يونيو 20, 2025الثمرة الجافة .. رسالة من بريد الجمعة عام 1993

 

                نوم وصالون .. رسالة من بريد الجمعة عام 1986

 

أنا فتاة بسيطة حصلت على ليسانس الحقوق بتقدير مرتفع في العام الماضي وكنت متفوقة في جميع سنوات دراستي بالرغم من الظروف الصعبة التي أعيش فيها مع إخوتي وأبوي .. فنحن ثمانية أفراد نعيش ونأكل وننام في حجرة واحدة نوم وصالون كما يقولون ورغم كل ما عانيناه من ضيق المكان فليست هذه هي مشكلتي الأساسية وإنما المشكلة الحقيقية هي أني منذ أنهيت تعليمي والكل ينظرون إلي على أنني قد أخذت حقي كاملا بل أكثر من حقي .. وليس في أي حق بعد ذلك في قرش واحد أو ثمن حذاء أو فستان وأنا أدبر نفسي بأربعة جنيهات "عمي" هي مرتب أو مكافأة الخدمة العامة التي أؤديها الآن ولا اعرف ماذا سأفعل بعدها حين تنقطع عني هذه المكافأة وأدعو الله أن تطيل الحكومة مدة الخدمة العامة سنتين أو ثلاثا إلى أن أجد عملا لكيلا أجد نفسي فجأة بلا مورد فقد حفیت قدماي من البحث عن عمل ولا أطيق البقاء في البيت لأن الشجار دائم بيني وبينهم لعدم حصولي على عمل حتى الآن وأتحرج من طلب أي شيء منهم لأن أبي رزقه محدود .. وأمي لا تكف عن التنكيد علينا والدعاء علينا لأننا سبب كل هذا الضيق .. ورغم ذلك فقد عوضنا الله عن كل هذا العذاب بحبنا لبعض نحن الأخوة وعدم دخول الشيطان بيننا ، رغم صعوبة حياتنا فهل تعرف لي عملا يريحني من هذا العذاب يا سيدي ؟

 

*ولكاتبة هذه الرسالة أقول :

لا لا أعرف لك حتى هذه اللحظة عملا لكني أعرف على الأقل أني سوف ابذل كل جهدي للبحث عن هذا العمل لك بمساعدة أصدقاء بريد الأهرام.

فتفضلي بزيارتي والله المستعان على هذا العناء.

19 ديسمبر 1986

تلقيت استجابات عديدة لحل مشكلة "نوم وصالون" التي نشرت منذ أسابيع وقد تلقيتها فاختارت العمل الذي يلائم ظروفها وتسلمته بالفعل .. ولا يبقى إلا أن أشكر قراء بريد الأهرام الذين بادروا بحل المشكلة وأبدو استعدادا كريما لعونها واستأذنهم في أن أرسل إليهم غيرها ممن ينتظرون فرصة عمل عن طريق بريد الأهرام .. إذ أن ملف طلبات العمل في البريد قد تورم حتى أصبح يحتاج رفعه من مكانه إلى عصبة من الرجال الأشداء.
فلعل في هذه الفرصة ما يحقق آمال بعض المنتظرين وما يخفف عن الملف بعض أثقاله .. وشكرا للجميع.

·       نشرت في جريدة الأهرام "باب بريد الجمعة" عام 1986

بتاريخ 28 نوفمبر

راجعها وأعدها للنشر / نيفين علي