الخط الأحمر .. رسالة من بريد الجمعة عام 1992

 

الخط الأحمر .. رسالة من بريد الجمعة عام 1992


الخط الأحمر .. رسالة من بريد الجمعة عام 1992



منذ سبع سنوات قرأت في "الردود الخاصة" ببابكم رداً على شاب خانت حبيبته عهده الذي ارتبطت به معه منذ الصبا, واختارت المال وتزوجت من منافسه الثري الذي لم يكمل تعليمه .. واحتفل أبوه المليونير بزواجه احتفالا صاخبا أثار الكمد في قلب الفتى المكافح , فكتب إليك يشكو حظه ويعتب عليّ أني طوحت بكل شئ في الهواء زهدا في الكفاح معه وجريا وراء "العيادة" التي جهزها لي زوجي الثري ولقد واسيته أنت بكلماتك الحانية وقلت له فيما أذكر: أن من باعنا جريا وراء طموحه الرخيص فقد خسرنا وخسر نبع مشاعرنا الصادقة .. ولسوف تنبئه الأيام بأن خسارته فينا لا تقل "إن لم تزد" عن خسارتنا فيه .. بل لعلنا نحن الفائزون في النهاية، لأننا قد عرفنا قبل البداية أنه لم يكن يستحق تضحياتنا, ولا كفاحنا الشريف لإسعاده ولسوف يعرف بالتجربة والألم أن سلام النفس لا تحققه أبدا الشقة الفاخرة ولا العيادة المجهزة وحدهما وإنما يحفظه شئ أهم من ذلك بكثير ولن يجده في حياته بالثمن اليسير.

 

ولقد قرأت هذا الرد يومها وقصصته من صفحه بريد الجمعة ..واحتفظت به في علبه مصاغي بعد أن أصبح لي مصاغ من الذهب الثقيل , فأنا يا سيدي هذه "الخائنه" التي عاشت سنوات صباها وشبابها في حب برئ طاهر مع جارها طالب الهندسه ابن الأسرة المكافحه المثقلة بالأبناء والأعباء , والتي ظلت على عهدها مع حبيبها حتى تخرج وبدأ يعمل ويكافح لتوفير متطلبات الزواج.

ووصلت أنا إلى السنة النهائية بكلية الطب وبدأت أنظر للمستقبل نظرة جديدة فأرى حبيبي مثقلا بالأعباء وأرى أن حياتي معه ستكون امتدادا لحياة العناء والتقشف التي عشتها طوال حياتي, فبدأت استجيب لإلحاح أبي وأمي سامحهما الله لقبول جارنا الآخر ابن تاجر العمارات الثري الذي لم يكمل تعليمه والذي لا عمل له سوى مساعدة أبيه في أعماله الواسعة وبعد مراوده للنفس لم تستغرق فترة لدهشتي أنا قبل غيري, قررت التضحيه بحبي وبكل شئ من أجل نفسي .. ولأرضي أبي وأمي وتخليت عن حبيبي ولم أهتز لدموعه وانكساره مع أني كنت أحبه بجنون كما يحبني.

 

ولست أستطيع حتى الآن تفسير هذا التناقض بين حبي لفتاي وبين قراري بقبول الآخر.. لكن هذا ما حدث وتزوجت من جاري الثاني الذي لم يكن يحبني بقدر ما كان زواجه مني يمثل له تحديا لحبيبي زميله القديم في المدرسة الذي واصل تعليمه بينما تعثر هو ولم يستطع الحصول على الثانوية العامة .. وهكذا طويت صفحه الحب بسهولة عجيبة وبدأت صفحه أخرى جديدة مع إنسان لا أحبه ولا يحبني وإنما يرضي كل منا في الآخر عقدة من عقده النفسيه ويلبي أهم احتياجاته .. فأنا معقدة من الفقر الشديد والحرمان .. وهو معقد من الفشل الدراسي والإحساس بأنه رغم ثرائه أقل من الآخرين وكان يعلم أنني لا أحبه ويتمنى أن يجئ الحب مع مرور الأيام .. وقد حاول بشتى الطرق أن يكسب حبي وحقق لي كل شئ تمنيته في حياتي وأعجزني الفقر عنه. فقدم لي شبكة ثمينة, وأغرقني بالفساتين الفاخرة التي طالما حلمت بها وجهز لي شقة ممتازة وفرشها بأثاث لم أكن أستطيع أن أشتري ولو غرفة واحده منه لو تزوجت من حبيبي وأعد لي شقة في شارع رئيسي قريب من سكني لتكون العيادة الطبيه التي طالما حلمت بها خلال دراستي وأهم من ذلك أنه وضع في يدي كل ما أحتاج إليه من نقود.. وبدأ يدربني على قيادة السيارة استعدادا لأن يشري لي سيارة صغيرة.

 

ومضت شهورنا الأولى بعد الزواج وأنا مبهورة بكل شئ .. وأمارس لذة الممارسة الأولى لأشياء كثيرة في حياتي لكني بعد 3 سنوات فقط من زواجي به اعترفت لنفسي بهدوء بأني لم أحس معه بلحظة واحدة من السعادة الحقيقية وبأني في واقع الأمر تعيسة وضيقة الصدر بكل شئ .. وكنت قد أنهيت دراستي وحصلت على الدبلوم وافتتحت العيادة وبدأت أحاول الإنشغال بها رغم رغم قلة روادها , فإذا بإحساس طاغ من الندم يستولي عليّ تماما ويفسد عليّ كل محاولاتي للاستمتاع بما بين يدي .. ومع الندم بدأت أحس "وأرجو أن تصدقني في كل ما سأقوله لك وألا تستاء مني له"  بدأت أحس بالكراهية الشديدة لأبي وأمي لأنهما أغرياني بهذا الزواج ولم يشجعاني على الارتباط بحبيبي المكافح.

 

 إني أسفة فعلا لهذا التعبير لكني أحاول أن أنقل إليك بصدق كل ما أحسست به في هذه الفترة مهما كان مخالفا للمنطق والدين ..نعم كرهت أبي وأمي بل وأهلي جميعا.. وقاطعتهم فلم أعد أزورهم إلا إذا زاروني وقبضت يدي عن أهلي وأخوتي, فلم أعد أقدم لهم أي شئ  في المناسبات ..كما فعلت خلال الفترة الأولى .. وكرهت زوجي كراهية شديدة واتهمته بأنه المسئول عن تعاستي لأنه تزوجني وهو يعلم أني مرتبطه بآخر أحبه ويحبني منذ كنت طالبة بالمدرسة الثانوية.

وكرهت أهله بلا سبب ..فلم أعد أطيق النظر إلى وجوههم ربما لأنهم أثرياء ويعرفون أني تزوجت ابنهم لماله وكرهت نفسي قبل الجميع.

واستولت علي الرغبة في الانتقام لشبابي الضائع وسعادتي المفقودة, فأهملت العيادة ولم أعد أذهب إليها وأهملت مظهري أمام زوجي ولم أستجب لرغباته للذهاب معه إلى زيارة عائلية أو لزيارة الأصدقاء إلا فيما ندر وحرصت على عدم إنجابي منه رغم حبي الشديد للأطفال .. وكما قاطعت أهلي فقد أوغرت صدر زوجي ضد أهله بقصد أو بغير قصد لا أعرف .. وبعد 4 سنوات من الزواج كانت علاقتي مع أهلي شبه مقطوعه من جانبي .. وعلاقته مع أهله سيئه وإن لم تنقطع وبالرغم من أني كرهته من أعماقي فإني لم أفاتحه يوما في طلب الطلاق .. كما أنه لم يفكر فيه ولا أعرف لماذا كان يتحملني ويتحمل إهانتي له وتصرفاتي معه كما لا أعرف لماذا كان يستجيب لكل ما أطلبه منه.

 

فلقد أشترى لي سيارة وسجلها بإسمي وكانت هداياه لي في كل المناسبات من الذهب وثمينة كما كان لا يحاسبني على ما يعطيني من نقود للبيت ولو وفرت نصفه, وفتح لي حسابا في البنك أودع لي مبلغا صغيراَ كبداية ورحت أنا أغذيه وكان كل ذلك كافيا لأن أرضى وأحاول إسعاد الرجل الذي يطلب سعادتي.. لكني لم أرض ولم أحاول .وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير وافقدت الجمل صبره الطويل هي موضوع الإنجاب , فلقد فاجأني بأنه قد أجرى لنفسه كل الفحوصات اللازمه واثبت قدرته على الإنجاب ودهشت وقتها لقدرته على أن يكتم عني سرا وهو الذي لا يفعل شيئا إلا بمشورتي , ثم طلب مني الذهاب معه إلى طبيبة أمراض النساء لفحصي وعلاجي إذا تطلب الأمر العلاج .. ورفضت فأصر بشدة وكرر الطلب فتمسكت بموقفي وجرحت كبريائه حين قلت له أني سليمه تماما لكني لم أنجب لأني تعمدت ذلك ولأني لا أرغب في إنجاب طفل منه لأنه.....

 

وقبل أن أكمل حديثي فوجئت بالطفل الصغير الذي كنت أحركه كما أشاء طوال 6 سنوات ينتفض ويهوي على وجهي بصفعة أفقدتني توازني وأخرستني للحظات ثم ثرت عليه ثورة هائلة وسببته وسببت أهله وطعنته في رجولته وقلت له أنه تزوجني وهو يعرف أني لا أحبه ولن أحبه.. فسألني بهدوء ولماذا تعيشين معي وقد حصلت على كل ما تريدين ؟ فبادرته بطلب الطلاق .. وفوجئت به يجيبني على الفور بأني طالق.. ووقفت مذهولة وغادر ألشقة فبدأت أجمع ملابسي وأنا أفكر في العقاب الذي سأعاقبه به حين يعود بعد قليل يتعثر في خجله ويحاول مصالحتي, وانتهيت إلى أني سأرفض كل رجاء له وسأقيم عند أهلي فتره لا تقل عن شهرين رغم كراهيتي لبيت أسرتي إلى أن تحفى قدماه من الذهاب إلى أهلي واستعطافي ويتوسط له أبوه المتكبر الذي يتهمني بأني السبب في إفساد العلاقة بينه وبين ابنه الكبير.. فطال الوقت ولم يعد.. واضطررت لحمل حقيبتي وحمل مجوهراتي وكل أشيائي الخاصة وركبت السيارة إلى بيت أهلي.. لم أكن حزينة عليه .. لكني كنت أظن أنه لا يستطيع أن يفعل شيئا ضد ارادتي وصعق أهلي للخبر.. وقرر أبي أن يتصل به  للاصلاح بيننا .. فصرخت طالبة ألا يفعل لأن المحاولات لابد أن تأتي من جانبه .. وحين مضت الأيام ولم تأت المحاولة وافقت على أن يتصل به أبي ليستخلص لي حقوقي المادية منه فجاء ومعه المأذون وتمت تسويه كل شئ بكرم شديد اعترف به.

 

فقد تنازلت له عن أثاث الشقة مقابل شقة العيادة المغلقة والسيارة وحساب البنك والمجوهرات التي قدرها بخمسين ألف جنيه.. ومنحني نفقة المتعة والنفقة الشرعية بلا مشاكل.. وكان خلال كل ذلك ينظر إلي بثبات وبلا أي ندم مما أكد لي أنه تخلص من تأثيري القديم عليه وأن القصة قد انتهت عكس ما أردته لها.

ورتبت أموري بعد ذلك على الحياة كمطلقة ذات تجربة مريرة .. فقبلت على مضض الحياة في بيت أسرتي بعد رفض أبي بإصرار أن يسمح لي بتأثيث شقة العيادة والإقامة بها وحيدة.. وبحثت عن عمل وعملت بمستوصف بمرتب زهيد, وأعدت افتتاح العيادة المهجوره التي لا تكاد تأتي بتكاليف  الكهرباء وأجر البواب.

وعرفت أن حبيبي السابق الذي شكا لك مني منذ سبع سنوات قد شق طريقه في الحياة وعمل منذ ثلاث أعوام بإحدى الدول العربيه ولم يرتبط بإنسانه أخرى بعدي إلا منذ عامين فقط وقبل طلاقي بشهور قليلة وقد عقد قرانه عليها وتزوجها في البلد الذي يعمل به لأنها مدرسة منتدبة للعمل هناك.



 

ولــكـاتــبـة هــذه الرســالـة أقـــول:

تذكرت هذه العبارة للروائي الفرنسي إميل زولا  وأنا أقرأ رسالتك الغريبة هذه .. إنها عبارة غريبة أيضا تقول : من تتزوج رجلا تكرهه طلبا لماله وحده وليس لشخصه .. تنتهي حياتها غالبا بعد رحلة شقاء معه بأن يتزوجها رجلا آخر طلبا لمالها وليس لشخصها, ومغزى هذه العبارة العجيبة هو أن زواجها المصلحي سوف ينتهي غالبا بالفشل أو بوفاة الزوج بعد رحلة تعيسه معه وبعد أن تكون الزوجة قد فقدت براءة الزمن القديم ولم تعد صالحة إلا للوقوع في حبائل رجل يبتز منها ما ضحت بسعادتها من أجله, ويتزوجها بوهم الحب وهو لا يحمل لها في قلبه ذرة منه فتتواصل معاناتها بل وتتضاعف لأنها تكون في التجربة الثانية غالبا هي المحبة, وهو المخادع الكاره .. وتتكرر القصة بشكل عكسي لأن الحياة ديون مؤجله وكما تدين تدان !

 

هذا هو مغزى العبارة : لكني أرجو لك صدقا ألا يكون هذا هو "المصير" بالنسبه لك وأن يكون شفيعك للنجاه منه بإذن الله هو استفادتك بدروس هذه التجربة .. واعترافك الصادق بخطئك في حق نفسك وحق فتاك المكافح الذي خنت عهده .. فالحق أني لم استرح لمحاولتك إلقاء المسئولية الأساسية في خيانتك للعهد على عاتق أبويك بدعوى إغرائهما لك بذلك أو بدعوى رغبتك في إرضائهما والحقيقة أن اختيارك للطريق السهل ونفورك من تحمل عناء البداية مع فتاك وجريك وراء طموحك كان اختيارا إرادياً لك لم يرغمك أحد عليه .. فإن كان أبواك قد استراحا له فلقد كان ذلك تأييدا لهذا القرار الصادر عنك أو تشجعيا له ولم يكن إرغاما لك عليه .. ومن الأمانة أن تعترفي لنفسك بأن طموحك ورفضك للكفاح الشريف مع فتاك إلى أن تنسجا معاّ حبال عشكما بالصبر والعرق , هو صانع المأساة الأولى, وأنه بمثل هذا المنطق "الواقعي" المزعوم توأد كثير من الأحلام البريئة وتهتز القيم لدى بعض الشباب , ورغم كل ذلك ففي رسالتك جانب آخر أكثر أهمية أدعو الآباء والأمهات لتأمله معي والتفكير فيه فلقد تحولت مشاعرك تجاه أبويك إلى كراهية شديدة للأسف بعد الزواج والتعاسة, وهو أمر ضد الدين والمنطق لمجرد أنهما أبدا اختيار الزوج الجاهز وسعدا بهذا الاختيار الذي يعفيهما من مئونة المشاركة في مشروع الزواج وتصورا خطأ أو صوابا أنه يضمن لك السعادة التي يريدانها لك .

فكيف يكون الحال إذن مع أبوين يدفعان ابنتهما دفعا للتخلي عن الحلم والقبول بالمنطق الواقعي المزعوم والارتباط بمن تكرهه كراهية التحريم قبل الزواج.

ثم بأي منطق يفعل بعض الآباء والأمهات ذلك .. أليس بمنطق الرغبة في تحقيق صالح الابنة وسعادتها من وجهه نظرهم؟ إذن فما رأيهم حين تكون الكراهية العميقة من جانبها هي ثمن الرغبة في مصلحتها وسعادتها كما تكشف لنا هذه الرسالة الغريبة؟

 

إن قصتك حافلة بالعبر والدروس يا سيدتي .. فها أنت قد لمست بالتجربة أن فتاك الذي أشفقت على نفسك من صعوبات البداية معه قد شق طريقه في الحياة ووجدت مشاكله طريقها إلى الحل خلال 4 أو 5 سنوات فقط من وأد الحب يأسا من حل المشاكل وبإسم الواقعية المظلومة .. إذن فالصبر على صعوبات البداية كفيل بتمهيد الطريق إلى تحقيق الأحلام ولكن لمن يصبرون ويكافحون وليس لمن يستسلمون للاحباط قبل خط البداية, ثم ها أنت قد عرفت أيضا بدرس التجربة والألم أن الإمكانيات المادية وحدها ليست طريق السعادة وإن كانت تيسر الحياة وتقلل المعاناة , كما عرفت أيضا أنه ليس من حق المرء أن يطالب الآخرين بأن يحبوه ويتمسكوا به للنهاية إذا كان هو نفسه لا يحبهم ولا يتمسك بهم ولا يريدهم بجواره إلا لصالحه الشخصي وحده لأن من لا يحب الآخرين ليس من حقه أن يبكي من كراهية الآخرين له كما أن لكل صبر نهاية .. وهناك دائما خطوط حمراء في علاقة كل إنسان بالآخرين لا يجوز لأحد أن يتجاوزها معهم معتمدا على رصيده لديهم من الحب أو الخضوع السابق أو الوفاء .. فإن تجاوزت معهم انفجرت البراكين وسقطت الحمم والصواعق وهدمت كل شئ.. وهذا ما حدث حين تجاوزت أنت هذا الخط الأحمر مع زوجك السابق بإعلانك رفضك للإنجاب منه وتبريرك لذلك وفي مواجهته بأنك لا تحبينه!

ولو أنك أخترت أي سبب آخر ولو من باب المجاملة الإنسانية له لما حدث ما حدث .. لكنك أخترت سببا يجرح كرامة أي رجل ويشعرة بأن زوجته تعيش معه بصفة مؤقتة في انتظار اللحظة المناسبة للانفصال عنه والضغط يا سيدتي يولد الانفجار.. ولقد ضغطت عليه كثيراً فلم ينفجر إلا حين تجاوزت هذا الخط معه فتجمعت سحب البخار المكتوم عنده وانطلقت في وجهك حارقة مدمدمة .. لقد كان عدلا أن يقع الانفصال بينكما بعد ما حدث وما كان من حقك أن تأملي عودته تائبا مستخزياَ لتواصلي الحياة مع من لا تحبين ولا تحترمين كأنما تنفذين ضد نفسك حكما بالتعاسة الأبدية .. والأفضل حقا هو أن يبدأ حياة جديدة مع من تقدره وتستحقه .. وأن تبدئي أنت أيضا حياة جديدة مع من تقدرينه ولا تكرهينه على الأقل, فانتظري حتي تستوعبي كل دروس التجربة وتتخلصي من آثارها السلبية على روحك وتستعيدي براءة التفكير وسلامة المنطق ثم تفتحي بعد ذلك قلبك لارتباط جديد لا تدفعك إليه الحسابات المادية الصرفة .. ولا مكان فيه للكراهية ونصيحتي الوحيدة لك في هذا المجال هو ألا تكرري نفس التجربة بنفس خطئها الأساسي مع إنسان آخر..

ذلك أنه إذا كان الخطأ تجربة ندفع ثمنها غالبا من سنوات العمر.. فإن تكرار الخطأ بلا إستفاده بأي دروس سابقة جريمة لا تغتفر في حقنا وفي حق الآخرين أيضا .. وشكرا لك علي رسالتك المفيدة حقا.

رابط رسالة بداية القصة تعقيبا على هذه الرسالة

·       نشرت في جريدة الأهرام "باب بريد الجمعة" يوليو عام 1992

كتابة النص من مصدره / بسنت محمود

راجعها وأعدها للنشر / نيفين علي


Neveen Ali
Neveen Ali
كل ما تقدمه يعود إليك فاملأ كأسك اليوم بما تريد أن تشربه غداً
تعليقات