النظرة الضيقة .. رسالة من بريد الجمعة عام 2003
أنا شاب عمري 34
عاما وأعمل محاسبا بأحد البنوك, وأحمد الله على كل ما أنعم علي به, فأنا أتحرك
بكرسي متحرك, حيث إني أصبت بشلل الأطفال في القدمين, ولكن الله قد عوضني
بتفوقي في العمل وحب كل من يتعامل معي, وقد قمت بتدريب نفسي على كل شيء حتى
أصبحت والحمد لله لا احتاج إلى أي إنسان ليساعدني في أي شيء .
ولن أطيل عليك
فأنا بعد أن وصلت إلى ما أتمناه في عملي انشغل تفكيري بالبحث عن الفتاة المناسبة
لكي أكون أسرة مثل كل إنسان, ولكنه يبدو أن نظرة الناس لم تتغير بالنسبة لمن
يجلس في الكرسي المتحرك, فقد صدمت عندما تقدمت إلى أكثر من فتاة ووجدت طريقة
تفكير الأهل واحدة والرد واحدا (كيف نزوج ابنتنا لك وكيف سترعى ابنتنا وأنت عاجز
عن الحركة) .
إنني لا أبعث بهذه
الرسالة لكي تبحث لي عن فتاة تقبل الزواج مني, ولكن لكي تكتب كلمة توضح فيها أن
المرض والصحة بيد الله وأن أي إنسان لا يملك أن يفعل لنفسه أي شيء وأن من يجلس على
الكرسي المتحرك قد يكون أحسن من إنسان آخر سليم, وشكرا لك.
ولكاتب هذه الرسالة أقول:
كل ما قلت صحيح وسليم يا صديقي, ولن يطول الوقت حتى تجد من تعيد إليك الثقة في جدارتك بالسعادة وقدرتك على إسعاد من تشاركك حياتك بإذن الله.· نشرت في جريدة الأهرام "باب بريد الجمعة" عام 2003
راجعها وأعدها للنشر / نيفين علي
برجاء عدم النسخ احتراما لمجهود فريق العمل في المدونة وكل من ينسخ يعرض صفحته للحذف بموجب حقوق النشر