الأسئلة المضادة .. رسالة من بريد الجمعة عام 2001
قرأت رسالة كتاب الأسئلة للزوجة التي هاجمت الأزواج
بصواريخ وأسئلة نارية تهكمية, وأرجو أن أطرح عليها وعلى الزوجات الفضليات ـ من
مثيلاتها ـ أسئلة مماثلة أتمنى أن أجد حلا أو تفسيرا لها, لأن حل هذه الأسئلة
أعتقد أنه أصعب من أسئلتها:
* ما سبب جحود الزوجات وإنكارهن فضل أزواجهن عليهن ؟
* ما سبب غيرة الزوجات من نجاح أزواجهن وتفوقهم في أعمالهم ؟ أليس نجاح الزوج في
عمله نجاحا لزوجته ؟!
سمعنا سابقا أن وراء كل عظيم امرأة لكن واقع الحال يقول لنا إن هذه المرأة تشد
زوجها للخلف وللسقوط والتعثر حتى لا يزداد نجاحه ـ فلماذا ؟!
* لماذا تكون الزوجة ـ بل معظم الزوجات ـ سعيدة بزيارة أهلها لدارها وتقدم أفضل ما
لديها إليهم في حين تكون متبرمة من زيارات أهل زوجها بين الفينة والفينة ويظهر
عليها الكدر والضيق إن وجه إليها أحد أي انتقاد أو مجاملة أو حتى عبارة ترحيب ؟
* لماذا تسيء معظم الزوجات فهم نية الزوج إذا أقدم على إحضار هدية لزوجته بمناسبة
أو بدون مناسبة, حيث أن معظم الزوجات يعتقدن أن وراء هذه الهدية مصلحة أو إخفاء
لجرم ارتكبه الزوج ولو بالباطل ؟!
* لماذا إذا نجح الزوج ـ أي زوج ـ في عمله أو مشاريعه فإن الزوجة سرعان ما تعلن على
الملأ أنها السبب والعامل الأول في نجاح زوجها وإذا فشل فإنها تعزي السبب إليه
وحده وتتنصل منه وتندب حظها العاثر الذي أوقعها في طريق هذا الزوج الفاشل ؟!
* لماذا تتبرم وتتشكي معظم الزوجات من أنهن قد ظلمن بالارتباط بأزواجهن ـ بهذا
المستوى ويعتقدون أنهن كن يستحققن من هم أفضل من أزواجهن ويزعمن أن الخطاب كانوا
يقفون على الأبواب ينتظرون نظرة السماح والرضا ولكنها تفضلت علي زوجها ومنت عليه
ومنحته نظرة العفو والسماح وأدخلته جنتها المزعومة ؟ ( وليته ما دخل تلك الجنة
الشائكة).
* لماذا يصبر الزوج على زوجته في حين قد تتجرأ الزوجة على زوجها بالسب؟
* لماذا تبالغ المرأة المتدينة في تدينها خارج البيت وداخل البيت ؟ حتى أنها تتمنع
على زوجها بحجة التدين والعبادة والتبتل والصيام ـ ابتغاء مرضاة الله ؟ والتحجج
بحجة لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق؟!
إنني أرجو الإجابة على هذه الأسئلة وهذا غيض من فيض لأن الكيل طفح وأصبح الفرد
يسمع كثيرا عن ظاهرة ضربني وبكي وسبقني واشتكي ويكاد المريب يقول خذوني.
ولكاتب هذه الرسالة أقول:
منذ قديم الأزل والمرأة والرجل يتراشقان بمثل هذه الاتهامات المرسلة والأسئلة الاستنكارية .. والأسئلة المضادة لها .. ولا جديد تحت الشمس .. ولا غرابة..فمادامت هناك علاقات إنسانية بين البشر فسوف ينتج عن احتكاكهم ببعضهم البعض من حين لآخر شرارات تشبه الشرارات الناجمة عن احتكاك قطع الصخور ببعضها البعض..
ولأن الشرر يتطاير دائما بغير انتظام فإنه قد يلسع أحيانا.. وقد يضيء ما حوله في أحيان أخرى وليست هذه الأسئلة التي طرحتها علينا في الأسبوع الماضي كاتبة الرسالة السابقة.. ولا هذه الأسئلة المضادة التي تطرحها علينا الآن, سوى شكل عقلاني آخر لهذا الشرر القديم بعضه مضيء لشيء من الحقيقة بالفعل, والبعض الآخر لا يؤدي إلا وظيفة اللسع واللذع!
فإذا كان
الهدف كما توحي كلماتك الأخيرة في رسالتك هو إطلاق بعض البخار المكتوم لكيلا ينفجر
المرجل بما يمور فيه فلا بأس بهذا الهدف الصحي المشروع .. أما إذا كان الهدف هو
إدانة جنس لآخر أو إطلاق الأحكام العامة عليه واعتبارها أحكاما نهائية غير قابلة
للنقض, فإن الأمر يختلف كثيرا.. وشكرا.
· نشرت في جريدة الأهرام "باب بريد الجمعة" عام 2001
راجعها وأعدها للنشر / نيفين علي
برجاء عدم النسخ احتراما لمجهود فريق العمل في المدونة وكل من ينسخ يعرض صفحته للحذف بموجب حقوق النشر