غريب ..في بيتي !
أعاني من حالة " انعدام وزن " ..أرجو ألا تستمر معي طويلاً !
فلقد شهدتْ حياتي في الفترة الأخيرة تغيراً
دراماتيكياًّ هامًّا هو تغير مكان إقامتي من مسكن عشتُ فيه ثلاثين عاماً إلى مسكن
جديد انتقلت إليه منذ أيام , ومن " جوارٍ" عرفته وألفته إلى جوار غريب
عني لم آلفه بعد .. ولم يألفني .
فبعد تردد طويل استغرق بضع سنوات , حزمتُ أمري
أخيراً وقررتُ الانتقال إلى مسكن أوسع من مسكني القديم وأكثر تلبية لاحتياجات
أسرتي , ونفذتُ هذا القرار " بشجاعة " نفسية أرجو ألا تتخلى عني في أية
لحظة فأقْفلُ راجعاً إلى بيتي القديم !
ولكي تدرك عمق هذه " الشجاعة " التي
افتقدتُها طويلاً سأقول لك فقط إنني كنت أفكر في تغيير مسكني والانتقال منه إلى
مسكن أوسع منذ أكثر من عشر سنوات كاملة , أي منذ كبر الأبناء وضاق بهم المسكن ولم
يعد يلبي احتياجاتهم وتطلعاتهم المشروعة , لكني في كل مرة أقدمتُ فيها على محاولة
تغيير المسكن باءت محاولتي بالفشل لأسباب " عملية " أو " نفسية
" , فأما الأسباب العملية فهي أن اكتشف مثلاً أن المسكن الجديد الذي أوشكتُ
على الارتباط بشأنه ليس أفضل كثيراً من مسكني القديم , أو أن اكتشف فيه عيوباً
تقنعني بالانصراف عنه ترقباً لفرصة أفضل , أو أن أضيق بشروط مالكه وأرى فيها
تعنتاً لا مبرر له , إلى آخر هذه الأسباب العملية المقبولة .
أما الأسباب النفسية , وهي التي تكمن غالباً وراء
تضخيمي للمبررات العملية لرفض المسكن الجديد , فهي أني قد ارتبطتُ بمسكني القديم
هذا نفسيًّا ومعنويًّا منذ سنوات طويلة , ووثَّقت الأيام والأعوام روابطي به
وبالجوار كله , حتى لم أعد أتخيل لنفسي حياة أخرى بعيدة عنه , فعرفتُ فيه "
البشر " من جيراني وأصحاب المحال التجارية التي تقع أسفله وإلى جواره وعرفوني
, وتوثقت الروابط بيننا حتى لم اعد في سنواتي الأخيرة بهذا المسكن أحتاج لتقديم
نفسي إلى أحد عند الاحتياج إلى أية خدمة من الخدمات المعيشية المألوفة , وإنما
يكفي لكي أحصل عليها أن أتصل تليفونيًّا بمن يستطيع أداءها لي من أصحاب المحال
المجاورة لتتم على الفور , وليس بين الخَيِّرِينَ بعد ذلك حساب , بل لعلي أجادل من
أدى لي هذه الخدمة طويلاً لكي يريحني ويحدد أتعابه , فيرفض غالباً ويتركني حائراً
في تقديرها , فإذا استجاب للإلحاح وحدد مبلغاً معيناً لهذه الأتعاب , وجدتني أقدم
له أكثر مما طلب لثقتي في أنه قد جاملني بتخفيض الأجر بعض الشيء , أما سكان
العمارة التي أقمتُ فيها 29 عاماً كاملة فقد عرفتُ معظمهم وشاركتهم مناسباتهم
الحزينة والسعيدة على السواء , وألفتُ أصواتهم التي تتسلل إليَّ عبر نوافذ شقتي
وَخبرتُ منها بعض أحوالهم , كما خبروا هم كذلك بعض أحوالي , وحين أقمتُ وحيداً في
مسكني بهذه العمارة قبل الزواج وحتى بعد أن تزوجت فيه وأنجبتُ الأبناء , فقد صحوت
أكثر من مرة على رنين جرس الشقة في السابعة صباحاً وفتحتُ الباب مستطلعاً , فإذا
بأحد جيراني الساعين إلى عملهم في هذا الوقت المبكر من الصباح قد لاحظ أثناء هبوطه
درَج السلم أنني قد نسيت مفتاح الشقة في الباب من الخارج حين رجعتُ مجهداً قرب
الفجر , فيحييني الجار الطيب تحية الصباح مبتسماً وهو يشير إلى المفتاح في قفل
الباب , وأشكره بحرارة وأسحب المفتاح وأرجع إلى نومي .
فأما جارتي الأقرب إلى مسكني فقد تحولتْ علاقة
الجوار معها إلى صداقة عائلية حميمة منذ سنوات طويلة , وما من مرة اشترت لنفسها
شيئاً رأته جميلاً في الأسواق وهي في طريق عودتها من مدرستها التي تعمل مديرة لها
إلا واشترت لنا مثله بغير طلب منا , لثقتها في أننا سنبتهج لذلك , وسوف نسعد
بالاستفادة من خبرتها الثمينة بالأسواق والاحتياجات المنزلية , وقد أنقذتني هذه
الصداقة العائلية ذات يوم من مأزق كاد يفسد عليّ إحدى إجازاتنا العائلية القليلة ,
فلقد اصطحبتُ أسرتي ذات مرة إلى قرية سياحية بالإسماعيلية لقضاء إجازة العيد ,
وخططتُ أن يرجع إليّ السائق في هذه القرية بعد يومين ليتسلم مني باب بريد الجمعة
بعد أن أكتبه للأهرام ويتوجه به إلى المطبعة , واستقررنا في الشاليه الصغير الذي
نزلنا به , وبدأنا فتح الحقائب , فإذا بي أكتشف أنني قد نسيتُ ملف بريد الجمعة
الذي سأكتب الباب منه على مكتبي بالشقة , وأصبح الحل الوحيد لهذا المأزق هو العودة
للقاهرة لكتابة الباب الأسبوعي وضياع يومين من إجازتي على الأقل , فاكتأبتُ لذلك
كثيراً وبدأتُ أفكر في العودة للقاهرة بنفس السيارة التي حملتنا إلى هذا المكان ,
فإذا بهذه الصداقة العائلية الحميمة تتدخل فجأة لكيلا تحرمني من الإجازة العائلية
, وإذا بي أكتشف في هذه اللحظة فقط أن زوجتي تترك منذ سنوات طويلة نسخة من مفتاح
شقتنا لدى هذه الجارة الفاضلة تحسباً للمواقف الطارئة , كما أن هذه الجارة أيضاً
تترك نسخة من مفتاح شقتها لدينا لمواجهة هذه المواقف , فاتصلتْ زوجتي بصديقتها
وطلبتْ منها دخول الشقة , والبحث عن الملف المطلوب إلى أن يأتي إليها السائق ,
وقبل غروب الشمس كان قد رجع إلينا حاملاً الملف المفقود , ونعمتُ بإجازتي كما
خططتُ لها من قبل , وفهمتُ في ذلك اليوم فقط سر هذا المفتاح الغريب الذي كنتُ أراه
متدلياً من مكان تعليق المفاتيح بجوار الباب منذ سنوات ولا أجد له تفسيراً
! وعرفتُ أنه مفتاح شقة جارتنا هذه , وأننا نقوم عنها خلال غيابها في
عملها – بعد أن خلا عليها المسكن بزواج بناتها – بفتح الشقة في غيابها لقارئ عداد
الكهرباء وعداد الغاز .
وبدرجة أقل تفاوتاً وثّقت العشرة وطول الجوار بيني
وبين كثيرين من سكان العمارة , فعرفتُ منهم الطبيبة الشابة , والأم الرءوم لطفلين
صغيرين كانا أول من عرف ابني من أصدقاء الطفولة , ولمستُ حنانها الزائد بهما
ونفورها الشديد من استخدام الشدة معهما في أي شيء ولو من باب التأديب المشروع ,
حتى تساءل البعض عن " حكمة " هذا التساهل والحنان الزائد بهما , إلى أن
فوجئ الجميع بعد بضعة أعوام برحيلها عن الحياة بالمرض العضال وهي في عنفوان شبابها
, وفهموا لماذا آثرتْ ألا تأخذ طفليها بالشدة وهي التي كانت تحس إحساساً باطنياً
عميقاً بأنها سوف تفارقهما في القريب العاجل ..رحمها الله وأحسن مثوبتها .
وعرفتُ كذلك هذه الفتاة الأجنبية التي كنتُ أراها
تهبط الدرج من الدور السابع بنشاط غريب وهي ترتدي فستاناً محتشماً وتبادر مَن
تلقاه في الطريق بتحيته بعربية مكسرة قائلة : السلام " أَليكم " ,
واكتشفتُ أنها زوجة ألمانية لشاب من الجيران تزوجها في ألمانيا حين هاجر إليها في
السبعينيات ورجع بها قبل سنوات , فأخلَت له والدته مسكنها بالعمارة , وانتقلتْ هي
للإقامة مع ابنتها المتزوجة , واعتدتُ كلما رأيتها أن أحييها بود وترحيب , ثم لم
يمضِ وقت طويل حتى رأيتها ترتدي الطرحة البيضاء حول شعرها ووجهها فتبدو في صورة
ملائكية جميلة , وتناقل السكان خبر اعتناقها الإسلام وانتظامها الشديد في الصلاة
والصيام , ومجاهدتها الدائبة مع اللغة العربية لكي تقرأ القرآن الكريم بلغته
العربية وتفهمه .
ثم
لم تمض سنوات أخرى حتى رحل زوجها عن الحياة وهو في عنفوان صحته , فنهضت لتحمل
مسئوليتها عن ابنيها بشجاعة , وعملت بمساعدة السفارة الألمانية في عمل ملائم ,
وأشاد الجيران بالتزامها الديني والأخلاقي وحسن تربيتها لابنيها , ووفائها لذكرى
زوجته ولأسرته .
كما عرفت أيضا ضابط الجيش الكبير الذي يقيم بإحدى شقق العمارة
, ويسعد بزوجته الفاضلة وأبناءه الثلاثة المهذبين , وكنت أراه خارجا مع أسرته في
الإجازات أو عائدة معها من أحدى الزيارات العائلية سعيدة مبتهجة راضية عن نفسه
وأسرته وحياته , فإذا بالأقدار تتهجم له فجأة وينكسر قلبه بمصرع أحد ابنيه على
طريق القاهرة - بور سعيد في حادث سيارة ركبها مع بعض أصدقائه لشراء بعض الملابس
المستوردة من السوق الحرة , وكان مقررا أن يصطحب معه شقيقه الأصغر إلى نفس هذه
الرحلة المشئومة , لكنه تراجع عن السفر معه في اللحظة الأخيرة فكتبت له النجاة ,
وحين دخلت مسكنه لأول مرة معزيا ومواسيا رأيته حطاما يحاول التماسك والتصبر بجهد
جهيد. ثم دارت الأيام دورتها وكبر الابن الأصغر وأصبح ضابط شرطة , وكبرت الابنة
الأخرى وتزوجت , وكنت في مسكني وحيدا صباح أحد أيام الجمعة و أسرتي في بيت الأهل ,
فإذا بجرس الباب يرن , وأجد أمامي هذا الابن الشاب نفسه دامع العين يرجوني في خجل
مساعدته في نشر نعي والده الذي لاقى وجه ربه قبل ساعات بالأهرام , فدعوته للدخول , واتصلتُ بالأهرام وأمليتُ
نعي الوالد الراحل , وقدمتُ للابن الحزين تعزيتي وزرتُ مسكنه مواسياً ومعزياً .
وشهدتُ أيضاً في هذه العمارة دورة الزمن بمن فيها
, فرأيتُ الطفلة التي كنتُ أداعبها على درج السلم كلما التقيتُ بها تتحول مع
الأيام إلى فتاة باهرة الجمال يتنافس الشباب على جذب اهتمامها , ثم لم ألبث أن
سمعتُ ذات يوم ضجيج الفرح وأصوات الغناء والموسيقى تتعالى من شقتها , وأدركتُ أن
سهام الحب قد حسمت المنافسة حولها لصالح شاب كثيراً ما رأيته يتسلل في المساء إلى
الدور الذي تقيم فيه ويدق باب شقة هذه الفتاة برفق , فتفتح هي له " شراعة
" الباب القديم في حذر وتتبادل معه الهمس والكلام خلسة من أبويها , فإذا
استشعرا شيئاً مريباً سارعتْ بغلق الشراعة , وهرول الشاب مبتعداً , وفي إحدى
هرولاته هذه اصطدم بي ثم سارع بالفرار معتذراً ! !
كما شهدتُ كذلك الفتاة الأخرى الجميلة التي كانت
تشكو من قسوة أبيها في معاملته , ورثيتُ لحالها طويلاً وتعاطفتُ معها تعاطفاً
صامتاً , إلى أن كنتُ في مسكني ذات صباح , فإذا بالباب يدق بشدة , وإذا بشقيقها
الأصغر يهتف بي مفزوعاً : الحق فلانة يا أنكل انتحرت ! فأهرول معه بملابس البيت
منزعجاً إلى مسكنها وأجدهما وحيدين في غياب أبويهما , وقد ابتلعتِ الفتاة الجميلة
بضعة أقراص من الأسبرين , فلم أفكر في الاتصال بالإسعاف أو طلب الطبيب تجنباً
للفضيحة العائلية , وإدراكاً مني لعدم جدية محاولة الانتحار , وإنما اتجهتُ إلى
المطبخ وأذبتُ كمية كبيرة من ملح الطعام في كوب كبير وأعطيته للفتاة لتشربه على
جرعات وتبدأ في إفراغ معدتها , وأوصيتُ أختها بأن تصنع لها شراباً ساخناً ورجعتُ
إلى مسكني مطمئنًّا لانتهاء الأزمة , والتقيت بالأم بعد ذلك بالصدفة على درج السلم
فلمحت العرفان الصامت في نظرة عينيها , وسمعت كلمة شكر خافتة منها ...أما أبوها
فألتقي به فلا ألمس منه شكراً ولا عرفاناً , وافهم من ذلك أن الأم والابنتين قد
أخفين عنه القصة كلها تجنباً لمضاعفة المشكلات مع أب مزعج مثله !
كما شهدتُ أيضاً الغادة الهيفاء التي كانت تنزل من
سيارة يقودها شاب أمام باب العمارة لترجع إلى مسكنها , فيرقبها بواب العمارة في
ارتياب وشك ويتجهم في وجهها ويعاملها بشيء من الازدراء إعلاناً لرفضه هذا السلوك ,
وتتحمل هي نظراته القاسية لفترة من الزمن إلى أن يجيء يوم ويدخل معها هذا الشاب
نفسه باب العمارة لطلب يدها من أبيها , فيراجع البواب نفسه في طريقة معاملته لها ,
ويرحب بالشاب بحرارة ويصطحبه في المصعد إلى شقة الأسرة مبتهجاً , ثم رأيتُ هذه
الغادة الهيفاء نفسها وقد استقرت مع زوجها في مسكن أمها تظهر عليها علامات الزمن
تدريجيًّا , فينتفخ بطنها مرتين وثلاثاً , ويختفي القوام الرشيق ويحل محله قوام
برميلي يعلن تغير الأحوال وانتهاء مرحلة الرشاقة والرجيم إلى الأبد .
أما أصحاب المحال التجارية التي تقع تحت نفس
العمارة فلقد تشابكتْ روابطي بهم , وعمقت الأيام من صداقتي لهم وكثرت مجاملاتهم لي
, وألفتُ أن أحييهم ويحيوني في الخروج والدخول , وأنستُ بصحبتهم وودهم الصادق ,
حتى لقد وجدتُني أشعرُ شعوراً غامضاً بالذنب تجاههم وأنا امضي في مشروع إعداد
الشقة الجديدة للسكن , كأنما أرتكب بذلك " خيانة " غير مفهومة لصداقتهم !
وبسبب هذا الشعور الغامض نفسه فشلتْ إحدى محاولاتي
السابقة للانتقال إلى سكن آخر منذ بضع سنوات , وبعد أن عاينتُ المسكن الجديد
وأُعجِبْتُ به واتفقتُ مع صاحبته على توقيع العقد معها خلال يومين , شاكراً
للأديبة الفاضلة التي دلتني عليه جهدها المخلص , رجعتُ إلى مسكني مبتهجاً بتوفيقي
في العثور على السكن المطلوب , فما أن نزلتُ من السيارة وحييتُ بواب العمارة وبعض
أصحاب المحال التجارية الواقفين على الطوار وحيوني , وتبادلنا بعض الكلمات العابرة
, حتى وجدتُ ابتهاجي السابق يتبدد ويحل محله إحساس آخر بالشجن والاكتئاب , وليومين
كاملين صاحبني هذا الإحساس الغامض في الرواح والمجيء ولم يهنأ لي نوم ولا صحو ,
وفي اليوم الثالث وجدتُني أتصل بالأديبة الفاضلة واسطة الخير في الارتباط بالسكن
الجديد , واعتذر لها عن عدم قدرتي على مغادرة هذه الجوار , وانهي إليها تفضيلي لأن
أظل متعلقاً بالأمل المستحيل في أن أجد بغيتي في المسكن الأوسع على بعد أمتار
قليلة من مسكني القديم , وحبذا لو كان في نفس العمارة التي أقيم بها ! .
وفشل هذا المشروع كما فشلتْ مشروعات أخرى مشابهة ,
إلى أن أذن الله لي أخيراً باستجماع شجاعتي النفسية الإقدام على إعداد مسكن جديد
لا يبعد كثيراً عن المسكن السابق والانتقال إليه , فإذا قلتُ لك إنني أمضيتُ
الأيام الأولى فيه وأنا لا أشعر بأنني مقيم في بيتي ومستقري الآمن كما يشعر كل
إنسان , وإنما في " فندق " صغير انتقلتُ إليه مع أسرتي لأسباب قهرية ولن
تطول إقامتنا به , ثم نرجع متلهفين إلى مسكننا القديم وجيراننا الأحباء وحياتنا
الأصلية , فلستُ أبالغ في ذلك .
ولا عجب فيما أقول لك ولا غرابة , فإنما يسعد
الإنسان بالإنسان وليس بالمكان , فادع الله لي ألا تطول " غربتي " في
هذا المسكن الجديد البارد , حيث لا اعرف أحداً ولا يعرفني احد , ولا تربطني بأحد
أية روابط إنسانية حتى الآن ..وادع لي الله أيضاً ألا تطول حالة انعدام الوزن التي
أعاني منها الآن كثيراً , ولك مني محبتي وعرفاني وشكري جزاءً وفاقاً لذلك .
برجاء عدم النسخ احتراما لمجهود فريق العمل في المدونة وكل من ينسخ يعرض صفحته للحذف بموجب حقوق النشر