الكتاب المفتوح .. رسالة من بريد الجمعة سنة 1990

 الكتاب المفتوح .. رسالة من بريد الجمعة عام 1990 كتاب ازواج وزوجات

الكتاب المفتوح .. رسالة من بريد الجمعة عام 1990

إن أسوأ ما يفعله إنسان بنفسه هو أن يفسد حاضره لحساب مستقبل لا يعلم سوى الله ما سوف يكون من أمره.

عبد الوهاب مطاوع


 أنا يا سيدي أستاذ جامعي في الثانية والأربعين من عمري نشأت في أسرة يعولها أب يعمل بالتجارة .. وبين أشقاء كثيرين .. ثم فقد الأب ثروته تدريجيًا وأسفرت الحياة عن وجهها القاسي .. فعرفنا مبكرًا إنه لا سند لنا في الحياة سوى سواعدنا وتفوقنا .. وكافحت أمي معنا كفاح الأبطال لتربيتنا وتعليمنا حتى تخرجنا جميعنا في الجامعات .

وتركت التجربة المريرة آثارها على شخصيتي فعلمتني الاعتماد على النفس .. فتخرجت في كليتي متفوقًا .. وواصلت طريق الدراسة فحصلت على الماجستير .. ثم أوفدت في بعثة للحصول على الدكتوراه من إحدى دول أوروبا .. وسافرت إلى هناك محملاً بكل الآمال الطيبة .. وتحملت عناء الغربة حتى حققت لنفسي ما تمنيته لها وعدت لبلادي متفتحًا للحياة ومارست عملي .. وكان أول ما سعيت إليه هو الحصول على شقة تمليك ملائمة بعد جهاد مرير.

 

 وجلست يومًا ألتقط أنفاسي فاكتشفت أني أعيش في كفاح متواصل منذ بدأت عامي الجامعي الأول .. وأني بلغت الخامسة والثلاثين من عمري فهفا قلبي إلى أن أقيم بيتي الخاص .. وأن أنعم فيه بالأمان والاستقرار مع شريكة الحياة .. وآثرت الزواج من فتاة جامعية من مستواي الاجتماعي وخطبتها .. وعشت لحظات السعادة الصغيرة في أيام الخطبة .. وقررت أن نتزوج وأن نذهب لقضاء الأيام الأولى من الزواج في نفس المدينة الأوروبية التي تلقيت العلم فيها وشهدت صراعي مع الحياة .. وتم الزواج وسافرت في إجازة إلى هناك .

 

وفي اليوم الأول لوصولنا إلى المدينة .. توقف التاكسي أمام الفندق الصغير الذي سنقيم فيه وكانت معنا ثلاث حقائب .. وضعها سائق التاكسي على رصيف الفندق وحصل على أجره وانصرف .. فانحنيت على الأرض وحملت حقيبتين وأشرت إلى زوجتي بتلقائية لكي تحمل الحقيبة الثالثة الأصغر لتخطو داخل الفندق فحملتها لوهلة .. ثم فجأة ألقت بها على الأرض وصرخت أنها ليست خادمة ! وتداركت الأمر سريعًا فحملت الحقيبتين إلى الفندق وعدت سريعًا إلى موقفها فحملت الحقيبة الثالثة واصطحبتها للداخل .. وتمسكت بأحلام السعادة فتجاوزت عن هذا الحادث الصغير وأصررت على ألا أدع شيئًا يفسد عليّ هنائي .

 

ومضت الإجازة وعدنا لمصر .. وبدأت أكتشف أن هذا الحادث الصغير ليس مجرد تصرف عابر لكنه يعكس شخصيتها وأسلوبها في الحياة .. فهي ترفض أن تقوم بأي عمل تتصور أن فيه انتقاصًا من كرامتها .. وتعلنني في كل مناسبة أنها لم تكن تفعل شيئًا ، أي شيء في بيتها وأن أباها وأمها كانا يخدمانها وفي أحد الأيام الأخيرة من شهر العسل سمعتها تحادث صديقة لها في التليفون وتقول لها أنها ستعرف كيف تملي إرادتها على زوجها في كل شيء ! فتعجبت لذلك ونشبت بيننا أول مشادة قبل أن يجف الحبر الذي كتب به عقد قراننا ورغم ذلك فقد تمسكت بألا تفشل حياتي بعد أن عانيت كل ما عانيت من أجل أحلام السعادة ، وأنجبنا طفلاً حسم الأمر من جانبي .. ولم يعد أمامي من خيار إلا إنجاح الحياة والحفاظ عليها من أجله .. ثم أنجبنا طفلاً آخر لكن المتاعب لم تتوقف .. وإنما تزايدت .. وتحولت الحياة بيننا إلى صراع مستمر لفرض إرادتها عليّ في كل شيء متصورة أن المرأة ينبغي أن تكون الأقوى ! .. وفي كل أزمة تكون كلمتها الأولى هي : أريد الطلاق فأتساءل بتعجب وهذا الطفلان اللذان يحبوان في الأرض .. ماذا يكون مصيرهما .. ثم تهدأ العاصفة .. وتستمر الحياة إلى حين.

 

 ثم جاءتني فرصة للإعارة إلى إحدى الدول العربية .. فأملت أن تكون حلاً لبعض مشاكلنا خاصة بعد أن خسرت معظم مدخراتي في شركات الأموال ففوجئت بها ترفض أن تصحبني إليها بحجة أن الحياة فيها لا تناسبها ، واضطررت إلى السفر وحيدًا وعانيت الغربة مرة ثانية .. وبدأت أتصل بها تليفونيًا بانتظام لأطمئن على أسرتي الصغيرة وفي كل اتصال تروي لي عن "جهادها" في تربية الطفلين ومتاعبهما كأنه ليس في الدنيا أم أنجبت طفلين سواها وأشركتني معها على البعد في كل المتاعب الكبيرة والصغيرة حتى بلغ بها الحال أن هددتني بأن ترسلهما إليّ في غربتي لأنها لا تستطيع تحمل العبء وحدها بالرغم من قيامي بتوفير كل مستلزماتها هي والطفلين قبل سفري وخلاله ، ووجدت نفسي أعايش القلق عليهما وأنا هناك يومًا بعد يوم وبدأت أعاني الاكتئاب والضيق والأرق ولا أطيق الغربة التي تحملتها من قبل  سنوات وضاقت نفسي بالحياة فلم أستطع استكمال العام بعيدًا وعدت بعد 9 شهور فقط من سفري في إجازة ولأحل مشاكلها ومتاعبها ثم أعود لاستكمال الإعارة ..

 

ففوجئت بها بعد أيام من وصولي تغادر بيت الزوجية إلى بيت أهلها تاركة لي الطفلين .. وتضعني أمام اختيار صعب لاستكمال الإعارة .. هو تسليمي لها بكل ما تريد وتلبية كل مطالبها ثمنًا لعودتها لبيت الزوجية وتربية طفليها وإلا فلن تعود .. ولن أستطيع أنا السفر تاركًا الطفلين للمجهول ، أما شرطها يا سيدي فهي تأمين مستقبلها بتسجيل الشقة التمليك التي عانيت الكثير للحصول عليها باسمها ، ومبلغ شهري كبير ، هذا أو الطلاق وكان الطفلان اللذان تركتهما وراءها لم يبلغ أكبرهما الخامسة ولم يبلغ أصغرهما الثالثة من عمره وجلست أراجع شريط حياتي .. وأتساءل ماذا جنيت يا ربي لكي ألقى هذا العناء .. وماذا جنى هذان الصغيران وفي لحظة اختيار صعبة قررت ألا أعود للدولة العربية التي أُرت إليها متنازلاً بذلك عن مستحقات مالية كبيرة وعن كتبي وملابسي التي تركتها هناك وقررت البقاء مع الولدين لأقوم لهما بدور الأم التي تخلت عنهما .. وقررت ألا أخضع لمطالبها أكثر من ذلك ويكفيها أنها قد تسببت في حرمان ولديها وحرماني وحرمانها أيضًا من رزق الإعارة الذي أرسله الله لنا ليخفف من متاعبنا ..

 

وبدأت فتسلمت عملي في جامعتي الإقليمية التي أعمل بها .. وتفرغت لرعاية الطفلين وطلبت زوجتي كل متعلقاتها وأثاثها .. وحملته من شقة الزوجية .. وعوضت أنا ذلك ببعض الأثاث العملي .. وبالأجهزة العديدة التي اشتريتها من الخارج .. وبدأت حياتي كأب وأم لطفلين صغيرين لأول مرة .. فأصبحت أصحو كل يوم في الخامسة صباحًا .. فأصنع الإفطار للصغيرين وأقودهما للحمام ثم أساعدهما على ارتداء ملابس الخروج .. وأصطحبهما إلى مدرسة الحضانة فأتركهما فيها إلى وسط المدينة لألحق بالأتوبيس الجامعة الذي يحملني خلال ثلاث ساعات إلى كليتي وفي الكلية ألقي محاضرتين أو ثلاثة على الأكثر .. وقد أعفاني زملائي الذين يقدرون ظروفي الإنسانية ويتعاطفون معي من باقي جدولي ونهضوا به هم جزاهم الله خيرًا عني ثم أسرع إلى الأتوبيس وأسافر إلى القاهرة لأصل إلى مدرسة الحضانة في الثالثة بعد الظهر فأجد الطفلين يلهوان في الفناء بعد أن انصرف كل التلاميذ الصغار مع أسرهم .. وأصطحبهما إلى البيت وأمضي المساء في خدمتهما فأطهو لهما الطعام وأغسل لها ملابسهما وأذاكر معهما دروسهما .. ثم أضعهما في فراشهما وأرقبهما إلى أن يستسلما للنوم .. أما أمهما سامحها الله فهي لا تراهما إلا مرة كل أسبوعين وأحيانًا كل ثلاثة أسابيع .. ولمدة 24 ساعة فقط لا تزيد ولا تقبل بقاءهما عندها أكثر منها .. وتعيدهما إليّ سريعًا لأتكبد متاعب خدمتهما لأضعف وأرضخ لمطالبها وكلما أرسلت إليها من يبلغها بأن طفلها الصغير يحلم بها كثيرًا ويبكي من أجلها ويسألني عنها .. جاءني جوابها القاسي ، أن أترك البيت أولاً كشرط لكي تعود وترعى طفليها .. وأسأل نفسي هل يطمئن قلبي إلى رعاية مثل هذه الأم وحدها لطفليّ الصغيرين .. وأجد الجواب بالنفي ثم أين أذهب أنا ولماذا .. فلا أجد جوابًا وأواصل الطريق متحملاً أقداري .. ومضت ثمانية شهور طويلة فشلت خلالها كل محاولات التوفيق بيننا وأبدت هي رغبتها في الحصول على الطلاق مرة أخرى وأعلنت استعدادها لتنازل رسميًا عن حضانة الطفلين وقبلت ذلك وتحدد يوم تجئ فيه لمقابلتي في الشهر العقاري لتوثق لي تنازلاً عن حضانتهما .. والتقينا .. ووجدتني أقول لها ربما بغير وعي مني .. ألا تفكرين قليلاً لعلك بذلك تسعدين ثلاثة قلوب تحاج إليك .. ويجيئني جوابها كالطمة .. لنتكلم فيما هو مفيد .. وهو التنازل والطلاق .. وأتمالك نفسي وندخل إلى الموظف المختص ونروي له القصة وكان موظفًا شهمًا .. فما إن يسمعها حتى يثور ثورة عارمة .. ويقول إن هذا مخالف للقانون وليس من حق الأم أن تتنازل عن حضانة أولادها قبل بلوغهم السن القانونية وأسأله ما العمل وهي تطلب الطلاق وترفض رعاية طفليها إلا إذا طلقتها وإذا طلقتها الآن لحصلت هي على الشقة التي وضعت فيها كل ما أملكه ويغلي الدم في عروقه .. ينتحي بي جانبًا ثم ينصحني بألا أطلقها إلا إذا وفرت لها مسكنًا آخر تضم إليها فيه الطفلين .. وأحتفظ أنا بشقتي التمليك .. أو بألا أطلقها إلا بعد أن يصل الولدان إلى السن القانونية فلا يصبح لها الحق في شقتي أو في أي شقة أخرى .. وأشكره وأنصرف .




    ولكاتب هذه الرسالة أقول :

   إن الآباء والأمهات مسئولون مسئولية كاملة ليس فقط عن تربية الأبناء ولكن عن سعادتهم أيضًا ، لسبب منطقي بسيط هو أن هؤلاء الأبناء لم يستشاروا أصلاً فيما إذا كانوا يرغبون في المجئ إلى الحياة أم لا ، ومادام الآباء هم الذين يتخذون هذا القرار منفردين فمن واجبهم التضحية من أجل سعادة أبنائهم .. ولو بالتضحية بسعادتهم الشخصية في بعض الأحيان .

 

وأنت يا صديقي قد تحملت من أجل طفليك ما قد ينوء به غيرك .. فأين تضحية الأم وعطاؤها لهما وهي من كانت الأجدر بذلك ؟ إن طفليها ليسا مسئولين عن حسن أو سوء اختيارها لشريك حياتها لكنها لا تعي هذه الحقيقة ولا تفهمها .

 

وفي تقديري أن كليكما قد أخطأ بالاستمرار في هذا الزواج إلى أن أنجبتما أول أطفالكما بعد أن قُرئ كتاب زاوجكما من عنوانه في الأيام الأولى منه .. وأنبأكما بأن كليكما لم يحسن اختيار رفيق دربه .. أنكما تتراسلان على موجتين مختلفتين .. وأن لهيب الشقاق كامن تحت الرماد "ويوشك أن يكون له ضرام" كما يقول الشاعر .

 

ومع ذلك فإن كثيرات من الزوجات يراودن أنفسهن على الرضا بأقدارهن .. والتوافق معها إذا أنجبن وجئن إلى الحياة بمن لا ذنب لهم في اعتباراتهن الشخصية .

 

والمشكلة يا سيدي هي أن زوجتك لم تروّض نفسها من قبل على أن تضحي بشيء مهما صغر شأنه من أجل أطفالها .. وكتابها المفتوح معك يؤكد كل ذلك فلقد أرهقتك نفسيًا ومعنويًا بأمر رعايتها للطفلين خلال اغترابك كأنما قد أدّت عملاً خرافيًا يدرجها في مدارج الشهداء والقديسين لمجرد أنها رعت طفليها تسعة شهور لا تزيد في غيابك .

 

يا إلهي .. ماذا تقول إذًا الزوجات اللاتي يرعين أطفالهن ويواجهن أعباء الحياة وحيدات بعد رحيل الآباء عن عالمنا ؟ . وماذا تقول الأمهات اللاتي يرعين عصبة من الأطفال في غياب الأزواج المغتربين لسنوات طويلة من أجل حياة أفضل لأسرهم ؟

 

ثم أي مستقبل هذا المشغولة بتأمينه ولا مكان لطفليها فيه ! وهل كان من الاهتمام بأمر مستقبلها أن تضعك في الاختيار الصعب وتضطرك للتضحية بإعارتك  مع ما تمثله من تأمين لمستقبل الأسرة كلها .. بل أي مستقبل هذا الذي تضمنه وتؤمنه شقة تمليك أو شبكة ذهبية .. والمستقبل غيب في علم الله وخير زاد نتسلح به له هو أن نرعى حدود من بيده ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا وقد تحصّن له من قبل غيرنا بخزائن من ذهب فلم تحمهم خزائنهم من عوادي الدهر وغوائل الزمن ؟ إن أسوأ ما يفعله إنسان بنفسه هو أن يفسد حاضره لحساب مستقبل لا يعلم سوى الله ما سوف يكون من أمره كما تفعل الآن زوجتك ولحسابات أنانية لا مكان فيها لعاطفة الأمومة .. ولا لأي عاطفة أخرى .

 

ومستقبل الأسرة يا سيدي .. همّ مشترك للجميع لا ينبغي أن يفكر فيه عضو من أعضائها لحسابه وحده .. وإنما ينبغي أن يذيب همّه به وبقدر محسوب لا يفسد عليه حاضره في همّه بمستقبل الأسرة كلها .. وأولهم أبناؤه . وزوجتك لا ترى في حسابها سوى نفسها .. وليست مشغولة إلا بها .. لكل ذلك .. فإني لا أرى لك أن تستجيب لأي مطلب في هذا الشأن كشرط لعودتها إلى بيتها وطفليها وأمومتها الغائبة فإن كان ضميرها قد استيقظ حقًا وصدقًا .. فلتعد إلى طفليها بلا شروط ولتكفر عن جريمتها في حقيهما بصدق الندم وحسن الرعاية فرعاية كل أم لأطفالها هو واجبها الإنساني والديني وليس تنازلاً منها تستحق عليه مكافأة تشجيعية أو حوافز إضافية وجائزتها الكبرى عند ربها أولاً وقبل كل شيء ومكافأتها الحقيقية هي أن يشبّ أبناؤها أسوياء سعداء صالحين .. فيردوا إليها عطاؤها أضعافًا مضاعفة ..

 

فلتعد بلا شروط إذا أرادت .. وإذا قبلت أنت أو فلتضُم إليها طفليها اللذين أعجب كيف تحملت مشاعرها الصخرية أن يغيبا عنها عامًا وبعض عام ، وليكن ذلك في بيت أسرتها كما تفعل كثيرات غيرها إلى أن تعدّ لها مسكن الحضانة .

 

فإن لم تكن هذه ولا تلك فليفصل الله بينكما بالحق بعد أن بذلت كل جهدك لإنقاذ طفليك من هذا المصير ولتسرع بإعداد المسكن البديل لها ولترضَ بألم الجراحة الذي تعقبه راحة الشفاء بإذن الله بدلاً من معاناة الآلام المزمنة التي لا بُرء لها ولا شفاء وليرع الله طفليك إلى أن يبلغا اتي تستحق فيها حضانتهما .. ولتبدأ حياة جديدة مع أخرى تعوضك عما لاقيت من سوء حظ وافتقاد الأمان والحق أننا جميعًا نحتاج كما يقول الأديب الفرنسي العظيم فيكتور هوجو إلى الشجاعة لكي نتحمل أحزان الحياة الكبرى .. وإلى الصبر لكي نتحمل آلامها الصغيرة . وأنت في حاجة إلى هذه الشجاعة الآن لتحمل أقدراك ومغالبة أحزانك .. أعانك الله عليها وعوضك عنها بأوفى الجزاء .

 

 نشرت عام 1990 في باب بريد الجمعة بجريدة الأهرام

راجعها وأعدها للنشر/ نيفين علي

 


Neveen Ali
Neveen Ali
كل ما تقدمه يعود إليك فاملأ كأسك اليوم بما تريد أن تشربه غداً
تعليقات