الحقيبة الزرقاء .. رسالة من بريد الجمعة عام 1989
أنا يا سيدي سيدة في
الثانية والثلاثين من عمري .نشأت في أسرة طيبة متدينة ..فرعيت الله في كل
تصرفاتي ولم أسمح لنفسي بارتكاب معصية وواصلت دراسي بتفوق حتى التحقت بالجامعة
وتقدمت في دراستي حتى بلغت السنة الثالثة بغير أن تتجاوز علاقتي بزملائي حدود
الزمالة المتحفظة إلى أن اقترب مني زميل يكبرني بسنة ويدرس معي في نفس الصف بعد
حوار صامت طويل استمر بيننا أكثر من عام وتصارحنا بمشاعرنا وبعد فترة قصيرة طلب أن
يزورني في بيتي فمهدت له الطريق والتقى بأبي وطلب يدي منه وصارحه بأنه لا يملك أية
إمكانات للزواج وأنه سيكافح ليبني عشه من الصفر .
وصارحه أبي بدوره بأنه
موظف وغاية ما يستطيع أن يقدمه لي هو مبلغ محدود سيحصل عليه باستبدال جزء من معاشه
, وأن علينا أن نبني عشنا بكفاحنا وتمت الخطبة في حفل عائلي بسيط .. وتركز أملنا في الحصول على البكالوريوس بتفوق عسى أن نجد فرصة
العمل كمعيدين بنفس كليتنا , وكافحنا كفاح الأبطال في السنة الأخيرة من الكلية حتى
صرت كالشبح من قلة النوم وكثرة الإجهاد وهزل خطيبي وبدا شاحبا كالخيال وتقدمنا
للامتحان ونجحنا بتقدير عال لكنه للأسف لم يكن كافيا لكي ييسر لنا العمل كمعيدين
.. فقد كان هناك من سبقنا في الترتيب بفضل الدروس الخصوصية وتوافر إمكانات الحياة
.
وبدأنا رحلة البحث عن
العمل في مجال تخصصنا ففوجئنا بالأبواب المسدودة في وجه من لا سند له في الحياة
ولا واسطة ودخلنا عشرات المسابقات بلا طائل فقررت أن ألقي شهادتي وراء ظهري وأن
أعمل أي عمل فتعلمت الآلة الكاتبة والتلكس وعملت لفترة كجليسة أطفال عن طريق
إعلانات الصحف ورقت لحالي الأم بعد 6 شهور من عملي معها وبعد أن لمست ظروفي فأوصت
بي زوجها الذي عينني في الهيئة التي يعمل بها كسكرتيرة لأحد المديرين بعقد مؤقت ثم
تم تثبيتي بعد فترة .. ولم ينجح خطيبي في العثور على عمل , فعمل سائقا لتاكسي
يملكه جار لهم علمه وساعده في استخراج الرخصة ..واتفق معه على أن يعمل عليه طوال
الليل مقابل ربع الإيراد ثم يسلمه السيارة في الثامنة صباحا ولم أنزعج لذلك وإن
كنت قد أشفقت عليه من السهر حتى الصباح كل ليلة واستراح هو كثيرا لتشجيعي له فراح
يعمل بكل همة ..ويعطيني معظم ما يكسبه لكي نبدأ به حياتنا ولم يرحم نفسه فكان يعمل
من السادسة مساء حتى منتصف الليل في محل لبيع السندوتشات قبل أن يتسلم سيارة
الأجرة .. وبعد عام طويل من هذا العناء طلب أن نتزوج واعترض أبي لأنه لم يوفر
الشقة بعد , لكني رجوته أن يوافق لأن خطبتنا قد طالت وأكدت له أني سأعيش معه في أي
مكان .
وتزوجنا وأمضينا
ليالينا الأولى في فندق متواضع .. ثم عجزنا عن احتمال تكاليفه فأصبحنا نتناوب
الإقامة في بيت أسرتي وبيت أسرته .. ثم اتسعت الدائرة فأصبحنا ننتقل بين شقق إخوتي
وإخوته وكلما لمحنا أي بادرة للضيق بنا .. سارعنا بالعودة إلى الفندق المتواضع ..
مع أن أحدا لم يضق بنا فعلا ..لكننا كنا نبالغ في مراعاة أحاسيس من يستضيفوننا
فأشارك في أعمال البيت ..وفي تنظيف الشقة .. وفي تحمل كل الأعباء وكان زوجي آية في
الحساسية والعرفان لكل من استضافنا .. وأصبحت الحقيبة الزرقاء التي تضم ملابسنا
نادرة نتندر بها فنقول إننا نسكن فيها وإن " عنواننا " عليها وأخيرا
نجحنا في العثور على شقة مفروشة صغيرة بإيجار محتمل ومع رثاثة العثور على شقة
مفروشة صغيرة بإيجار محتمل ومع رثاثة أثاثها وسوء حالتها وقذارتها فقد فرحنا بها
كثيرا .. وصنعت لها بيدي ستائر رخيصة لأجملها
بها وقمنا نحن الاثنين بطلاء جدرانها المتساقطة بطلاء جميل فأصبح لي بيت أعيش فيه
مع شريك عمري وعشنا في هذه الشقة شهورا وكل فترة يرفع صاحبها الإيجار حتى عجزنا عن
احتماله فانتقلنا إلى شقة ثانية وثالثة ورابعة ومعنا دائما الحقيبة التي نعتبرها
عش الزوجية !
وحاولت أن أجد لزوجي
عملا في الشركة التي أعمل بها ففشلت ولم أترك عميلا يتعامل مع الشركة يمكن أن تكون
لديه فرصة عمل بغير أن أرجوه بشأن زوجي .. وكنت في البداية أخفي هذا الأمر عنه
لكيلا أجرح مشاعره ..لكني صارحته به حين لمست من بعض من رجوتهم تشغيله تصرفات لم
ترحني .. فاستشرته في ذلك فثار ثورة عارمة وطلب مني ألا أرجو أحدا بشأنه حتى لا
أفتح على نفسي أبوابا للمشاكل ..وخاصمني عدة أيام .. لم أذق فيها طعم الراحة .. ثم
صفا لي ورجاني بهدوء ألا أضع نفسي في هذا الموقف مرة أخرى لأنه يمس رجولته ويعرضني
للمتاعب فوعدته بذلك .
لكن هذا الحادث لم يمر
عليه بسهولة فبعد أيام أبلغني أنه سيسافر وحده إلى الخارج ليبحث عن عمل بشهادته .
ورفض توسلاتي له بألا
يسافر بعد أن اقترب أمل عثوره على عمل عن طريق القوى العاملة .. وبعد أسابيع سافر
بالفعل وودعته وأنا حزينة وأخليت الشقة المفروشة آسفة .. وعدت بالحقيبة إلى بيت
أبي , وبدأت رسائله تصل إلي تصف معاناته في البحث عن عمل .. واضطراره لأن يعمل في
بعض الأحيان سائقا لسيارة أجرة لكي يجد ما يسد به رمقه .. وعن إقامته ضيفا على
أربعة من معارفه يسكنون غرفة ضيقة .. وبعد 3 شهور
عصيبة نجح في الحصول على عمل ملائم .. وبدأت حياته تعرف بعض الراحة .. وبدأت
رسائله تتخفف من بعض آلامه .. وبدأ يرسل لنا مبلغا من مرتبه كل شهر ولم أنس السيدة
الكريمة التي ساعدتني في الحصول على عمل فداومت على الاتصال بها وشكرها .. وكثيرا
ما عرضت خدماتي عليها بلا مقابل فكانت تعتذر شاكرة وبعد عام ونصف عام عاد زوجي في
إجازة لأول مرة فاستقبلته بشوق الدنيا كله ومضت الأسابيع الثلاثة كلمح البصر وبعد
عام آخر جاء ومعه ما نستطيع أن نستأجر به شقة فأجرنا شقة مناسبة وترك لي بعض
النقود لأبدأ تأثيثها فشغلت نفسي بتأثيثها ووضعت فيها كل ما تبقى لي من مرتبي
وأصبحت لنا شقة نحس فيها بالأمان ولا نتوقع أن يطالبنا صاحبها بإخلائها في أي لحظة
وانتظم حبيبي في إرسال المبلغ الشهري لاستكمال الشقة ومواجهة نفقات الحياة فكنت
أدخر حوالي نصفه في البنك لكي يجد زوجي بعد عودته ما يبدأ به مشروعا صغيرا يغنيه
عن الوظيفة .. وجاء يوم رأيت فيه أن ما توافر لنا يكفي
لبدء هذا المشروع فطالبته بالعودة للاستقرار معي خاصة بعد أن أنجبت طفلين
"توءم" لكنه رأى أن الوقت لم يحن بعد .. وواصل البقاء هناك والعودة كل
سنة لمدة شهر .. واستضافتنا عنده شهرين كل سنة حتى مضت 7 سنوات كاملة قبل أن
يستجيب لإلحاحي بالعودة لكي يلتئم شملنا بعد أن حقق الله لنا كل ما نريد .. فعاد
يا سيدي .. لكنه عاد شخصا آخر غير الذي عرفته وأحببته فقد عاد مكتئبا عابسا حزينا
.. فأفتش فيه عن حبيبي القديم فلا أجده ولا أجد روحه المتفائلة العالية ولا فرحته
الطفولية بطفليه وبي وقدرت أنها آثار الغربة الطويلة .. التي تستغرق وقتا قبل أن
يعود للاندماج في حياتنا كما كان وانتظرت لكن كان كل يوم يمضي يزيدني إحساسا بأن
شيئا جوهريا في روحه قد تغير .. ما هو .. ولماذا ؟!
لا أعرف وحاولت أن أدخل
البهجة إلى قلبه فقدمت له كشف الحساب الذي يتضمن المبلغ الذي ادخرته له ليستعين به
إلى جانب مدخراته في بدء مشروع في مجال تخصصه .. فلم يبتهج .. وفاجأني بفتوره
وبقوله لي أنه قد نسي كل شيء عن تخصصه .. ولا يجد في نفسه الرغبة في العمل فيه مرة
أخرى ولا في أي عمل في الوقت الحالي .ولم أثقل عليه لتأكدي من أنه لا يحتمل البقاء
بلا عمل لكنه أمضى عدة أسابيع لا يفعل أي شيء ويجلس معظم أوقات النهار في البيت
صامتا مكتئبا وأضبطه في بعض الأحيان وهو يرنو إلي في حزن فإذا تنبهت إليه حول
نظراته عني وجن جنوني .. وحاصرته بالأسئلة وبكيت طويلا بين يديه وأنا أحاول أن أعرف
ماذا به واتهمته بأنه لم يعد يحبني وبأنه قد تحول بمشاعره عني إلى أخرى .. فيتحمل
ثورتي في هدوء شديد وينفي عن نفسه الاتهامات ثم يمسك يدي بحنان ويغرق في صمته
وكلما سألته متى سيبدأ العمل يجيبني بأنه يحتاج إلى فترة راحة طويلة قبل أن يواصل
الكفاح مرة أخرى , لكن فترة الراحة طالت أسابيع أخرى وكلما فاتحته في الأمر تهرب
من الحديث .. وضاق به .. أو تشاغل بمداعبة الطفلين وهو عابس ! .. فأتركه
لنفسي وأدعو الله في صلاتي أن يفرج الله كربه الذي لا أعرفه ثم نفد صبري فانهرت
وبكيت حتى جفت دموعي .. وهددته بأني سأطعن نفسي بسكين المطبخ إن لم يفتح لي قلبه
ويصارحني بسر فتوره وفقده للحماس وصمته الحزين فقال لي بهدوء : إذن فاهدئي وسوف
أروي لك كل شيء وحكى لي أنه قبل شهور من عودته من الخارج نجح في الحصول على عمل
أفضل في هيئة رسمية وقرر أن يعمل بها عامين آخرين قبل عودته وبدأت إجراءات التعيين
وكان من بينها الفحص الطبي فإذا بالهيئة ترفض تعيينه بعده ..وإذا بطبيبها الهندي
يصدمه بلا رحمة بمفاجأة مؤلمة وينصحه بالعودة لبلاده لكي يتلقى فيها علاجا منتظما
وبأن يعيش بين أسرته حيث يتوافر له أكبر قدر من الراحة !
وأحسست بقلبي يتوقف
وأنا أسمع قصته .. وانفجرت دموعي وأنا أتحمل عذابه .. ومعاناته الصامتة وهو جالس
بيننا ثم تمالكت نفسي لأسأله عما فعل بشأن العلاج بعد عودته .. فإذا به لم يفعل أي
شيء وصرخت من الانفعال فحاول تهدئتي قائلا إنه أراد أن يمضي معي ومع طفليه أكبر
وقت ممكن لكي " يشبع " منا قبل أن يبدأ رحلة العذاب التي قد تشغله عنا
أو تضطره لدخول المستشفى وأنه أراد أن يسرق من الدنيا بضعة أسابيع قبل أن يكفهر
جوها علينا جميعا !
فلم أنم ليلتي وفي
الصباح اعتذرت عن عدم الذهاب إلى العمل واصطحبته إلى الطبيب وبدأنا الرحلة التي
أشفق علينا منها وبعد أيام ثقيلة من الفحوص والإشاعات والتحاليل اختليت بالطبيب
الكبير الذي يعالجه ورجوته أن يصارحني بالحقيقة فقال لي أن حالته ليست ميئوسا منها
وأن الأمل كبير في شفائه .. لكن حالته النفسية في غاية السوء ولن تساعده على
العلاج ونصحني بعرضه على طبيب نفسي مع استمراره في العلاج الأساسي .
وتقدمت بطلب للحصول على
إجازة من عملي وتفرغت تماما لشريك عمري وخضت معه معركة طويلة حتى اقتنع بالذهاب
إلى الطبيب النفسي وبعد ثلاث جلسات فقط قال لي الطبيب إن مشكلة زوجي هو أنه يحس
بمرارة شديدة لأنه مرض في الوقت الذي كان يستعد فيه لجني ثمار كفاحه بعد رحلة
المعاناة الطويلة التي خاضها لكي يكوِّن بيته الصغير وأسرته التي يحبها من أعماقه
لهذا فهو يحس بعبثية الحياة وعبثية العلاج كأنه يسأل نفسه .. ما معنى الكفاح إذن
إذا كنا لا نستمتع بجني ثماره بعد أن شقينا في الحياة لكي نحقق لأنفسنا السعادة
وتحملنا في سبيلها العذاب والمعاناة سنوات طوالا وأنهى الطبيب حديثه بأن جانبا
كبيرا من علاجه النفسي يقع عليه هو ثم علي أنا وأن مسئوليتي هي أن أعيد إليه الأمل
في الحياة لكي يتهيأ نفسيا لاحتمال المحنة واجتيازها والتزمت بكل ما طالبني به
الطبيب النفسي .. وانصرفت إلى رعاية زوجي والتخفيف عنه بكل ذرة في عقلي وقلبي
وجسمي .. حتى لامني هو نفسه عن إهمالي لطفليّ.
وبين حين وآخر .. يسأل
نفسه : ترى هل أغضبت ربي في شيء بغير أن أدري .. فعاقبني فأؤكد له أن حياته صفحة
ناصعة البياض .. وأن علاقتنا جميعا بالله سبحانه وتعالى على خير ما يرام فهو يؤدي
فروض دينه .. ويخرج الزكاة منذ توافرت له أول مدخرات في حياته ويرعى أبويه ..
وساعد أخته الصغرى على الزواج حتى استقرت في بيت زوجها ولم يعد لأبويه أية
مسئوليات .. وفي أيام الراحة تهفو نفسه إلى زيارة السيدة نفيسة فأُعد له كمية
كبيرة من أرغفة اللحم ويوزع الصدقات ويعود راضيا مرضيا .. ويهدأ إلى حين ثم تلح
عليه الخواطر الحزينة مرة أخرى .وهو يتحسن ولكن ببطء شديد ..وطبيبه يؤكد أنه سوف
يتحسن أسرع كلما تحسنت حالته النفسية وهو يقرأ لك يا سيدي منذ كان في غربته وكثيرا
ما تناقشنا معا عن بعض قصص أصدقائك المعذبين وعما تفعله أحوال الدنيا بالبشر فهل
توجه له كلمة تشد بها أزره وتطلب منه أن يتماسك لكي يساعد أطباءه على علاجه ثم هل
تدعو له ربك معي أن يبرئه من آلامه وينهضه من مرضه ليضيء لنا حياتنا من جديد
؟!
ولكاتبة هذه الرسالة وزوجها أقول :
للكاتب الفرنسي أناتول
فرانس كلمة شهيرة يقول فيها " يمكن تلخيص تاريخ البشرية كله في هذه الكلمات
القليلة .. (يولد الناس ..ويتألمون..ويرحلون ..).
وهذا صحيح إلى حد كبير
لكنه بين ميلاد البشر ورحيلهم قد يصنعون المعجزات .. وإحدى معجزات الإنسان هي
قدرته على تحدي الألم و صعوبات الطريق ومقاومتها والانتصار عليها ومركز القيادة في
كل عمليات المقاومة هذه هي روحه لأن روح الإنسان أقوى آلاف المرات من جسمه الضعيف
وعظمته تتجلى في قدرته على مغالبة الألم والتمسك بأهداب الأمل في أن يقهره ويتخطاه
كما تخطى غيره من صعوبات الحياة .
والألم يا صديقي سر من
أسرار الحياة ونسيج اختلط بأنسجتها منذ هبط آدم إلى الأرض ولم يرْقَ العقل البشري
إلى فهمه أو الاطلاع على حكمته أبدا لكننا نعرف على الأقل أن كل ما نلقى من آلام
في حياتنا كالمرض أو فقد الأعزاء وغيرهما من الآلام هو ابتلاء من الله جل شأنه
علينا أن نتقبله لأن الإيمان الحق يستوجب أن نؤمن بقضاء الله وقدره وبالقدر خيره
وشره وحلوه ومره ومعنى الحديث الشريف يضيء لنا الطريق هنا حين يقول : "ما من
شوكة تصيب المؤمن إلا يكفر الله بها خطاياه أو يرفع بها درجاته ".
وبعض المتصوفة
يقولون..إن بعض الألم صورة من صور الرحمة تتنكر في ثوب الشدة ثم لا يلبث أن ينكشف
وتنجلي رحمة الله بعبده المؤمن بأوسع معانيها .
وأنت يا صديقي كما تروي
عنك رفيقة دربك التي انحني لها احتراما وإكبارا صفحة بيضاء من غير سوء كافحت
ببسالة لتصنع حياتك وتضيء عشك الصغير ورعيت حدود ربك والتزمت بأوامره ونواهيه
وبررت بأبويك وأديت حقوق الله في مالك فأدعو الله أن يرفع بألمك ومرضك درجاتك عنده
وبأن يأذن لجسمك بأن يبرأ منه بغير رجعة إن شاء الله .
ويقيني ورجائي ودعائي
لك إن شاء الله هو أن ينكشف ثوب الشدة عن رحمة ربك لتتجلى عليك آياته ويغسل في
بحار رحمته الإلهية التي لا شطان لها جسمك وروحك من كل آلامهما, وأن يهبك من حلو
قدره ما يمسح عنك كل ما أصابك من مره فتعود أيها الفارس القديم إلى منازلة صعوبات
الحياة والانتصار عليها كما فعلت دائما طوال السنوات الماضية وكما سوف تفعل في سنواتك
القادمة بإذن الله , وعندها سوف تصبح محنة المرض والألم علامة أخرى من علامات
الطريق الشاق وذكرى من ذكريات الكفاح القديم كالحقيبة الزرقاء والشقق المفروشة
والعمل ليلا حتى الصباح .. وثق من أن ذلك سوف يحدث بأمر ربك فالحياة في حاجة إلى
أمثالك من مصابيح الخير والحب والوفاء والعطاء التي تضيء حياة الآخرين وتجعل
للحياة قيمة ومعنى ..
فانهض يا صديقي البطل
وامتط حصانك فأمامك الكثير والكثير لكي تحققه لنفسك ولزوجتك ولطفليك ولكل من أحبوك
وأحببتهم وللحياة فأجمل أيام حياتك لم تأت بعد وسوف تأتي بأسرع مما تظن وسوف تجد
الوقت المناسب لكي تجني ثمار كفاحك الشريف وتستمتع بما أوتيت ..وتلمس ظلال رحمة
ربك الوارفة على حياتك وحياة أسرتك الصغيرة قريبا وقريبا جدا إن شاء الله .
برجاء عدم النسخ احتراما لمجهود فريق العمل في المدونة وكل من ينسخ يعرض صفحته للحذف بموجب حقوق النشر