دائرة العذاب .. رسالة من بريد الجمعة عام 2001
من الحكمة أن نحاول دائما تحجيم خسائرنا
الإنسانية .. وتضييق دائرة الضحايا الذين يدفعون غاليا ثمن سوء اختياراتنا في
الحياة .. لهذا فإني أتفق مع كاتبة هذه الرسالة فيما تنادي به وأضم صوتي إلى صوتها.
حقا يستفزني كثير من الأحداث سواء على
المستوى العام أو الإنساني لكنه تسعدني أيضا طاقات النور التي تنبعث في الظلمة
الحالكة من مواقف كريمة وإصرار على النجاح.. وتصدمني أيضا بعض الصور القبيحة
والتي زادت في هذا العصر العجيب, وقد استفزتني صاحبة رسالة الحزام المشدود التي
تشكو مما تعانيه هي وأبناؤها من حرمان شديد بسبب بخل زوجها القادر والمتطلع للثراء..
ليس لكونها حالة فردية, فقد لاحظت أن كثيرات من السيدات بعد الزواج وإنجاب عدد
لا بأس به من الأولاد والبنات ينفجرن ويقدمن شكواهن من الشريك البخيل أو المدمن أو
سييء الطباع أو الخائن, إلى آخر قائمة الخروج عن القيم والمباديء, والعجيب أن
تلك العيوب لا تخفى على أي زوجة بعد فترة زواج قد لا تتعدى سنة واحدة.. لكنها
تصر بالرغم منها على الانزلاق في هاوية القهر والإحباط والمعاناة, وترفض الهزيمة والاعتراف
بخطئها في اختيار الشخص المناسب وتكافح لإنجاح العلاقة ذات الساق الواحدة وتستمر
في المعاناة خلف الأبواب المغلقة مع كل ما تلاقيه فيها فإنها تنجب المزيد من
الأبناء ضحايا العذاب والإذلال المستمر مما يترتب عليه مزيد من ذوي العقد النفسية
والتي لا تقتصر على الأبناء المشاركين بل ويحملونها أيضا إلى أزواجهن وزوجاتهم مما
يزيد دائرة العذاب.
ولكاتبة هذه الرسالة أقول:
· نشرت في جريدة الأهرام "باب بريد الجمعة" عام 2001
راجعها وأعدها للنشر / نيفين علي
برجاء عدم النسخ احتراما لمجهود فريق العمل في المدونة وكل من ينسخ يعرض صفحته للحذف بموجب حقوق النشر