أنا المطرب المشهور .. رسالة من بريد الجمعة عام 1984

أنا المطرب المشهور .. رسالة من بريد الجمعة عام 1984 

أنا المطرب المشهور .. رسالة من بريد الجمعة عام 1984

تلقيت في بريدي هذا الأسبوع هذه الرسالة بلا مقدمات طويلة:

 أنا يا سيدي"المطرب المشهور" الذي كتبت عنه في الأسبوع قبل الماضي والذي نشرت رسالة من أخته عنه .. وأنا في الحقيقة لم أكتب لأدافع عن نفسي ولكن لأوضح بعض الأمور لقرائك الذين قد يظنون بعد أن قرأوا الرسالة أننا معشر الفنانين نقول أو نغنى ما لا نحس به, وأنا في الحقيقة لست منعدم المشاعر والأحاسيس .

وقل لي من فضلك ما هو ذنبي إذا أنا لم أواجه أي موقف في حياتي والسبب في ذلك هو أسرتي التي منعت عني أي صدمات أو أي مواجهات , وماذا أفعل وأنا لم أعلم بوفاة أبي إلا بعد الوفاة بثلاثة أيام, صدقني ثلاثة أيام .. إني أذهب أسبوعيا إلى أمي لكي ترضى عني .. لكن الحي الذي تعيش فيه لم يعد ملائماً لي , ولذلك بحثت عن شقة, وكانت هدية لي من أحد رواد الملهى بشارع الهرم ترى لماذا أعطاني هذا الرجل تلك الشقة بلا خلو, السبب أنه معجب بفني الصادق, لقد عرضت على أسرتي الانتقال إلى هذه الشقة لكن أختي العزيزة ترفض أي وكل شئ بدون تعليل وتتهمني بالسلبية.

 

 إن ظروف عملي تضطرني إلى الغياب عن البيت أو إلى النوم معظم النهار لأن عملي ليلاً .. إني متعب فإن كان لك رأي فأرجو أن تواجهني به وصدقني سوف أنفذ ما تطلبه بالحرف الواحد.

وشكرا لك وأرجو أن تقدر موقفي في عدم ذكر اسمي.

 

 

فاجأني المطرب المشهور الذي نشرت رسالة شقيقته عنه منذ أسبوعين بهذا الرد

 

فالحق إني لم أكن أتوقع منه ردا وإنما كنت أتوقع منه أن تنبهه رسالة شقيقته إلى التزاماته الأدبية والمادية عن والدته وشقيقته مهما كان مشغولا أو مهما كان ينام النهار ويسهر  الليل .. ولقد قلت رأيي عنك في الرسالة السابقة وقسوت عليك بالفعل ولست نادما على ذلك لكنك مادمت تسألني من جديد فسأقول لك باختصار إن إرضاء أم وشقيقة ليس لغزاً يحتاج إلى استشارة أحد ..فقم بواجبك يا صديقي تجاههما وسوف تحس بسعادة لم تشعر بها من قبل, وسوف يزداد فنك صدقا .. فليست الشقة الهدية من أحد رواد الملهى هي دليل صدق فنك كما تقول, وإنما هي دليل سخف من أهداها إليك وأنت القادر على شراء الشقة.

 

 فبعض رواد الملاهي من محدثي الثراء يفخرون بصداقة المطربين والفنانين من أمثالك ويقدمون لهم ما يرفضون بإباء وشحهم منحه للمحتاجين الحقيقيين الذين لا صوت لهم ولا موهبة, لكن هذه قصه أخرى ولا ذنب لك فيها فالغاوي"ينقط" بشقته, كما يقولون لكني أريد أن أقول لك شيئا أخيرا إن وجود أم وشقية لك على قيد الحياة هو نعمة كبرى ينبغي أن تحرص عليها وأن ترعاها فأنت مهما التف حولك المعجبون ومهما انهال عليك النقوط فلن تجد في الدنيا قلبا مخلصا يهتم بك ويحنو عليك بلا غرض سوى قلب الأم وقلب الأخت فاحرص عليهما يا صديقي واجعلهما يتمتعان بما أصبت من شهرة ومال فلن تستمتع بهما أبدا وأنت وحيد بلا أسرة ترعاها وترعاك فجرب ذلك ولن تندم والسلام .

رابط رسالة المطرب المشهور المرسلة من شقيقة كاتب الرسالة

 ·       نشرت في جريدة الأهرام "باب بريد الجمعة" عام 1984

كتابة النص من مصدره / بسنت محمود

راجعها وأعدها للنشر / نيفين علي


Neveen Ali
Neveen Ali
كل ما تقدمه يعود إليك فاملأ كأسك اليوم بما تريد أن تشربه غداً
تعليقات