طلقت زوجتي بعد 17
عاما من الزواج, وذلك لوجود هوة سحيقة بيني وبينها فكريا ونفسيا بل وثقافيا
أيضا!!
وخرجت
من هذه الزيجة بــ 3 ابناء .. ولدان وبنت، احببتهم ورعيتهم وحنوت عليهم لأقصي درجة,
لكن "جريمتي" هي أن إمكاناتي المادية كانت ضعيفة جدا,
إذ كنت مدرسا بوزارة التربية والتعليم لا املك من الدنيا سوي راتبي,
وامانتي وإخلاصي في العمل.
اما عن السفر للخارج والإعارات فكانتا لفترات وجيزة لاتسمن ولاتغني من جوع.
ولقد
تزوجت ـ بعد طلاقي ـ بأخري وجدت نفسي معها وانجبت منها ولدا,
كما تزوجت مطلقتي هي الاخري وانجبت ولدا,
لكن اولادي ظلوا معي, فحفظتهم في جفوني ورعيتهم ليل نهار,
بكل ما أوتيت من قوة وقدرة ووعي لمدة10
سنوات ولم امنعهم قط طيلة هذه الفترة من زيارة والدتهم وجميع افراد اسرتها
ومرت الايام والسنون وتحملتها بمشكلاتها المريرة الثقيلة,
اذ مهما كانت زوجة الاب مثالية,
فهي في نظر الابناء والمجتمع زوجة اب ليس الا,
غير اني كنت احاول دوما ان اعدل بين الجميع قدر استطاعتي.
وفي
سن الحادية والعشرين فضلت ابنتي والتي تبلغ من العمر الآن23
عاما ان تقيم مع والدتها,
فوافقت فإذا بها تبتعد عني نفسيا وعاطفيا شيئا فشيئا,
لتقترب اكثر واكثر من امها واخوالها مع اني خلال هذين العامين لم ادخر
وسعا في تدبير معظم نفقاتها, خاصة التعليمية حتي تخرجت في كلية التربية الفنية بتقدير جيد
جدا ثم تقدم لخطبة ابنتي وهي في كنف والدتها وزوج والدتها وهو رجل طيب حقا من
اعجبها واعجبته وتوافقا معا من عدة نواح,
خاصة من الناحية المادية اذ ان اسرته ميسورة الحال,
وهنا بدأت معاناتي فلقد فوجئت باخوال ابنتي يأخذون بزمام الأمور وتقرهم
علي ذلك ابنتي ـ كما لو كنت انا الخال وهم الاب فهم يتصرفون كما لو كانوا هم
المسئولين عن المشروع فيرسمون تفاصيله ودقائقه ويتبادلون الزيارات واللقاءات مع
العريس واهله دون ان يعيروني اي اهتمام فإذا غضبت لكرامتي اشركوني في الامر وكشكل
تكتمل به الصورة وإذا ماتحدثوا معي اقتصر حديثهم علي اين سيقام العرس,
ومتي, ومن الذي سوف يدعي اليه وكم سأدفع لجهاز ابنتي الخ,
لكن اين هو المال الذي استطيع ان اجهز به ابنتي ؟
إن
الخلاصة هي ان ابنتي غير راضية عني لانني غير راض ولا أقبل بالتهميش أو أن يقوم
غيري باداء دوري وأنا الولي الطبيعي الذي اعطي وضحي وربي وشقي وصبر واوفي,
اما الخطبة والزواج فتسيران علي قدم وساق,
بموافقتي او دون موافقتي وطبعا بواسطة الام والاخوال الذين يبدو انهم
اقنعوا الخطيب واسرته بانه لم يكن لي اي دور في تنشئة اولادي او الانفاق عليهم لا
في الماضي ولا في الحاضر, مع ان ابنائي حين كانوا صغارا لم يكن اخوالهم او والدتهم
يهتمون بهم او يتحملون القدر اليسير من المسئولية المالية او الادبية تجاههم,
والله علي ما اقول شهيد,
فماذا افعل هل اقطع صلتي بابنتي ؟ وهل تعتبر هي ابنة عاقة وهل اذا تزوجت
دون موافقتي يكون هذا الزواج صحيحا شرعا؟.
ولكاتب هذه الرسالة أقول:
فهمت
من رسالتك ان السبب الجوهري لعدم رضاء ابنتك عليك هو امتناعك عن المساهمة المادية
في تكاليف زواجها وانك ربما تتعلل بتهميش دورك في اجراءات الزواج لكي تنفض يدك من
المسئولية وتنسحب من الموقف, فان كان مافهمته صحيحا فاني انصحك بأن تبذل كل ماتستطيع من
جهد للاسهام في تكاليف زواج ابنتك بقدر يتناسب مع امكاناتك المادية حتي ولو ارهقت
نفسك بعض الشيء.. فبقدر تحملنا مسئوليتنا عن ابنائنا,
ووقوفنا الي جوارهم في مناسباتهم المصيرية بقدر مايحترمنا هؤلاء الابناء
وتصفو لنا مشاعرهم وقلوبهم.. ويتعمق ولاؤهم لنا..
اما الوقوف علي الشاطيء..
والاكتفاء بلوم الذين يكافحون الموج وحدهم لانهم لم يستشيرونا في طرق
الابحار, فليس مما يكسبنا محبتهم وولاءهم ولاحبهم,
ولهذا فاني انصحك بأن تنحني للعاصفة مادام الزواج سيتم سواء قبلت به ام
رفضته, خاصة ان ابنتك ترغبه وتؤيدها في ذلك والدتها واخوالها كما
انصحك بالا تعترض عليه لمجرد ان خطواته الاولي قد بدأت في غيابك,
ذلك ان هذا السبب وحده ليس كافيا لرفض زواج مستوف لشروط النجاح والفلاح
باذن الله.. وبان تشارك بما تستطيع المشاركة به في نفقات الزواج وسوف تجد
نفسك وبلا اي جهد من جانبك في قلب الدائرة وليس على هامشها,
وسوف تحفظ لك ابنتك هذا الجميل وتظل الابنة المخلصة لك إلي النهاية بإذن
الله.
برجاء عدم النسخ احتراما لمجهود فريق العمل في المدونة وكل من ينسخ يعرض صفحته للحذف بموجب حقوق النشر