دائرة العذاب .. رسالة من بريد الجمعة عام 2001

 دائرة العذاب .. رسالة من بريد الجمعة عام 2001

دائرة العذاب .. رسالة من بريد الجمعة عام 2001



من الحكمة أن نحاول دائما تحجيم خسائرنا الإنسانية‏ ..‏ وتضييق دائرة الضحايا الذين يدفعون غاليا ثمن سوء اختياراتنا في الحياة .. لهذا فإني أتفق مع كاتبة هذه الرسالة فيما تنادي به‏ وأضم صوتي إلى صوتها.

عبد الوهاب مطاوع

أنا سيدة في الخامسة والثلاثين لدي طفلتان وأعمل على تحضير رسالة الدكتوراه في مجال دراستي‏,‏ سعيدة والحمد لله في حياتي الزوجية رغم أنني وزوجي نحفر الصخر لنحظى بتلك الحياة السعيدة ونحمد الله على ما رزقنا به ولقد تعاهدنا علي الصراحة في أدق تفاصيل حياتنا‏.‏

 حقا يستفزني كثير من الأحداث سواء على المستوى العام أو الإنساني لكنه تسعدني أيضا طاقات النور التي تنبعث في الظلمة الحالكة من مواقف كريمة وإصرار على النجاح‏..‏ وتصدمني أيضا بعض الصور القبيحة والتي زادت في هذا العصر العجيب‏,‏ وقد استفزتني صاحبة رسالة الحزام المشدود التي تشكو مما تعانيه هي وأبناؤها من حرمان شديد بسبب بخل زوجها القادر والمتطلع للثراء‏..‏ ليس لكونها حالة فردية‏,‏ فقد لاحظت أن كثيرات من السيدات بعد الزواج وإنجاب عدد لا بأس به من الأولاد والبنات ينفجرن ويقدمن شكواهن من الشريك البخيل أو المدمن أو سييء الطباع أو الخائن‏,‏ إلى آخر قائمة الخروج عن القيم والمباديء‏,‏ والعجيب أن تلك العيوب لا تخفى على أي زوجة بعد فترة زواج قد لا تتعدى سنة واحدة‏..‏ لكنها تصر بالرغم منها على الانزلاق في هاوية القهر والإحباط  والمعاناة‏,‏ وترفض الهزيمة والاعتراف بخطئها في اختيار الشخص المناسب وتكافح لإنجاح العلاقة ذات الساق الواحدة وتستمر في المعاناة خلف الأبواب المغلقة مع كل ما تلاقيه فيها فإنها تنجب المزيد من الأبناء ضحايا العذاب والإذلال المستمر مما يترتب عليه مزيد من ذوي العقد النفسية والتي لا تقتصر على الأبناء المشاركين بل ويحملونها أيضا إلى أزواجهن وزوجاتهم مما يزيد دائرة العذاب‏.

فلما لا تكتفي كل سيدة تتعرض لتلك الحالة من حالات الإخفاق بطفل واحد تحاول تقويمه ومساعدته حتى لا يتأثر بشكل كبير بمعاناته؟ إنه رجاء إلى كل من جانبها التوفيق في الاختيار إذا كانت الظروف لا تسمح لها ببتر العلاقة ألا تزيد من دائرة المظلومين بإنجابها المزيد من الأبناء من هؤلاء الشركاء أما صاحبة تلك الرسالة فليس لدي ما أقوله لها سوى أعانك الله على ما ابتلاك به‏.‏

ولكاتبة هذه الرسالة أقول‏:‏

من الحكمة أن نحاول دائما تحجيم خسائرنا الإنسانية‏ ..‏ وتضييق دائرة الضحايا الذين يدفعون غاليا ثمن سوء اختياراتنا في الحياة لهذا فإني أتفق معك فيما تنادين به‏.‏ وأضم صوتي إلى صوتك وشكرا لك‏.

·       نشرت في جريدة الأهرام "باب بريد الجمعة" عام 2001

راجعها وأعدها للنشر / نيفين علي


Neveen Ali
Neveen Ali
كل ما تقدمه يعود إليك فاملأ كأسك اليوم بما تريد أن تشربه غداً
تعليقات