ظلام الليالي .. رسالة من بريد الجمعة عام 1999
أنا سيدة في السادسة والثمانين من عمري .. وقد رحل زوجي المهندس السابق بالقصور الملكية عن الحياة, وكبر الأبناء واختلفت بهم السبل, ومنذ عام 1954 وأنا أقيم بميدان الدقي حين انتقل زوجي من عمله السابق بالقصور الملكية بالإسكندرية إلى وزارة الأشغال بالقاهرة, ثم توفاه الله منذ 38 عاما, وعشت وحدي بعد ذلك استعين بإحدى المساعدات ومضت الأيام وضعفت معها عزيمتي وازدادت حاجتي إلى من يساعدني في حياتي, وكلما اعتمدت على إحدى المساعدات ازدادت مطالبها وتلاعبت وتدللت استغلالا لظروفي, وإن لم أقبل بذلك تركتني.
وبالرغم من
مرور كل تلك السنين فإني مازلت مشتركة في جريدتي المحببة الأهرام, وأقرأ
بابك.. وفكرت في أن أستعين بمفكرتك الحمراء عسى أن تكون هناك سيدة وحيدة مثلي
أشقتها الوحدة وظلام الليالي وتغير الأوضاع, وتبحث عن زمالة في الحياة, وإقامة
مستديمة بعيدة الأمد بإذن الله إلى أن يشاء الله لي الرحيل, فأستضيفها وتعاونني
بأجر رمزي قدره مائة وخمسون جنيها, وكل مطالبها اليومية سوف تلبى لها بإذن
الله, فقط لا أرجو إلا أن يكون لديها قيم إنسانية وحنان نتبادله معا ونستعين به
على أيامنا.. فهل ترى من الممكن أن يتحقق هذا الأمل الكبير؟.
ولكاتبة هذه الرسالة أقول:
قد يكون ما تعتبرينه أنت يا سيدتي أملا كبيرا لك.. حلما غاليا على الناحية الأخرى لسيدة وحيدة مثلك وتحتاج إلى رفقة الحياة وتقاسم شئونها معك, لهذا فإني أنشر رسالتك وآمل في أن أتلقى لك عرضا مناسبا في القريب العاجل بإذن الله.· نشرت في جريدة الأهرام "باب بريد الجمعة" عام 1999
راجعها وأعدها للنشر / نيفين علي
برجاء عدم النسخ احتراما لمجهود فريق العمل في المدونة وكل من ينسخ يعرض صفحته للحذف بموجب حقوق النشر