ضوء النهار .. رسالة من بريد الجمعة سنة 1994

ضوء النهار .. رسالة من بريد الجمعة عام 1994

ضوء النهار .. رسالة من بريد الجمعة عام 1994


السعادة إشعاع داخلي ينفث أريجه من الداخل إلى الخارج, وليس العكــــس .. ويتعذر على من يحقد علي الآخرين أن يستشعر السعادة الحقيقية في حياته, ولو أتيحت له كل أسبابها.

 

عبد الوهاب مطاوع

أريد أن أروي لك قصتي منذ البداية البعيدة, وأن أرجع بذاكرتي إلي الوراء حين كنت طفلة في العاشرة من عمري, مقبولة الشكل والطبع, لكنني نحيفة هزيلة, أمرض كثيراّ لضعف في صدري يصيبني بنزلات الكحة المؤلمة خمس أو ست مرات في الصيف والشتاء, فلا أكاد أبرأ من نوبة كحه حتي تصيبني نوبة أخري, بسبب شدة الرطوبة التي تنفثها جدران شقة أسرتي المظلمة ليلاّ ونهاراّ, والتي لا تزيد علي حجرة وصالة وحمام في بيت قديم بأحد أحياء القاهرة.

وقد كنت – في هذه الفترة من عمري- في نهاية المرحلة الابتدائية, أعيش مع أسرتي المكونة من أب عجوز, أجيب زميلاتي حين يسألنني عن عمله بأنه بالمعاش , وأنا لا أعرف معني هذه الكلمة , وأم طيبة عطوف وخمس بنات وولد واحد , هو أكبر الأبناء, وكنت أذهب إلي مدرستي مرتدية مريلة بسيطة لكنها نظيفة , وحاملة حقيبة من القماش أضع فيها كتبي , وأرتدي في قدمي الصغيرتين حذاء من البلاستيك , تشتريه لي أمي من سوق الخضار, بعشرة قروش لا غير, ويضايقني كثيراّ لأنه يلتصق مع العرق بقدمي, ويشعرني بالحرج بين زميلاتي, لأنه الحذاء البلاستيك الوحيد بين أحذيتهن, حتي لقد كانت أمنيتي الوحيدة في الحياة – وأنا في العاشرة من عمري- هي أن تسمح ظروف أسرتي ذات يوم بشراء حذاء لي من الجلد بتسعة وتسعين قرشاّ, كما كان سعره في تلك الأيام, وأن يخلصني الله من الكحة التي تنهكني, لكن ظروف أسرتي لم تسمح لي بتحقيق هذا الحلم الجميل, فلقد كان معاش أبي من وظيفته الصغيرة ضئيلاّ للغاية , وراتبه ككاتب صغير بإحدي الشركات التي عمل بها بعد المعاش, أقل من القليل, لهذا فقد كانت أسعد لحظاتي حين تعجب زميلة لي بالمدرسة بحذائي البلاستيك, لأنه فريد من نوعه , فتبادلني به من باب التغيير ولبعض الوقت حذاءها المصنوع من الجلد, وحين كان يحدث ذلك كنت أروح وأجئ بين الناس ليروه في قدمي وأنا في قمة الابتهاج.

أما بعد العودة من المدرسة , فقد كنت أغادر البيت مع أختين لي حاملة صينية مملوءة بالترمس الذي صنعته أمي في البيت لنبيعه للمارة علي شاطئ النيل بقرش وبنصف قرش لمن يريد, ويومنا السعيد يأتي حين يرانا رجل طيب يدرك بفطنته حالنا, فيشتري منا كمية الترمس كلها بخمسة قروش, فأهرول إلي أمي لأعطيها القروش الخمسة التي ستكون مصروف البيت وعماده في اليوم التالي, وتكافئني أمي علي اجتهادي بنصف قرش فأخرج لألعب في الشارع حتي الغروب.

أما في الإجازة فقد كنت أخرج في الصباح مع أمي الطيبة المدبّرة, التي حرمتها الظروف من الحصول علي أية شهادة , لنشتري طعام الإفطار للأسرة, فأراها تجلس في الفرن البلدي لأكثر من ساعة , بين بعض النسوة المنتظرات مثلها, أن يعود إلي الفرن الخبز " الرجوع ", الذي تباع الأرغفة الثلاثه منه بقرش, في حين يباع الرغيف الواحد من الخبز الطازج بنصف قرش, وكان هذا الخبز الجاف الذي تبلله أمنا بالماء هو طعامنا الأساسي, مع صنفين لا ثالث لهما من أصناف الطبيخ, الخالي من اللحم هما الملوخية والبطاطس المطهوة بالصلصة, إلي جانب طبق الفول في الصباح , فنأكل هنيئاّ مريئاّ ونسمع أبانا وأمنا يرددان دعاءهما اليومي أن يحفظ الله علينا نعمته.

أما في صباح عيد الأضحي  فلقد كانت أمي تصطحبني معها إلي عمارة شاهقة بجوار حديقة الحيوان لتأخذ لحم الأضحية من إحدي الأسر الطيبة, من أهل الخير, وترجع شاكره تدعو لهم الله أن يزيدهم من فضله, وتدعو لأبنائها بأن يصبحوا ذات يوم أهل خير مثلهم, وفي البيت يأكل أبناؤها من يديها أشهي وجبة لحم, وألذ طبق حساء في الكون كله.

وكنت أشكر ربي كثيراّ حين أشبع, وحين يجف صدري من الكحة الخانقة, ومضت بي الأيام فالتحقت بالمدرسة الثانوية, وازددت حياء ونظافة, وعرفت ديني أكثر فارتديت الحجاب , وسمعت من أمي قصص الأنبياء فقد كانت – برغم عدم حصولها علي شهادة- موسوعة في هذا المجال, بسبب قراءتها اليومية في المصحف المفسر بعد صلاة الفجر, كما تحسنت ظروفي فأصبح مصروفي – وأنا طالبة بالمدرسة الثانوية - قرشين كاملين تعطيهما لي " أمي مع سندويتشات " الفول في الصباح, فأذهب إلي المدرسة وأقف أمام " الكانتين " مترددة ماذا أشتري بهما؟ ثم أقول لنفسي: لماذا أشتري شيئاّ وقد تناولت إفطاري وشبعت والحمد لله ؟ فتكون النتيجة أن أعود بهما إلي أمي في معظم الأيام , وأعطيهما لها مرة أخري, فأجد البيت في حاجة ماسة إليهما! وبرغم بساطة حياتنا فلقد كانت أمي شديدة التفاؤل بالمستقبل, وتثق بربها ثقة لا حدود لها, وكثيراّ ما جلست بيننا تؤكد لنا أن كلاّ منا سيصبح له فى المستقبل إن شاء الله شأن كبير, وستعمل هذه أستاذه بالجامعة , وهذا مديراّ كبيراّ, وسيكون لكل منا شقة واسعة وأثاث جميل وسيارة, إلخ فنضحك نحن من تفاؤلها الزائد علي الحد ونشفق عليها من هذه الأحلام الخيالية.

ونحن نراها تكافح كفاح الأبطال لتلبية مطالبنا, وقد أضافت إلي مصادر دخلها في هذه الفترة بيع الحلوي في حديقة الحيوان, وكانت تحصل علي " البضاعة " الصغيرة من تاجر طيب , يعطيها لها بلا مقدم ثمن , ولا يتقاضي منها ثمنها إلا بعد أن تبيعها, ومن عجب أنها كانت توزع بعضها وهي عائدة علي الأطفال الفقراء, أو نراها تذهب إلي مدارسنا للتقدم بطلب إعفائنا من الرسوم المدرسية لظروفنا الاجتماعية, أو تبيع – تحت ضغط بعض الظروف الطارئة وحاجة بعضنا لشراء الملابس- بعض أوانيها النحاسية لكي توفر لنا ثمنها. ومع ذلك كله فلم تكن آثار الفقر بادية علينا فنحن جميعاّ: ملابسنا نظيفة ومظهرنا مقبول في حدود إمكاناتنا, وحتي والدنا الذي كان وقتها يقارب السبعين من عمره, ويعمل كاتباّ بسيطاّ بإحدي الشركات بعد المعاش, كانت تبدو عليه الوجاهة أيضاّ فيحسبه البعض مديراّ بهذه الشركة, وقد كان كل ما نستطيع أن نقدمه لأمنا هو ألاّ نخذلها بالفشل والرسوب, فتقدمنا جميعاّ في دراستنا, والتحق شقيقنا الوحيد بالجامعة, وخرج للعمل إلي جانب الدراسة, وبدأ يساعد أباه في الإنفاق علي شقيقاته, وبخروجه للعمل بدأت الأم الطيبة المتفائلة تستغني عن بيع الحلوي, ثم توالت بعد ذلك التطورات في حياتنا فتخرج شقيقنا, وعمل بالشركة نفسها التي كان يعمل بها والدنا – رحمة الله عليه- وأنفق علي نفسه أيضاّ فحصل علي الماجستير, وتزوج وأنجب وسكن في شقة جميلة بعمارة كبيرة وأصبحت له سيارة بسيطة ظريفة, كما توقعت له أمه في أحلامها المتفائلة.

أما شقيقاته فقد تخرجن كلهن في الجامعة, وتزوجن وأقمن في مساكن جميلة بعمارات شاهقة, وأصبح لكل منهن سيارة وزوج في غاية الكرم والطيبة معها, أما أنا يا سيدي .. الطفلة ذات الحذاء " البلاستيك ", فلقد أصبحت زوجة لمدير طيب يحبني ويحب أولاده حباّ جماّ, وأما لثلاثة أطفال صغار وبنت واحدة, وقد بلغت الآن الرابعة والثلاثين من عمري, وأعمل أستاذة جامعية كما تنبأت لي أمي التي أصبحت جدة يلتف حولها 12 حفيداّ تسعد بهم , وأقيم في مسكن جميل بعمارة شاهقة, وأوزع لحم الأضاحي في عيد الأضحي المبارك, وكلما رأيت طفلة صغيرة جاءت مع أمها لتأخذ لحم الأضحية , تذكرت نفسي, وأنا في مثل سنها وموقفها وأمتلأ قلبي بالعطف والحب لها, ووجدت نفسي أردد قول ذلك الأعرابي الذي جاء في الأثر أن الملائكة سمعته يردد قولاّ فعجزت عن كتابته لشدة عظمته, وسعت إلي ربها تقول له: إن هذا الرجل قد قال قولاّ ما ندري كيف نكتبه, فقال رب العزة وهو أعلم ماذا قال: قالوا: قد قال: " رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ", فقال رب العزة لملائكته:" اكتبوها كما قالها وأنا أجزيه بها ".

كما أجد نفسي أيضاّ أردد العبارة نفسها, كلما اصطحبت أولادي إلي حديقة الحيوان, واسترجعت في خيالي صورة تلك الأم الطيبة, وهي تقف في المكان نفسه لتبيع بعض الحلوي الرخيصة, وتكسب قروشاّ تعول بها أطفالها, وأرددها مرة ثالثة كلما دخلت شقتي الواسعة المضيئة التي تدخلها الشمس, وكل شئ فيها أبيض في أبيض, من الحوائط إلي الأثاث إلي الستائر إلي أغلب ملابسي وأحذيتي, عفواّ حين أقول " أحذيتي" فقد أصبح لي من فضل الله وكرمه 15 حذاء صالحة للاستعمال, وكلها من "الجلد" أبدلنيها ربي – له الحمد كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه- بحذائي البلاستيك القديم وأهمس بها لنفسي حين أري من نافذة غرفة نومي , وأنا مستلقية في فراشي قرص الشمس الأرجواني الجميل في الأصيل, وقرص القمر الساطع في الليل فتمتلئ نفسي بهجة وسروراّ وعرفاناّ.

فإذا كان في شقتي عيب من العيوب, فهي أنها مضيئة أكثر من اللازم, وقد نصحني البعض بأن أضع علي زجاجها ستائر داكنة, تخفف من ضوء النهار الساطع دائماّ فيها, لكنني أرفض ذلك وأفضل الستائر البيضاء, لكي أستمتع أكثر بضياء شقتي, وقد كتبت لك هذه الرسالة لا لأروي لك مشكلة أو أطلب حلاّ, وإنما لأطلب منك ومن كل إنسان أنعم الله عليه بشقة ليست رطبة , وبحذاء من الجلد وبزوج طيب أو زوجة طيبة, وأولاد صالحين وعيون تري وآذان تسمع, وقلب لا يحقد علي أحد, أطلب منه ومنكم جميعاّ أن تحسّوا بنعم الله عليكم, التي لا تعد ولا تحصي, وأن تقولوا معي .. ومع ذلك الأعرابي القديم , "رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك" وشكراّ لأنك قد صبرت علي قراءة رسالتي هذه..

والسلام عليكم ورحمة الله .


ولكاتبة هذه الرسالة أقول:

ذكرّتني رسالتك الجميلة هذه, بكلمة المفكر الفرنسي مونتسكيو يقول فيها , " يجب أن نقنع بعض الناس بالسعادة التي يجهلونها, وقد يكونون يتمتعون بها فعلاّ بغير ان يشعروا بذلك! " وأحسب أن رسالتك هذه سوف تذكّر كثيرين ببعض أسباب السعادة, التي يتمتعون بها فعلاّ بغير أن يشعروا بذلك, أو يعرفوا لها قدرها.. أو يشكروا من منحها لهم وميّزهم بها علي غيرهم, ولا يكفون عن الشكوي والأنين!

 

يا سيدتي إن السعادة إشعاع داخلي ينفث أريجة من الداخل إلي الخارج, وليس العكس, ولقد أصبت عين الحقيقة حين حددت من بين السعداء الذين تطالبينهم بأن يشكروا نعمة الله التي أنعم بها عليهم, من يحملون قلوباّ طيبة ولا يحقدون علي أحد, فهؤلاء هم السعداء حقاّ مهما كانت ظروفهم غير مواتية, ذلك أنه يتعذر حقاّ وصدقاّ علي من يحقد علي الآخرين, أن يستشعر السعادة الحقيقية في حياته, ولو أتيحت له كل أسبابها؛ وصفاء النفوس شرط أساسي لاستشعار البهجة والطمأنينة, أما الحقد فهو كفيل بإفساد أي متعة علي صاحبها ولو كانت لاذعة, والتفاؤل والثقة بالله وحسن الظن به مفاتيح السعادة السحرية أيضاّ. وفي الحديث القدسي يقول الله تعالي: " أنا عند حسن ظن عبدي بي إن خيراّ فخير وإن شراّ فشر".

وأتصور أن أمك الطيبة المكافحة كانت تستهدي إيمانها الفطري, من حسن ظنّها بالله, وهي تتوقع لكم وأنتم في غمار ملحمة الكفاح والصمود لمطالب الحياة الضرورية , أن تصبحوا جميعاّ أصحاب شأن في المستقبل, وتتهيأ لكم كل ظروف الحياة المريحة, التي حرمتم منها في طفولتكم وصباكم, فكان هذا التفاؤل بالغد أحد دوافعكم لتحقيق الذات والنجاح في الحياة ؛ غير أنّني أحسب أنه كان من أهم الأسباب أيضاّ, تلك الفطرة السليمة وذلك الإحساس العائلي النبيل , الذي جمع بينكم جميعاّ بالترابط والتعاطف والتكافل والإيثار طوال سنوات الكفاح.

فالأب لم يكف عن العمل حتي شارف السبعين, ليلبي مطالب أسرته , والأم لم تدخر وسيلة للعمل الشريف وكسب الرزق إلاّ وقد اتبعتها, والشقيق الوحيد لم يتوان عن تحمل مسئوليته العائلية عن شقيقاته, فور أن أصبح قادراّ علي الكسب, فشارك أباه بعضها وهو طالب, وتحملها كلها وحده بعد تخرجه , ورحيل الأب عن الحياة وأنتن جميعاّ شاركتن في الملحمة كل بجهدها وطاقتها وبتنازلها عن مصروفها الضئيل, الذي تؤثر به أسرتها علي نفسها, وبجديتها في الدراسة والتفوق, وأهم من كل ذلك عدم تذمرها من ظروفها القاسية, وبالعرفان للأم المكافحة وللشقيق الوحيد, وبعدم الإحساس بالمرارة تجاه من يملكون مالا تملكه , ولابد أنكم جميعاّ قد شربتم هذه الروح الطيبة من أمكم المكافحة, التي كانت تدعو لأهل الخير بأن يزيدهم الله من فضله, وأن يصبح أبناؤها مثلهم في المستقبل ممن يعطيهم ربهم فيعطون الآخرين من فضله شكراّ وعرفاناّ والتزاماّ بقيم دينهم وتعاليمه الأصيلة.

هذا هو تقديري سر نجاحكم وتوفيكم في حياتكم, أدامه الله لكم وأتم نعمته عليكم جميعاّ, فالحقد صديق الفشل والمرارة والقعود عن الكفاح, وصفاء النفس يطلق قدرات الإنسان ويحررها من قيود فشل الروح وخور الإرادة, ويركز طاقة المرء فيما يحقق له أهدافه في الحياة, ولا يبددها في الإحساس بالمرارة تجاه الآخرين, وتعذيب النفس بما أتيح لهم من أسباب لم تتح له.

وبعد ظلام الليل لابد أن يأتي دائماّ ضوء النهار, لمن صبر وكافح واستمسك بإيمانه بربه وبنفسه وبحقه العادل في السعادة.

والنفس الجميلة تري الجمال في كل الأشياء, وتتذوقه وتستشعر قدرة الصانع وإبداعه الأكبر فيه, والفيلسوف الألماني ليبنتز يقول لنا إنه "ما من مرة نري فيها أحد مصنوعــــات الله إلاّ ووجدناه غاية في الكمال, ووجب علينا أن نبدي إعجاباّ بجماله ودقة صنعه ", وهذا هو ما تفعلينه الآن يا سيدتي, كلما ابتهجت بضوء النهار وهو يغمر مسكنك الجميل, وبقرص الشمس الأرجواني عند الأصيل, وبالقمر الفضي في سماء الليل, فهنيئاّ لك كل شئ في حياتك, حتي أحذيتك الجلدية التي تذكرك بالطفلة الصغيرة ذات الحذاء البلاستيك, و" الحمد لله دائماّ حمداّ يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه ".

وشكراّ لك علي رسالتك التي تقدم لنا صورة حقيقية لحياة كثيرين, لا يزالون يعانون مما عانيتم منه, ولا يزالون يكافحون بصبر وإيمان لنيل السعادة والأمان.

نشرت في جريدة الأهرام باب بريد الجمعة سنة 1994

راجعها وأعدها للنشر/ نيفـين علي

 

Neveen Ali
Neveen Ali
كل ما تقدمه يعود إليك فاملأ كأسك اليوم بما تريد أن تشربه غداً
تعليقات