدر كبير من العلم والخبرة لمعرفة كل هذه المعلومات وقد علمونا ذلك لكن الإمكانيات العلمية لإجراء هذه الاختبارات قد لا

تكون متوافرة حاليا في مصر.

ولأني أعيش في ولاية مينيسوتا التي يقع فيها مستشفى مايو كلينك الشهير واقرأ بريد الجمعة بانتظام واجد فيه ما يربطني ببلدي وأهلي في مصر وما يطمئنني على أحوال مصر التي تشغلني وأفكر فيها مع أسرتي دائما لذلك فإني أدعو هذه السيدة الحزينة والأخ المحترم زوجها للحضور إلى أمريكا وقد فهمت من رسالتها أنهما قادران على ذلك .. وسوف يكونان في ضيافتي في منزلنا مع زوجتي وأبنائي أمال ونبيل ومنى وسنتكفل بكل إقامتهما وتوصيلهما إلى المستشفى للقيام بالاستشارات الطبية اللازمة وحيث أني أخصائي في أمراض النساء والولادة فسوف أوجههما إلى المتخصص في هذه الفحوص مما يساعد من الحد من المصروفات إن شاء الله كما أني من ناحية أخرى سوف آتي إلى مصر في مايو القادم لأزور أمي الحبيبة في الإسكندرية إن شاء الله واستطيع إذا أرادا أن التقي بهما للاتفاق على ذلك ولعلي بذلك أكون قد ساهمت في التخفيف من أحزان هذه السيدة وزوجها ولعل الله يهييء لهما بالعلم الحديث وهو إحدى وسائله عز شانه ما يدخل على قلبها وقلب زوجها السعادة إنه سبحانه قادر على كل

شيء.

 

ولكاتب هذه الرسالة الرقيقة أقول :

 إنني احتفظ باسمك وعنوانك ورقم تليفونك في أمريكا لأقدمه لهذه السيدة وزوجها إذا رغبا في الاتصال بك .. ولا أملك إلا أن أشكرك من كل قلبي على هذه المبادرة الكريمة منك فلقد أسرني في رسالتك أنك تريد أن تضيء شمعة في طريق هذه السيدة الحزينة وأن تقدم لها ولزوجها ما تستطيع من عون .. وأسرني أكثر يقينك عن حق بأن الله جل شانه قادر على كل شيء .. وأن العلم الحديث ما هو إلا وسيلة من وسائله وما أكثرها فمنها ما نعلمه .. ومنها مازالت الأفهام قاصرة عنه .. أما مشاعرك الأصيلة تجاه بلدك وأهلك فلیست غريبة على من يعيش في مهجره بوجدانه مع مصر ويتلمس أخبارها على صفحات الصحف . وسوف يعبر المحيط والبحار ليزور أمه في الإسكندرية في مايو القادم بإذن الله .

فأهلا بك حين تجيء .. وكم سوف يسعدني أن أراك وأن أتبادل معك الآراء والأفكار في أحوال أمنا الكبرى جميعا .. التي تزهو بأمثالك في الداخل والخارج على السواء .. وشكرا لك.

 رابط رسالة سجن الأحزان

·       نشرت في جريدة الأهرام "باب بريد الجمعة" عام 1986

راجعها وأعدها للنشر / نيفين علي


Neveen Ali
Neveen Ali
كل ما تقدمه يعود إليك فاملأ كأسك اليوم بما تريد أن تشربه غداً
تعليقات