يونيو 28, 2025عين الجاني .. رسالة من بريد الجمعة عام 1993

 

 ممنوع التدخين .. رسالة من بريد الجمعة عام 1989

 

أنا فتاة في الثلاثين من عمري أعيش في مدينة ساحلية بعيدة وأقيم مع أبي وأمي في بيت صغير .. وعندما تخرجت في الجامعة وعملت في مدينتي أشار علي أبي بأن ابني لنفسي شقة فوق بيتنا لكيلا أفارق أمي بعد زواجي لأنها مريضة وتحتاج إلى رعايتي خاصة بعد زواج أختي الكبرى وسفرها مع زوجها للخارج .. وبدأت فعلا اشترى مستلزمات البناء منذ تخرجي ثم بعد فترة تقدم لي شاب متدين ولا يدخن ومرشح للإعارة في إحدى الدول العربية فبكت أمي لأنها لا تستطيع تحمل أعباء البيت وحدها إذا ما سافرت معه فضحيت بهذه الفرصة راضية واعتذرت عن عدم قبول الخطبة لأن خدمة أمي في مثل ظروفها الخاصة جهاد في سبيل الله كما أخبرنا بذلك الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .. وواصلت بناء الشقة حتى اكتملت والحمد لله فتقدم لي شاب يدخن وغير ملتزم دينيا فرفضته ولامني معظم الزملاء على ذلك ثم تقدم لي بعد ذلك جار لاحظت أنه مثل زميله فرفضت ولامني المعارف أيضا على ذلك .. لكني راضية عما فعلت لأني متدينة ولا استطيع أن أعيش مع رجل يدخن وغير ملتزم دينيا.

 فإذا عرفت يا سيدي رجلا متدينا ولا يدخن فأرجو أن تخبرني به أو أن تخبره بعنواني على أن يكون اسمي وعنواني أمانة لديك لا تعطيهما إلا لمن يستحق .. وليس يهمني في ذلك أن يكون أرمل أو مطلقا أو عزبا .. وإنما يهمني في المقام الأول أن يكون متدينا ولا يدخن والله يوفقك لما تحبه وترضاه.

 

ولكاتبة هذه الرسالة أقول :

أفعل إن شاء الله وأؤيدك في شرط التدين أما شرط التدخين فلا أراه سببا جديا لرفض شاب مناسب تتوافر فيه كل الشروط الأخرى .. فوسعي دائرة الاختيار أمامك بدلا من أن تضيقيها .. ولا تدعي فرصة ملائمة تتسرب من يديك لهذا السبب وحده حتى لا يأتي يوم نندم فيه على فرصنا الضائعة لأن التدخين رغم كراهته وأضراره التي لا خلاف عليها ليس معيارا صحيحا للحكم على أخلاق زوج المستقبل .. ولم أسمع من قبل عن فتاة رفضت شابا ملائما لهذا السبب وحده لأن الحياة تطالبنا بقدر أكبر من المرونة حتى لا نحكم على أنفسنا بالوحدة في رحلة الحياة ، فإذا وضع الله في طريقك من تتوافر فيه كل الشروط فأهلا به وسهلا أما إذا جاءك من ترضين دينه وخلقه ولا ترضين عن سيجارته فتغاضي عن هذه الآفة إلى أن يجمعكما عش الزوجية ثم علقي في غرفة نومك لافتة "ممنوع التدخين" .. وابدئي معه الكفاح لكي يقلع عنه .. وسوف تنتصرين في النهاية طال الزمن أم قصر.

 نشرت في جريدة الأهرام "باب بريد الجمعة" عام 1989

راجعها وأعدها للنشر / نيفين علي