الضاحكة .. رسالة من بريد الجمعة عام 1987
سيدي لن أطيل
عليك في رسالتي هذه وإنما سألخص لك مشكلتي التي تهددني بالتعاسة في كلمة واحدة وهي "الضحك"
.. فأنا فتاة اضحك في اشد مواقف حیاتي خطورة .
ففي وفاة أبي الذي
كنت أحبه ومازلت حزينة في أعماقي عليه "ضحكت" وفي موت أحد الأقرباء في
حادثة تعتبر كارثة اضحك رغما عني وبدون أي إرادة من جانبي وفي أي موقف جد أو حزين
أجدني اضحك رغم مقاومتي للضحك وطالما أنى بين الناس فإني اضحك أما عندما أكون
وحيدة فإني ابكي غالبا ويغلب علي طابع الحزن والاكتئاب وكثيرا ما ابكي وحدي.
ورغم كثرة ما
ووجهت به من انتقاد لضحكاتي غير المسئولة في المواقف الحزينة مضت الحياة بي بلا
مشاكل كبيرة بعد أن اقتنع معظم أقربائي بأني لا استطيع التحكم في الآفة الملعونة.
لكن المشكلة
تفاقمت بعد أن ارتبطت بخطیبی وهو إنسان ناجح جدا وأحبه جدا . لكن آفة
الضحك تهدد علاقتي به بالدمار فأثناء سیري معه اضحك فيرتبك فأضحك أكثر فيزداد ارتباكا ويزداد ضحكي ، وحين أخلو بنفسي ابكي بحرقة
شديدة خوفا عليه وعلى علاقتي به .
لقد أعلن خطیبي
يا سیدي انه سيطلقني لأنه يتصور أني اضحك منه وحاولت بلا جدوى إقناعه بأني أكن له
كل حب واحترام وأني لا اقصد اهانته بضحكي ولا استطيع أن أتحكم فيه لكنه لم يقتنع
.. فماذا افعل إنني أتصرف بمسئولية في كل أمور حياتي ما عدا هذه اللعنة.
ولست مؤمنة
بالعلاج النفسي والجلسات الكهربائية والاسترخاء على كرسي لسرد حکایات تتحكم فيها
انفعالات الإنسان وأريد المشورة منكم في علاج كيميائي عن طريق الأدوية دون الدخول
في دوامة التحليل النفسي فهل هناك مثل هذا .. أنقذوني لأني أدافع عن سعادتی وأحاول
إنقاذ نفسي من الغرق ؟
ولكاتبة هذه الرسالة العجيبة أقول :
لا شك أنك تعانين من مشكلة حقيقية على عكس ما
يبدو من ظاهر رسالتك فما جرى مع خطيبك الذي تحبينه وتحترمينه يمكن
أن يتكرر مع أي إنسان آخر ويمكن أن يضعك في مواقف حرجة عديدة لذلك فأنت مطالبة
بالتماس العلاج مهما كانت وسيلته ولا عيب أبدا في العلاج النفسي إذا كان هو طريقنا
لاستعادة التوازن النفسي الذي يعيننا على مواجهة الحياة ورسالتك تقطع بأنك مثقفة
.. فكيف تنفرين منه .
إنك يا آنستي
تدافعين عن سعادتك وواجب كل إنسان ألا يقصر في حق الله بإلتماس العلاج مما يعاني بأية
وسيلة ومن أي طريق فلا شك أنك تعانين من عرض بسيط من أعراض أحد أمراض نقص التحكم
في مراكز الشعور بالمخ التي يعرف عنها الأطباء الكثير ولا شك أيضا أن لها علاجا
ناجحا سواء أكان كيماويا فقط أم كيماويا ونفسياً معا وعليك أن تطلبي هذا العلاج أيا
كانت وسيلته ولعل أحد الأطباء المختصين يتفضل بإفادتك برأيه في هذه الحالة الغربية
ولعل خطيبك يصبر ويعذر وينتظر نتائج هذا العلاج الناجح بإذن
الله.
راجعها وأعدها للنشر / نيفين علي
برجاء عدم النسخ احتراما لمجهود فريق العمل في المدونة وكل من ينسخ يعرض صفحته للحذف بموجب حقوق النشر