الحصاد .. رسالة من بريد الجمعة عام 1988
سيدي أريد أن أشارك في بابك بقصتي لإيماني
بأن ذلك هو الطريق الوحيد الآن لطلب الرحمة والغفران .. فأنا سيدة في منتصف العمر
تزوجت منذ سنوات بعيدة من رجل أناني ربته أمه على أنه الوثن المعبود المميز على
أشقائه ، وربت شقيقتيه الأصغر على تجنب ثورته . فعشت معه في البيت الكبير أدور في
فلكه وأرى أمه تخضع له ، وبعد زواج الأشقاء ورحيل الأب خلا البيت لنا أنا وزوجي
وأمه .. فبدأ زوجي يخطط للتخلص من إقامة الأم معه وجاءت الفرصة حين توفي زوج
شقيقته فأصبحت وحيدة مع أبنائها ، فافتعل خلافاً مع أمه وأجبرها على الإقامة مع
شقيقته زاعماً للجميع أن ابنتها أولى بها وبرعايتها .
وكان والد زوجي قبل رحيله قد أراد أن يؤمِّن مستقبل زوجته فباع بعض عقارات قديمة كانت قد ورثتها وأدخل زوجته كشريكة له بالنصف في عمل يديره ويحقق دخلاً معقولاً . وعندما رحل عن الدنيا كان من الطبيعي أن يدير زوجي هذا العمل ، وكان عملاً ناجحاً فتسلم زوجي إدارته وواصل نجاحه لكنه منذ اليوم الأول الذي تسلمه فيه لم يعطها مليماً من عائده بحجة أن العمل مضطرب وأنه لم يكتسب بعد الخبرة الكافية لإدارته .
وأحسَّت الأم بحاجتها إلى مال سائل يغنيها
عن طلب النقود من أبنائها فباعت آخر ما تبقى لها من ميراثها وكان قطعة أرض زراعية
.. وسلمت ثمنها للابن المعبود رغم كل ما بدر منه لكي يشتري لها به شهادات استثمار
تدر عليها عائداً شهرياً .. فوجد زوجي في ذلك فرصته لتأمين مستقبل الأبناء وكنا قد
أنجبنا ابناً وابنة ، فاشترى الشهادات باسمه هو وأصبح يقبض كل شهر عائدها فيعطيها
جزءاً منه ويحتفظ بالباقي لنفسه .. وصارحني بذلك ولا أنكر أني وافقت عليه بل وفرحت
بالمبلغ الشهري الكبير الذي أصبح يتقاضاه من الشهادات فضلاً عن قيمة الشهادات
نفسها التي أصبحت ملكاً خالصاً لأبنائي في المستقبل ..
ومرت سنوات دون أن تبدر من الأم أية بادرة
شك تجاه زوجي ولكن أيضاً دون أن نستمتع نحن بهذا المال لأن زوجي أصبح أكثر حرصاً
على ألا تبدو علينا مظاهر العيش في بحبوحة حتى لا يثير شك أمه وأشقائه فمضت زهرة
العمر وسنوات الشباب ونحن محرومان من الاستمتاع بمتع الحياة وبالعيش في مستوانا الحقيقي
.. خاصةً أن العمل الذي أداره زوجي لم يعطِ العائد الكبير الذي توقعناه فأصبحت
النقود التي امتلكناها مجرد أوراق مخزونة في البنك نحتاج إليها ولا نستطيع
الاقتراب منها لكيلا نثير الشكوك .
واستمر الحال هكذا حتى رحلت الأم عن دنيانا
غير راضية عنا بكل تأكيد وعقب رحيلها اجتمع الأشقاء في البيت الكبير .. فأعلن
عليهم زوجي بكل ثبات أن أمهم لم تترك شيئاً وراءها .. فالشهادات باسمه في البنك
منذ زمن طويل والعمل الذي يديره قد نقل ملكيته له منذ سنوات في الأوراق الرسمية ،
بغير أن تعرف الأم أو الأشقاء أما البيت فهو يقيم فيه ومن حقه الانتفاع به مدى
الحياة ، فخرج الأشقاء من بيتنا محسورين مكلومين داعين علينا وعلى أولادنا في
أعماقهم بالبوار والخسران ، وقابل زوجي الموقف ببرود شديد ولم يهتم حتى بوداع
شقيقته التي جاءت من بلدة بعيدة لتحضر وفاة أمها .
وخلت الدنيا لنا بعد ذلك تماماً .. فلا خوف
من حساب .. ولا خشية من أن تظهر علينا مظاهر الثراء وأصبحت أنا سيدة البيت الكبير
بلا منافس .. فاطمأنت نفسي إلى ذلك .. واستعددت لكي نعوِّض سنوات الحرمان الطويلة
.. وتطلعت إلى الاستمتاع بالدنيا والمال والسعادة .. فبدأنا نعيش في مستوى يتناسب
مع وضعنا الاجتماعي واشترينا سيارة وأمضينا أجازة في المصيف لأول مرة أنفقنا فيها
ما يزيد على ألف وخمسمائة جنيه بعملة تلك الأيام منذ سنوات ، واشترينا التليفزيون
الملون الكبير بعد أن كنا نشتاق إليه ونخاف من شرائه حتى لا تحاصرنا الشبهات ، ثم
اشترينا أحدث جهاز للفيديو ظهر في الأسواق وقتها وغيرنا الثلاجة المصرية القديمة
بثلاجة مستوردة "
فبعد رحيل أمه وتباعد الأشقاء أصبحت مسئولية
إرضائه تقع عليَّ وحدي فناء كاهلي وشهدت حياتنا الخلافات المستمرة وأصبحت بها
حياتي معه خناقة مفتوحة إلى ما لا نهاية ، وفي هذا الجو تخطَّى ابني وابنتي
سن الطفولة ودخلا مرحلة المراهقة .. فنشآ في جو مفعم بالخلاف والكراهية .. فكثرت
مصادماتهما معاً .. وكثرت مشاكلهما .. حتى ترسَّخ في قلبي أنهما يتبادلان الكره
الشديد وساعد على ذلك أن ابني الوحيد قد ورث عن أبيه الاعتقاد الخاطئ بأن الرجل ما
هو إلا حنجرة عالية وأن هذا ما يميزه عن المرأة ، ففرض سطوته على شقيقته واضطهدها
بسبب وبلا سبب حتى انهارت ذات يوم وانتابتها نوبة عصبية شديدة فأسرعنا بإحضار
الطبيب الذي أعطاها بعض المهدئات ونصح شقيقها بعدم إثارتها .. فاستهجن النصيحة
واعتبر ما حدث لها مجرد دلع لكيلا يحاسبها أحد على شيء .. وواصل طريقته في
استفزازها حتى انهارت مرة أخرى بعد أيام .. وجاء الطبيب وأعاد فحصها ثم نصح
باستشارة طبيب للأمراض العصبية ذهبنا إليه ففحصها بعناية ثم نزل على رءوسنا
بالحقيقة القاسية وهي أنها مريضة بالصرع ولا شفاء لها منه سوى توفير الجو الهادئ
لها وعدم استثارتها ، والاستمرار في العلاج النفسي والعصبي إلى الأبد فبدأنا متاهة
العلاج لدى الأطباء النفسيين والعصبيين .. وأصبحت حياتها وحياتنا معاً جحيماً لا
يُطاق إذ كيف يثمر معها العلاج في مثل هذا الجو المتوتر .. ثم ماذا عن مستقبلها
وقد قاربت سن الزواج وتعثرت في دراستها .. وأصبح من الصعب أن تجد من يرضى بزواجها
وهي مريضة نفسياً وعصبياً وتهاجمها نوبات الهياج من حين لآخر .
هذا هو حال ابنتي الوحيدة أعانها الله عليه
.. أما ابني الصنم الصغير فقد تعثر في دراسته أيضاً وفشل في الحصول على الثانوية
العامة مرتين ثم توقف عن استكمالها وانضم إلى أبيه في العمل الحر .. وبلغ سن
الشباب .. فأحب فتاة من جيراننا وطلب الزواج منها فعارضت لأنه لم يتجاوز الواحدة
والعشرين .. لكنه أصر .. وكيف لا وهو الرجل الذي لا ترد له كلمة فخضع أبوه لرغبته
وتم الزواج وانتقلت الزوجة الشابة إلى البيت الكبير لتعيش معنا .. فلم تحتمل
الحياة معه بطباعه الأنانية التي ورثها عن أبيه أكثر من شهور وطلبت الطلاق وأصرت
عليه وعادت إلى بيتها ، وبعد عام آخر أحب ابني فتاة أخرى وتزوجها بلا معارضة مني
ولا من أبيه هذه المرة بل لعلنا شجعناه على ذلك لكي يعوض فشله في الزواج الأول ،
لكنها لم تعش معه سوى عشرة شهور طلبت بعدها الطلاق وأصرت عليه حتى نالته ، فيئس
ابني من أن يجد من تتحمله بطباعه وصفاته هذه .
أما رب هذه الأسرة المفككة المنهارة فقد
هاجمه الشلل النصفي عقب طلاق ابنه الثاني ومرض ابنته بالصرع .. فأقعده المرض في
البيت وأصبح .. غفر الله لي .. عبئاً ثقيلاً نفسياً ومادياً على البيت لأنه أصبح
يحتاج إلى أضعاف أضعاف الخدمة والرعاية التي كان يحتاجها من قبل وإلى أضعاف
الإحساس بأنه مازال الإله المعبود وأننا ما زلنا العبيد الصاغرين .
وفي هذه الأيام العصيبة ظهر في جدران البيت
الكبير وهو منزل قديم واسع من دورين في إحدى مدن الأقاليم شرخ كبير ، فاستدعينا
المهندس لمعاينته .. فجاء وفاجأنا بقوله إن المنزل آيل للسقوط خلال شهور وأنه لا
فائدة من ترميمه ولابد من مغادرته خلال فترة قصيرة قبل أن ينهار .. فنزل علينا
الخبر كالصاعقة فلقد تغيرت الدنيا في السنوات القليلة الماضية وأصبح الحصول على
منزل آخر أو شقة واسعة يتطلب عشرات الألوف التي لم نضعها في الحسبان كما أن إعادة
بنائه ، عبء ثقيل لا نستطيع احتماله الآن .
ولم يصدق زوجي كلام المهندس فأحضر مهندس
الحكومة في المدينة لمعاينة البيت فعاينه .. وكرر نفس الكلام وزاد عليه أنه أرسل
إلينا إنذاراً رسمياً بمغادرته قبل انهياره ، فاستسلمنا لنصيبنا واستأجرنا شقة
صغيرة بإيجار باهظ انحشرنا فيها جميعاً بعد أن اعتدنا على المسكن الواسع .. ونقلنا
بعض أثاثنا إليها .. ولم يمهلنا القدر لنقل البعض الآخر لأن البيت قد انهار فوقه
.. وحمدنا الله أن نجونا منه وإن كنت قد أسفت على كثير مما راح تحته .
ورأيت أسرة سعيدة
هادئة تعيش في جو من الحب والألفة والسلام وقد نجح الأبناء في دراستهم والجميع
يظللهم الحب والتدين والوفاء وقد تجنب شقيق زوجي السفر إلى مصر لكيلا يلتقي بشقيقه
بعد ما حدث منه فكان يمضي أجازاته الصيفية كل سنة في بلد من بلاد العالم الجميلة
وأروني ألبوماً به صورهم وهو في مختلف البلدان سعداء ضاحكين فرحين بما أتاهم الله
ويتبادلون الحب والإعزاز ولم أستطع تحمل المقارنة أكثر من ذلك وخرجت من تلك
المقابلة بشيء واحد هو أنني قد صمت في الماضي على طمع زوجي بحجة تأمين مستقبل
الأولاد فوجدت نفسي أمام مستقبل أسود كئيب فقد فيه أولادي الحب والدفء والسلام ،
وعرفت أنني لن أستطيع حتى طلب الرحمة بعد أن فات أوان التوبة إذ كيف أرد الحق
المسلوب وقد مضى كل شيء منذ سنوات ولم أعد أستطيع رد المال لأصحابه .. فوجدت
نفسي فجأة تمتلئ حقداً على زوجي بل وعلى شقيقه وأولاده أيضاً وعدت إلى مصر ولم
أستطع أن أواجه زوجي بما رأيت في بيت أخيه ولما حاولت أن أفتح معه الموضوع لم أجد
عنده أية رغبة في تصحيح الأوضاع بل وجدته مصراً على أن المال وما تبقى منه هو حقه
لأنه ضحى كثيراً واحتمل أمه كثيراً كما ضحى بوقته ورعى العمل الذي تركه أبوه
فتأكدت من أنه قد لف الحبل حول عنقه إلى الأبد وأحزنني أن هذا الحبل قد اعتصر شباب
أولادي بلا ذنب جنوه فلم أجد أمامي سوى أن أكتب إليك لأحذر الآخرين من أن يقعوا في
نفس الوهم الذي وقعت فيه عسى أن يغفر الله لي ولأبنائي !.
ولكاتبة هذه الرسالة أقول :
لم تضع الفرصة بعد يا
سيدتي حتى ولو بدا لكِ أن زوجك مصر في جهالته على أن يبوء بالخسران المبين فالحق
أن مسئوليتك عما حدث أكبر مما تتصورين ومسئوليتك عن إعادة الحق لأصحابه أكبر من
مجرد مفاتحة الزوج في الأمر ثم النكوص سريعاً أمام إصراره . لأنك ساهمت بقدر عظيم
في الجريمة بسكوتك عن الحق في حينه "والساكت عن الحق شيطان أخرس"
وبتشجيعك له على العدوان على حقوق أمه وأشقائه والمشجع على الإثم شريك فيه حتى ولو
لم تقترفه يداه .
بل إن مسئوليتك تتجاوز كل ذلك وتفوقه لأنك
لو كنت تصديت لزوجك منذ البداية وأبيت عليه أن يغتصب مال أمه وأن يربي أبناءه بمال
حرام لما تمادى في غيه ولما وجد من يعينه على ظلمه لأن وسواس الشر لو اصطدم بإرادة
قوية خيرة يمكن أن ينهزم ويتراجع والزوجة مسئولة عن أن تعصم زوجها وترده عن السطو
على مال الغير ، لأن آثاره سوف تنسحب على حياتها وحياة أبنائها .. وكثير من
الزوجات الصالحات كن صمام الأمان بالنسبة لأزواجهن بتعففهن عن الحرام وتصديهن لضعف
بعض الأزواج واستجابتهم لوساوس الشر ، لكنك تخليت عن دورك الأساسي هذا وباركت وشجعت
.. فلقنتك الحياة درس التجربة القديمة قدم التاريخ .. وهو أن المال الحرام لا يغني
ولا يسمن من جوع ولا يجلب سوى الخراب النفسي والجسمي لأصحابه ، ولا يؤمن مستقبل
الأبناء ، كما يوهم البعض أنفسهم مبررين لها هذه الجريمة وإنما يؤمنه لهم فقط خير
الزاد الذي يستطيع كل إنسان أن يورثه أبناءه لو التزم بقول الحق سبحانه وتعالى :
وَلْيَخْشَ
الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُواْ
عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيدًا.
فليتقوا الله يا سيدتي وليكسبوا المال
الحلال ولو كان شحيحاً وليس "فليسرقوا" مال الأمهات والأشقاء أو
"فليرتشوا" ويختلسوا .. وينهبوا المال العام ويسرقوا أموال البنوك
وراغبي السفر للخارج وراغبي السكن .. وغيرهم من ضحايا السعار العام الذي ينتاب
البعض أملاً في الثروة .. وطلباً للأمان الزائف لهم ولأبنائهم .
هذا هو الطريق يا سيدتي وليس غيره .. وقصتك
أبلغ دليل وأقوى حجة على من تضعف إرادتهم أمام المغريات إذ ماذا حقق لكم المال
المغتصب .. وقد لمست بنفسك حياة شقيق زوجك الذي فاز بالكرامة والسلام والحب وصلاح
الأبناء ورضوان من الله أكبر وذلك هو الفوز العظيم .
إن من حقك أن تأسي بنصيبك من الشقاء .. وأن تقارنيه بنصيب شقيق زوجك وشقيقته أيضاً لكنه ليس من حقك أبداً أن تحقدي على شقيق زوجك لأنه ليس مسئولاً عما أصابكم من كوارث وإنما المسئول عنها هو أنت وزوجك الذي عقَّ أمه وخان الأمانة فعجل الله له العقاب في الدنيا واعتصر الحبل الذي يلفه حول عنقه كما قلت أنت صادقة ابنيك ففشلا في دراستيهما وفي حياتيهما .. وعانت ابنتك من الأمراض النفسية والعصبية . وفسدت علاقة ابنك بأبيه حتى ليكاد يعتدي عليه لولا تدخل الجيران ولا عجب في ذلك لأن من عق أبويه عقه ولده كما يقول الحديث الشريف ولأن من كان في جحر الأفاعي ناشئاً غلبت عليه طبائع الثعبان ، والقصة قديمة ولا جديد تحت الشمس فحصاد الظلم شقاء وتعاسة وفشل في الدنيا والآخرة .. مع ذلك فقليلون هم من يعون درس التجربة .. وكثيرون هم من يصرون على تكرار الخطيئة فيشربون من الماء المالح فلا يرتوون .. ولا يبرد لهم ظمأ .. ولا يكفون عن الشكوى والأنين . لقد خسرت كل شيء يا سيدتي ومن واجبك أن تدافعي عن فرصتك الأخيرة لاستعادة سلام النفس وراحة القلب والضمير قربى لله وأملاً في رحمته لأبنائك قبل رحمته لك ، وليس أمامك سوى أن تقاتلي لإقناع زوجك بأن يطهر نفسه وأسرته من أدران هذا المال الملعون ... فإذا عجزت بعد الجهد الجهيد كان لك أن تقولي صادقة أنك قد أبرأت ضميرك وذمتك ونفضت يدك من جريرته .. وإن كانت كثيرات غيرك يرفضن التسليم بالعجز في مثل هذه الحالة ولو أنصف زوجك لما تمسك بالمال الحرام وهو يرى نفسه فريسة للعجز والمرض ، وابنته فريسة للمرض العصبي وابنه شارداً نافراً فاشلاً قد ملأ الكره قلبه تجاهه .. فيحاول أن يطهر نفسه وينقذ روحه وأسرته لطريقين لا ثالث لهما هما أن يعيد لأشقائه مالهم المغتصب ويسألهم العفو والغفران أو أن يستوهبهم هذا المال إذا كان عاجزاً حقيقة عن رده ، فيقبل الأشقاء رجاءه ويتنازلون له عنه بنفس راضية وقلب صفوح .. أما بغير ذلك .. فلا أمل .. ولا نجاة .. ولا رجاء في مغفرة أو سعادة أو أمان .
إن المال الحرام لا يغني ولا يسمن من جوع
ولا يجلب سوى الخراب النفسي والجسمي لأصحابه ولا يؤمن مستقبل الأبناء . كما يوهم البعض
أنفسهم مبررين لها الجريمة . وإنما يؤمنه لهم فقط خير الزاد الذي يستطيع كل إنسان
أن يورثه أبناءه .
· نشرت في جريدة الأهرام "باب بريد الجمعة" عام 1988
راجعها وأعدها للنشر / نيفين علي
برجاء عدم النسخ احتراما لمجهود فريق العمل في المدونة وكل من ينسخ يعرض صفحته للحذف بموجب حقوق النشر