شيء من العذاب .. رسالة من بريد الجمعة عام 1985
ثم أخيرا قراءت هذه الرسالة :
إنني فتاة ترجوك أن تنصح كل أم وكل أب أن يرحموا بناتهم وأبناءهم إذا رسبوا في الثانوية العامة ويكفيهم ما يعانونه من عذاب داخلي. فأنا قد رسبت في الثانوية العامة ولم أكن أتوقع الرسوب وإنما كنت أتوقع النجاح بدون مجموع فرسبت وعذابي كان شديدا وربما كنت أتظاهر بأنه لا يهمني لكن النار بداخلي لا تنطفىء .. ومع ذلك فإن أهلي لا يرحمونني .. وقد أصبحت عصبيه جدا .
إنني أناشدك أن تكتب وتنصح الأهالي بأن يعاملوا أبناءهم
معاملة حسنة لكي يعطوهم الأمل في النجاح .. وذلك قبل أن أتحول من طالبة مهذبة إلى
طالبة فاشلة بسبب معاملة أبوي وبعد أن أصبحت حياتي جحيما بسبب ذل أهلي لي.
ولكاتبة هذه الرسالة أقول باختصار:
سمعا وطاعة ..
سأقول للآباء والأمهات .. من فضلكم لا تعذبوا أبناءكم إذا رسبوا في الثانوية
العامة أو في غيرها .. وقفوا إلى جوارهم لكي يستعيدوا الثقة في أنفسهم ويتمكنوا من
اجتياز الامتحان بنجاح فهذا هو واجب الآباء والأمهات فعلا أن يساعدوا أبناءهم ..
لا أن يذلوهم .. لكن من واجب الأبناء أيضا يا آنستي ألا "يعذبوا" آباءهم
وأمهاتهم برسوبهم في الثانوية وفى غيرها بسبب إهمالهم لواجبهم وعدم تقديرهم
للمسئولية فهذا هو "العذاب" الحقيقي .. لكن بعض الأبناء لا يعرفون مع
تمنياتي لك بالتوفيق هذا العام إن شاء الله.
راجعها وأعدها للنشر / نيفين علي
برجاء عدم النسخ احتراما لمجهود فريق العمل في المدونة وكل من ينسخ يعرض صفحته للحذف بموجب حقوق النشر