الطريق إلى الهاوية .. رسالة من بريد الجمعة عام 2000
أنا سيدة
شابة تزوجت منذ أربع سنوات ورزقني الله بطفلين أكبرهما عمره 3 أعوام, وزوجي شاب
طيب على خلق ودين ويصلي في المسجد ويحثني على الصلاة في وقتها, وقد كنت قبل
الإنجاب أعمل وبعد الولادة رأى زوجي أن أتفرغ لرعاية الأطفال حرصا على راحتي,
لكني رأيت في ذلك تحكما منه وبالرغم من ذلك استجبت له!
وزوجي يعامل
أبي وأمي باحترام ويزورهما على فترات متباعدة, لكني لا أحب أن أزور والدته ولم
أزرها منذ عام ونصف العام كما أنني لا أريد لأولادي أن تراهم أم زوجي, كما تراهم
أمي, ولهذا السبب وبسبب جدالي معه في كل صغيرة وكبيرة أصبح زوجي يعاملني
بقسوة!
كما حدث أيضا
أنني قد خرجت ذات يوم دون إذنه وعند عودته غضب مني زوجي وتدخل أحد أقربائه لتهدئة
الموقف وتجاوز عنه زوجي وسامحني ولم يعلم أبي شيئا عن ذلك لكني رأيت أن التصرف
سليم!!
وهناك مشاكل
صغيرة تحدث بيني وبين زوجي ويمكن حلها فيما بيننا, لكني لا أتحملها وأخبر بها
أمي أولا بأول بغير علم زوجي, ويحدثه أبي فيها فيغضب مني لخروج أسرار بيتنا
ويعاملني بجفاء لأنه نبه علي قبل ذلك بألا أفعله.
وقد
استفحلت المشاكل بيني وبين زوجي وبينه وبين أبي وأمي.. وأنا الآن مقيمة في بيت
أمي لمرضي وحاجتي لمن يخدمني وزوجي في بيت والدته, وكان يجيء ليأخذ ابنه الكبير
ليبيت معه لكني كنت لا أسمح له به أكثر من يومين مع أن الولد متعلق بأبيه وأهله,
وإذا تأخر زوجي في إعادته كنت انهره وأعبس في وجهه فيغضب زوجي لذلك.. وقد أرادني
أن أعود إلى بيت الزوجية لكني رفضت العودة إلا بشرط ألا يذهب ابني إلى جدته
لأبيه, فقال لي زوجي إنه لا حق لي في هذا الشرط وطلب مني العودة إلى البيت,
لكني رفضت فتركني عند أبي وقطع عني المصروف وقال: من لا يسمع كلمتي لا يأكل
لقمتي, وبعد أسبوعين طلبت منه أشياء خاصة بي من بيت الزوجية فطلب مني إحضار
القائمة وتسلم منقولات الشقة.. وأنا الآن خائفة وحائرة فماذا أفعل ؟
ولكاتبة هذه الرسالة أقول:
وتقولين أنك
قد هجرت بيت الزوجية وتغضبين وتعبسين في وجه زوجك إذا تجاوز طفلك مهلة اليومين
اللذين حددتهما لبقائه معه في بيت والدته ثم ترفضين بعد ذلك كله الاستجابة لطلبه
منك بالعودة إلى بيت الزوجية إلا بشرط ألا يذهب طفلك إلى بيت جدته لأبيه لأنك لا
تحبين لأطفالك أن تراهم جدتهم لأبيهم كما تراهم والدتك وهذه الخطوة القاضية على
أية أسرة.
فلماذا
تتعجبين إذن لطلب زوجك منك أن تتسلمي منقولاتك تمهيدا للانفصال عنك.. وأين
المفاجأة في ذلك وقد سعيت أنت بهمة غير مشكورة لبلوغ هذه النتيجة المؤسفة ؟
لقد أحصيت
عدد المرات التي استخدمت فيها كلمة "لكن" .. ولكني في رسالتك
القصيرة فوجدتها سبع مرات وكلها تليها كلمة رفضت أو رأيت فلقد طلب منك زوجك التفرغ
لرعاية الطفلين والأسرة وحرصا على صحتك, لكنك رأيت في ذلك تحكما.. وزوجك تسامح
معك,. في أمر خروجك من البيت دون إذنه, لكنك رأيت أن تصرفك كان سليما!
كما أنه طلب
منك العودة للبيت لكنك رفضت إلا بشرط لا يبيحه شرع ولا دين ولا يقر به عاقل ولا
مجنون.
فما هذا
أيتها السيدة الشابة ؟
إن الحياة
الزوجية مسئولية تحتاج إلى الرشد والحكمة والصبر والتسامح للنهوض بها وأنت
تتعاملين مع حياتك الزوجية بخفة وحمق وقصر نظر لا مثيل له فأرجعي إلى رشدك وتحملي
مسئوليتك عن طفليك وزوجك وكفي عن هذه الرعونة وعودي إلى بيتك قبل أن يتهدم فوق
رأسك ورؤوس أطفالك الصغار وتنازلي عن هذا الشرط الشائن بلا مساومة.. وحاولي
إصلاح علاقتك بوالدة زوجك, وإصلاح العلاقة بينه وبين والديك وكفي عن إبلاغهما
بكل تفصيلة تحدث بينك وبين زوجك لكيلا تسممي الآبار المشتركة بينهم وتوقفي عن
مجادلة زوجك في كل صغيرة وكبيرة إذا كنت ترغبين حقا في الحفاظ على حياتك الزوجية
وأمان طفليك.
· نشرت في جريدة الأهرام "باب بريد الجمعة" عام 2000
راجعها وأعدها للنشر / نيفين علي
برجاء عدم النسخ احتراما لمجهود فريق العمل في المدونة وكل من ينسخ يعرض صفحته للحذف بموجب حقوق النشر