عبير الأحلام .. رسالة من بريد الجمعة عام 1992
إلى أن قرأت في بابك الحبيب منذ
فترة قصيرة رسالة "اللقاء الصامت" عن المحبين اللذين فرقت بينهما الأيام
في بداية الشباب ، ثم جمعت بينهما الحياة بعد الشقاء والمرارة فأهاجت خواطري
ودفعتني للكتابة لك من جديد ، لقد رويت لك من قبل أنني كنت وفتاتي نعيش في مدينة
صغيرة بالأقاليم يملأ الحب قلوبنا ونتنفس معا عبير الأحلام الوردية والآمال
العريضة في غد جميل يجمع بيننا في بيت سعيد صغير ، وكنا بالمرحلة الثانوية وأكبرها
بعامين وتعاهدنا على الوفاء والانتظار وكانت فتاتي جميلة وهدفا لخطاب كثيرين ،
فكانت كلما تقدم لأهلها خاطب ووافقوا عليه انتهزت أول فرصة للانفراد به وصارحته
بقصتنا وبارتباطها عاطفيا بي بل وأخبرته باسمي وعنواني ليتأكد من صدقها ، فكان أول
خطابها کریما ونبيلا فانسحب على الفور وجاءني مهنئا ومشجعا ومتمنيا لي حياة سعيدة
معها ، وجاءني الثاني مساوما ومستغلا فقري وضعف موقفي كطالب لا يملك شيئا فلم يلبث
أن انصرف عنها وعني يائسا حين لم يجد أدنى استجابة له ، وبعد الخاطب الثاني أحسست
بالخطر فتقدمت لأهلها مضطرا لأن ظروفي كطالب على أبواب المرحلة الجامعية ليست
مناسبة فضلا عن ظروفي الاجتماعية غير المشجعة ، وقابلت شقيقها الأكبر رحمه الله
وسامحه فيما فعل إذ لم أنس حتى الآن رغم مرور السنين ما دار بيني وبينه .. فقد تقمص
دور الواعظ ونصحني بالالتفات لمستقبلي لأن المشوار طويل أمامي ولست أملك شيئا
يعينني على الزواج، ورجوته أن نقرأ معا الفاتحة فقط وتوسلت إليه أن يكون هناك أي
نوع من الارتباط ولو بكلمة أو وعد إلى أن أشق طريقي وخاصة أن فتاتي صغيرة السن ولن
يضيرها انتظاري عدة سنوات وسوف أتخرج من الجامعة واعمل .. و .. فقاطعني بأنني حتى
لو حصلت على أعلى الشهادات فلن يغير ذلك من الواقع المادي لي شيئا وبالتالي فلا
أمل في هذا الزواج وغادرت بيتهم وقد استوعبت الدرس الذي ألقاه علي وعرفت عدوي
الحقيقي وهو الفقر فأقدمت على خطوة جريئة وهجرت الدراسة الجامعية قبل أن تبدأ بأيام
وسافرت إلى بلد عربی مجاور لأعمل وأكسب مالا يساعدني على تحقيق حلمي وودعتني فتاتی
وهي تقسم لي بدموعها أنها سوف تنظرني إلى نهاية العمر .
وبدأت في الغربة معركتي لتغيير
الواقع المادي الذي فرض علي يلهبني خیال فتاتي وصوت شقيقها سامحه الله وهو يقول لي
أعلى الشهادات لن تغير من حالي شيئا ، وتحملت الكثير في بداية غربتي وهمت جائعا في
فترات كثيرة ، وقبلت أعمالا حقيرة في فترات أخرى وأحسست بفقدان آدميتي في بعض
الأحيان ، وبكيت في وحدتی مرارا إحساسا بهواني على الدنيا وعلى الناس ، وبعد سفري
تقدم لفتاتی الخاطب الثالث وكان أغربهم شأنا ، فقد صارحته في أول لقاء بقصتها معي
وحبها لي کما فعلت مع السابقين فتجاهل الموضوع برمته وقال لها في هدوء إن كل فتاة
قبل الزواج لها نفس الحكاية ونفس الوهم وأن الأمر كله لا يعنيه في شيء ومضى في
إتمام خطوات الزواج مع أهلها بكل هدوء معتمدا على مركزه المرموق ويسار حاله ،
وقاومت فتاتي ورفضت طويلا فكان نصيبها الزجر والضرب ، ثم هادنها أهلها ودفعوا نساء
الأسرة لإقناعها بقبول الخطبة فقط إلى أن تهدأ الأمور عسى أن تغير رأيها بعد حين
فإن لم تتغير أمكن فسخها في أي وقت ، وقبلت هي ذلك على مضض تخلصا من ضغط الأهل
وإهانتهم .
وفي يوم الخطبة كانت في حجرتها بين صديقاتها .. وهم في غرفة أخرى يعقدون قرانها بغير رأيها أو موافقتها ، ورغم أن الزواج لا يجوز شرعا بغير رضا الابنة فقد مضت خطواته إلى نهايتها وبدأت فتاتي حياتها معه راغمة ، وكنت خلال ذلك في غربتي أخوض معرکتي ضد الفقر فعلمت بما جرى .. وتصورت أنها قد خانت العهود وضعفت أمام ضغط الأهل أو الإغراء إلى أن عرفت بالمصادفة ومن أقرب الناس لها أنها قد تزوجت بالحيلة والغدر وليس بالقبول والإيجاب وظلت عاما کاملا بعد الزواج ترفض الاعتراف به إلى أن استسلمت للأمر الواقع في النهاية .. فأحسست بنصل السكين يشق کبدي وكرهت الفقر الذي يحطم آمال المحبين من أعماقي وواصلت كفاحي في الغربة بلا سعادة ولا ابتهاج بأي شیء ، وحين وضعت أقدامي على الطريق وحققت نجاحي وأصبح لى رصيد كبير في البنك ، لم أسعد به لحظة وإنما سألت نفسي في مرارة وما قيمة النقود حين تأتي بعد أن تنتفي الحاجة الملحة إليها ويضيع الحلم الذي تمنيتها لتحقيقه ، ثم استسلمت أنا أيضا للأمر الواقع بعد سنوات وتزوجت وأنجبت فكان من قدري أن تزوجت من سيدة سليطة اللسان نكدية دائمة الشجار والعبوس ، ناقمة دائما ومتمردة على كل شيء وتوزع كلماتها البذيئة على أولادي كل يوم ولا هم لها إلا رصيدنا في البنك وأن تكون كل الممتلكات باسمها لأن الرجال ليس لهم أمان کما تقول دائما ويتمزق كبدي مرارا عندما أرى أولادي يتكومون في ركن من الغرفة خائفين حين تنجح زوجتي في استفزازي فأثور ردا على سبابها البذيء ويتعالى صياحنا أمامهم، وإني لأقسم لك غير حانث أني لم أكن يوما الباديء بالشجار ولا مثيرا للمشاكل فأنا باعتراف أهلها وزميلاتها زوج مثالي ، ليس لى أصدقاء يشغلونني عن بيتي ووقتی کله بعد العمل لبيتي وأولادي والضحكة لا تفارقنی رغم تعاستي وقد كتبت كل ما امتلكته من شقاء الغربة من أرض وعقار باسمها ، كما أني مستقيم في حياتي الخاصة ولا أترك فرصة أو إجازة لإسعاد أسرتی برحلة أو استجمام إلا وانتهزتها ، لكن معظم أو كل مشاكلنا تبدأ بصياحها وألفاظها البذيئة فأرجوها أن تخفض من صوتها حتى لا يسمع الأطفال نقاشنا وأن تهذب من ألفاظها حرصا على حيائهم وأكظم غيظي ما استطعت ملبيا لها مطالبها إذا كان سبب الشجار مطلبا لها ، أو معتذرا لها عن خطأ لم أرتكبه إذا كان سبب الشجار اتهاما ظالما لي ، وكان هذا فيما يبدو هو سبب تماديها في المكابرة وسلاطة اللسان لأنها ترى خوفي وحرصي على أولادي فتحولت التضحية من أجلهم إلى نوع من الابتزاز المستمر من جانبها.
أما حبي القديم فلقد انقطعت الأسباب نهائيا بيني
وبينها فلم أعد أسمع عنها ولم تعد تسمع عني ومضت 14 عاما طويلة على هذا الحال . ثم
قررت أنا وزوجتي أن نتخذ لنا سكنا في القاهرة نعود إليه في الأجازات ونستقر فيه
بعد العودة النهائية ، واختارت زوجتي المسكن الجديد في أحد أحياء القاهرة الراقية
وعدنا للإقامة فيه في أول أجازة ، فإذا بي أراها أمامي وجها لوجه ! نعم هي نفسها
فتاتي القديمة التي حال الفقر والضعف بيني وبينها وقد أصبحت الآن زوجة وأما يقف
أكبر أبنائها على مشارف الدراسة الجامعية، وتقيم للمصادفة العجيبة في نفس الحي بل
وعلى بعد أمتار من المسكن الذي اختارته زوجتي لنا بعد بحث عميق في طول القاهرة
وعرضها ! والتقينا في مصادفة كمصادفات الأفلام وتحدثنا طويلا وروت إلي عن حياتها
ورويت لها عن حياتي وسلمنا بلا مقاومة ومن اللحظة الأولى بأنه لا مهرب لكل منا من
الآخر وأن الحب الكامن في الصدور قد انتفض من غفوته عملاقا كما كان في سن الصبا
والأحلام .
ولم يمض يوم خلال تلك
الأجازة لم ألتق بها فيه أو لم نتحادث معا بشكل أو بآخر ، وعدت إلى مقر عملي
وتواصلت الرسائل والاتصالات التليفونية بيننا وبدأ أولادي بعد سبعة عشر عاما من
الغربة يتمردون على الحياة بعيدا عن مصر ويضيقون بالحياة في وسط غريب عنهم بلا عم
ولا خال ويضغطون علي للعودة النهائية والاستقرار في مصر بعد طول اغتراب .
وبلغت معاناتی قمتها في
العام الماضي فكتبت إليك استشيرك في ذلك بناء على طلب فتاتي القديمة وأقول لك إنني
أخاف العودة لأني إن عدت واستقررت في مصر فلن أستطيع أن أمنع نفسي من لقاء فتاة
أحلامي القديمة مع ما يترتب على ذلك من إحساس بالإثم وتأنيب الضمير وعصيان لما
أمرنا به الله بالرغم من طهارة لقاءاتنا ، كما أنني لن أستطيع أن أقاوم طويلا رغبتي
ورغبتها في تحقيق حلمنا القديم في الزواج مهما كانت العقبات ، فطلبت مني في ردك أن
أؤجل عودتي لمصر لأطول فترة ممكنة وحذرتني من هدم المعبد فوق رؤوس أولادي وأولادها
، وقد عملت بشطر نصيحتك الأول وهو تأجيل العودة فأجلتها عاما واستسلمت أنا وهي
لرأيك لكننا بقينا على اتصال هاتفي شبه يومي ورسائل أسبوعية نتشاکی فیها همومنا
وأنصحها بالتماسك وتنصحني بالصبر ، ونتساءل ما ذنبنا في هذا الشقاء الذي فرض علينا
وماذا يجبرنا على قبول الظلم الذي تعرضنا
له في البداية حين كنا ضعافا فدفعنا الثمن فادحا من شبابنا وسعادتنا ؟
لقد جمعت الأقدار بيننا بغیر أي سعي من جانبنا إلى اللقاء فتفتحت عيوننا من جديد على سعادة ومشاعر جميلة كنا نظن أنها لم يعد لها وجود في الحياة ، وإني لأكتب لك الآن لأسألك سؤالا محددا هو : هل الإنسان السوي هو فقط من يضحي بنفسه وسعادته من أجل أولاده ؟
أو ليس من الممكن أن
يوفق الإنسان بين سعادته الشخصية ومصلحته وبين سعادة أولاده ومصلحتهم ؟
ثم إنني أرى
أن أي تضحية يقدمها الإنسان هي نوع من أنواع البطولة فهل كل إنسان مطالب دائما بأن
يكون بطلا .. وهل يملك كل إنسان مؤهلات البطولة ؟
إلى الزواج التعيس إلى هذه المحنة الجديدة ؟
ولكاتب هذه الرسالة أقول :
لست أفرض رأيي
على أحد ولا ألزم أحدا بتضحية ، لأن التضحية عمل اختیاری لابد أن ينبع من أعماق الإنسان
ولا يجوز لأحد أن يفرضها عليه ، غير أني أؤمن بأن الحياة رسالة ينبغي أن نؤديها بأمانة
وإن شقينا أحيانا فيها وواجب إنساني عام يتسع لأهداف أخرى جليلة إلى جانب سعى
الإنسان إلى سعادته الشخصية .
ومن أهم هذه
الأهداف بل ومن أنبلها إسعاد من جئنا بهم إلى الحياة بغير أن نستشيرهم في إنجابهم
أو نستشيرهم في اختيارنا لمن شاركناهم الحياة ، والسعادة الحقيقية يا صديقي هي
السعادة التي لا يعقبها ألم للنفس أو الضمير أو للغير ، وهذا هو جوهر الفلسفة
الأخلاقية أما تقييم الأمور بمعيار واحد هو ما تحققه لنا نحن وحدنا من لذة ومتعة بغض
النظر عما يترتب عليها من إيلام للآخرين أو إجحاف بحقوقهم فليس مما تستقيم به
الحياة أو تترقی والأبناء هدف سام من أهداف الحياة يستحق أن نتحمل من أجله العناء
والشقاء إلى أن يشتد عودهم وتتحدد شخصياتهم وتزداد مناعتهم ضد آثار انفصال الأبوين
وتمزقهم بينهم في الصغر ، فإذا ما بلغوا ذلك ربما كان من حق الإنسان إذا لم يشأ أن
يتلطف بأبنائه أن تخلص من عشرة لمن لا يوافقه ولا يفارقه ، وأن يطلب سعادته مع من يحب
ويرغب ، أما قبل ذلك فإن كان سعي الأب للزواج ممن يحب مما لا يحرمه الله فهو أيضا
مما لا يمنع عنه الجوائز . ذلك أن الأوسمة دائما للمضحين بأنفسهم من أجل أبنائهم
ومن أجل أهداف الحياة الشريفة الأخرى .
ورغم ذلك فلا
أحد ينكر الضعف البشرى أو يرفض الاعتراف به فالقلوب في النهاية بيد خالقها لكننا
فقط نطالب من يتعرض له أن يغالب نفسه طويلا وطويلا وبإرادة من حديد ، وأن يتذكر في
ذلك قول الرسول الكريم : "أن المهاجر من هجر ما نهى الله عنه والمجاهد من
جاهد هواه".
وأن يتجنب
التصرفات والمداخل التي تساعد ضعفه على أن يتمكن منه ويزداد لهيبه وأن يلتصق
بأبنائه بل وبزوجته ولو كره منها الكثير محتميا بهم من هوى نفسه ونزعاتها فإن عجز
بعد كل هذا وفقد قدرته على المقاومة كان مما يرد عنه الاتهام بالأنانية أنه قد
جاهد نفسه طويلا .. فلم ينتصر عليها وإنما انتصرت هي عليه وهزمته .
أما المسارعة
برفع الراية البيضاء من أول جولة دون تقدير للعواقب ولا مراعاة حقوق الآخرين أو
اعتبار لما سينالهم من شقاء وتعاسة فليس سوی استسلام خائر لأهواء النفس لتتلاعب به کما
تتلاعب الأمواج بسفينة بلا شراع.
والنفس بالغة
في شر صاحبها ما ليس تبلغه بيض ولا سمر.
لهذا فقد
نصحتك حين كتبت إلي منذ عام بأن تؤجل عودتك لمصر ما استطعت وأن تتوقف عن كل اتصال
بها وتقاوم حتى النهاية حتى لا يدفع أبناؤها وأبناؤك ثمن أخطاء أهلهما .. وتصاريف
الأيام ، وها أنت تعود إلى بعد عام لتقول لي أنك مصر على ما تريد وتطرح علي أسئلة
تثير التأمل عن حق الإنسان في السعادة وقدرته على التضحية .. وقدرته على الموازنة
بين سعادته وسعادة أبنائه . ولست أستطيع أن أشير عليك أن تطلقها من زوجها وتتزوجها
، لأن هذا فوق طاقتي على تقدير الضعف البشري والاعتراف به ، إذ لو كانت مطلقة فعلا
قبل أن تلتقي بها أو أرملة لما ترددت في أن أنصحك رغم معارضة ذلك لمبادئي بأن
تتزوجها على الفور مع الاحتفاظ بزوجتك وبيتك لأني قد لمست فعلا عمق معاناتك وصدق
العاطفة التي تجمع بينكما لكن ماذا نفعل ورسولنا الكريم يقول لنا ما معناه : ليس
منا من خبب أي "أفسد" امرأة على
زوجها ، وما ذنب أبنائها في سوء تصرف أسرتها معها ومجافاتهم لروح الشريعة وروح
العدل وفي سوء ظروفك أنت في بداية الشباب ، إن أقصى ما أستطيع أن أقوله لك هو أن
أمامك خيارين لا ثالث لهما : الأول هو أن تتوقف تماما عن كل اتصال بها وفي أسرع
وقت وتختار طريق التضحية من أجل أبنائك والصبر على تعاستك، والثاني هو أن تصحح هذا الوضع الخاطىء وتعفي
نفسك وتعفيها معك من إثمه وليرع الله أبناءها وأبناءك وبشرط ألا تهدم بيتك في سبيل
ذلك أو تطلق زوجتك إذ يكفي أن ينهدم بيت واحد قربانا لتحقيق هذا الحلم القديم .
فاختر لنفسك
ما تشاء .. فإن أردت وسام المتعففين المضحين من اجل أبنائهم .. فرشح نفسك له ..
وإن أردت سعادة المحبين على حساب تعاسة الأقربين فالله رب قلوب في النهاية ولا
حرمة في حلال ولو دفع الأبرياء ثمنا غاليا له .
شيء واحد فقط أنصحك به بلا تردد هو أن تحزم أمرك على الفور لتنهي هذا الوضع الآثم .. إن تعففا .. وإن استسلاما لما أرادته القلوب والسلام.
تنويه هام
تواصلت معنا ابنة كاتب الرسالة بتاريخ 30 ديسمبر 2023 وهذا نص ما كتبت :
أنا ابنة صاحب الرسالة وكنت في اولى اعدادى
وقتها واتذكر جيدا ان الاستاذ عبد الوهاب مطاوع ارسل له خطابا أنا من استلمته وكان
عليه لوجو الاهرام وكنت من عشاق بريد الجمعه وقتها اخبرت اخوتى ان والدي ارسل
مشكله لبريد الجمعة كنا دايما انا واخواتى نرجوه ان يخبرنا الحقيقه إلى أن وصلنا
لسن الجامعه وقال لنا ان قصته اتنشرت باسم عبير الأحلام وبحثت عنها فى كتبه لحد ما
لاقتها وقتها .. اللى حصل ان أبي لم يتركنا واختار ان يكمل معانا الحياة .. وامى
عندما علمت بالحقيقه ثارت وانقلبت حياتنا رأسا على عقب طوال حياتنا حتى اننا كنا
نرجوهم كثيرا ان ينفصلو وسيكون الوضع افضل لنا ولكن اختار أبي ان يكمل الحياة .. امى
ست مكافحه وكانت تحبنا كثير .. بابا وماما الان فى عمر ٧٥ ومرجعوش مصر وحياتهم
اصبحت هادئه بحكم السن وحبيبة والدى زوجها توفى وهيا ايضا فى السبعين واصبحت جدة
*نشرت في جريدة الأهرام
"باب بريد الجمعة" نوفمبر عام 1992
راجعها وأعدها للنشر / نيفين علي
برجاء عدم النسخ احتراما لمجهود فريق العمل في المدونة وكل من ينسخ يعرض صفحته للحذف بموجب حقوق النشر