التغيير .. رسالة من بريد الجمعة عام 2000
أنا رجل
تعديت الثانية والستين من العمر, تزوجت منذ أكثر من 38 عاما من ابنة عمي,
وكانت خلال مشوار الزواج نعم الرفيق على الطريق, أمانة وأدبا وأخلاقا.
وقد رزقت
منها خلال فترة زواجي بأربع بنات وولد واحد قامت بتربيتهم وأنا معها خير تربية
وتزوج الابن والبنات عدا البنت الصغرى التي تدرس الآن بإحدى الكليات بالسنة
الثانية.
وخلال رحلة
زواجي سافرت إلى البلاد العربية لأكثر من ثماني سنوات, مما ساعد على تجهيز البنات
بالصورة اللائقة الكريمة في حين تزوج الابن بمجهوده الشخصي والحمد لله.
والآن بعد أن
عدت من السفر بالخارج تغير أسلوب زوجتي تجاهي بصورة لم أكن أتصور ولا أعتقد أن يصل
إليها الحال من استهتار بواجباتي كزوج إلى التطاول والرد علي كلما ارتفع صوتي رغما
عني, نظرا لما أعانيه من أمراض السكر والضغط والقلب وكلما قلت لها أن أسلوبها قد
تغير يكون الرد أنني أنا الذي تغيرت وليست هي وقد ظل الحال على هذا المنوال إلى
الآن, بل لقد جمعت بناتها حولها وكونت كتلة بشرية ضدي أو على الأقل للرد علي
بأنه يا بابا أنت السبب!
لقد كانت
حصيلة سنوات الغربة بعض الماديات, كنت أقوم بإرسالها إلى زوجتي كحارسة أمينة على
بيتنا وحياتنا كتبتها باسمها الشخصي في أحد البنوك وكلما طلبت منها أن تعطيني
مبلغا يكون الرد لماذا.. وماذا ستفعل بالمبلغ كأنني سفيه وهي المسيطرة على
الموقف.
فهل جزائي
أنني كنت أرسل لها مدخراتي عن طيب خاطر لأمانتها وحرصها على البيت ولما لمسته فيها
طوال فترة العشرة الطويلة.
إن الأمر
متروك لكم لتوجيه رسالة إلى كل أم مثلها لا تراعي حقوق الله في العشرة وفي زوج أعطى
من حياته الكثير لخدمة أسرته ومازال يكافح في الحياة لكيلا احتاج إلى مصروف منها
للصرف على نفقاتي الخاصة التي لا تتعدى الجريدة اليومية وبعض المستلزمات الطفيفة.
كما أرجو
مناشدتهن مراعاة حقوق الله في أزواجهن خاصة إذا كانوا أزواجا مخلصين يفضلون الكفاح
على الراحة بالمنزل بحجة كبر السن وأرجو من الله جلت قدرته أن يعطينا الصحة
والعافية للمثابرة والكفاح حتى أتمكن من الوفاء ببعض احتياجات الأسرة وعدم اللجوء
لها أو لغيرها خاصة في هذه المرحلة من العمر.
ولكاتب هذه الرسالة أقول:
· نشرت في جريدة الأهرام "باب بريد الجمعة" عام 2000
راجعها وأعدها للنشر / نيفين علي
برجاء عدم النسخ احتراما لمجهود فريق العمل في المدونة وكل من ينسخ يعرض صفحته للحذف بموجب حقوق النشر