الدوائر المتشابكة .. رسالة من بريد الجمعة عام 1995

الدوائر المتشابكة .. رسالة من بريد الجمعة عام 1995

الدوائر المتشابكة .. رسالة من بريد الجمعة عام 1995

أكتب إليك بعد أن ضاقت بي الدنيا من كثرة المشاكل التي تحيط بي، فأنا سيدة في أواخر الأربعينيات من العمر توفي زوجي بعد 5 سنوات فقط من الزواج، وترك لى ولدا وبنتا وأنا ما زلت في شرخ شبابي، فاحتضنت أولادي ورفضت كل من تقدموا للزواج منى، وآثرت أن أتفرغ لأبنائي وأن أقدمهم للحياة بلا عقد نفسية بسبب زواج الأم أو معاملة زوجها لهم.. إلخ. والحمد لله.. فلقد أديت الرسالة ومضت بی سنوات العمر بخيرها وشرها في سلام، وتخرج ابني في كلية مرموقة، وتزوج من إنسانة فاضلة من أسرة كريمة، وسافر مع زوجته للعمل في الخارج رعاهما الله، وتخرجت ابنتي وتزوجت من إنسان هادئ الطبع أمل أن تسعد بحياتها معه، وأستريح من معاناة القلق عليها وعلى ابني، فبدأ زواجها سعيدا بالفعل وواعدا بالراحة وهدوء البال، لكن ذلك لم يدم للأسف لأكثر من أسابيع، ثم بدأ زوج ابنتي يرجع من عمله كل يوم، فيتناول طعام الغداء مع زوجته، ثم يتركها في شقتها الواسعة وحيدة ويذهب إلى بيت أبيه الذي يعيش مع أمه في شقة صغيرة.. وتعيش أخته في شقة أخرى بنفس البيت، ويمضي اليوم كله عندهم من الظهيرة ولا يرجع إلى زوجته إلا بعد منتصف الليل.

وبالطبع فقد بدأت ابنتي تعترض عليه وتطالبه باصطحابها معه في زیاراته اليومية لأسرته أو البقاء معها، فكان يستجيب لها مرة ويصحبها معه، ويرفض ذلك عشرات المرات، وإذا صاحبته في الزيارة لم يقض سوى وقت قصير مع أبويه ثم يصعد إلى مسكن أخته ليمضي الوقت كله معها ومع أبنائها. وكالعادة أحست ابنتي بالغيرة من اهتمام زوجها الزائد بأخته وأولادها على حساب اهتمامه بها، فحدثت بعض المشاكل، وشكت ابنتي من بعض كلمات أخته التي جرحت مشاعرها، فكان زوجها يدافع عن شقيقته دائما، وانتهى الأمر بأن قللت من زيارتها لها تجنبا للمتاعب. أما زوج ابنتی فقد واظب على نظامه اليومي بلا انقطاع .. يرجع في الظهيرة ويتناول الغداء مع زوجته، ثم يتركها وحيدة ويذهب إلى بيت أخته وأولادها مهما كانت الظروف والأحوال، ويمضي المساء كله معهم حتى منتصف الليل.

 وقد تسألني: وماذا يفعل في بيتها كل هذا الوقت يوميا، وأجيبك بأنه في أيام الدراسة يذاكر لأبنائها دروسهم ويتابع معهم دراستهم، وفي أيام العطلة يلاعبهم الكرة والشطرنج وخلافه، وإذا قامت أخته بتنظيف البيت قام هو بغسل الموكيت ومسح الأرضية السيراميك نيابة عنها، ويساعدها في كل شيء ويشتري طلباتها من الخارج، ثم يرجع إلى زوجته التي تجلس وحيدة في مسكنها معظم ساعات اليوم ويطلب منها إذا عاتبته أن تتعود على هذا الوضع، لأن هذه هي حياته وليس مستعدا لتغييرها، وإذا اعترضت عليه أو ذكرته بحقوقها كزوجة وأم وامرأة، قال لها: إنه يحب أمه و مرتبط بأخته ارتباط الدم الذي لا ينفصم، أما هي فلا يربطها به سوی ورقة الزواج الذي يمكن أن ينفصم في أية لحظة!

ويتشاجران ويختلفان .. فأقوم بالصلح بينهما، وأذكر ابنتي بحقوق صلة الرحم وبر الأبوين لتخفف من لومها لزوجها، وأطالبها بالصبر إلى أن يكبر وليدها منه فيشغله بعض الشيء عن أبناء أخته ويرتبط به كما يرتبط بهم، وتمر الأزمة مؤقتا، إلى أن تتجدد مرة أخرى وأرجع للتدخل بينهما.

أما زوج الأخت فقد كان هو الآخر غير راض عن وجود شقیق زوجته بصفة دائمة ولمدة ثماني ساعات يوميا على الأقل في مسكنه وبين أولاده، وكان يشكو دائما من أنه يعيش غريبا في بيته وبين أولاده، ومن أن أبناءه مرتبطون بخالهم نفسيا وعاطفيا أكثر من ارتباطهم به، ومن أن شقيق زوجته هو الذي يربي أولاده أكثر مما يفعل هو معهم، لأنه شبه مقيم بينهم في حين لايرجع هو من عمله قبل الثامنة مساء. وقد اختلف مع زوجته مرارا حول ذلك، فكانت تجيبه بمثل ما يجيب به شقيقها ابنتي، وتقول له : إنها ترتبط بشقيقها برباط الدم، أما هو فلا تربطه بها سوى ورقة أما الأبوان فيتفرجان على ما يجرى أمامهما ولا يتدخلان في شيء !

واستمرت الحياة على هذا النحو ما بين يوم هادئ ويوم صاخب بالخلافات، إلى أن تشاجرت ابنتي وزوجها ذات يوم وانهارت صحيا وعصبيا ونقلت إلى المستشفى في حالة سيئة، وحين أفاقت من إغماءتها قالت: يكفيني هذا، ثم طلبت من زوجها الطلاق .

وحاولت قدر جهدي أن أهدئ من غضبها وأن أجعلها تعدل عن طلب الطلاق رفقا بطفلها الوحيد، ولكن بدون جدوى .. فلقد أصرت على الانفصال، وطلبت من زوجها ألا يزورها في المستشفى، وغادرته بعد أيام إلى بيت وهي ذابلة وحزينة ومكتئبة، ولم تنجح الجهود في الصلح بينها وبين زوجها، وتم الطلاق بالفعل!

وعاشت معي ابنتي وطفلها كما كانت قبل الزواج، وظللت رغم الانفصال أحلم بأن يصلح زوجها من نفسه ومن أخطائه، وأن يسترجع زوجته بعد أن تكون قد هدأت أعصابها وواجهت الحياة كمطلقة وحيدة لفترة، وأشفقت على ابنها من أن يتمزق بينها وبين أبيه، وظل هذا الأمل يراودني في سريرتي ولا أصارحها به حتى لا تزداد عنادا، فإذا بشيء لم يكن في الحسبان يحدث فجأة ولا أستطيع أن أوقفه أو أمنعه، فلقد فوجئت بعد شهور بزوج الشقيقة - الذي كان يضيق بتدخل شقيقها في حياته - يزورني في البيت ويبلغني بأنه قد طلق زوجته بعد أن شعر بأنه لا وجود له في حياتها، وأنه قد عجز عن التفاهم معها، وترك لها الشقة والأولاد وكل شيء، ورجع للإقامة في شقة صغيرة له. وتعجبت لذلك، وهممت بأن أناشده العودة لزوجته من أجل أطفاله، فإذا به يفاجئنی بطلب يد ابنتی! وذهلت للطلب، ولم أستطع أن أقول له شيئا سوى أني سأبلغ ابنتي برغبته وأترك لها القرار، وانصرف شاكرا، ورجعت ابنتي فصارحتها بما حدث متعجبة له، فإذا بها تفاجئني هي الأخرى بقبول عرض زوج شقيقة زوجها دون تفكير ولا مهلة لمراجعة النفس ولا أي شيء !

ووقفت مذهولة وعاجزة عن فهم ما يجري أمامي .. أو الاعتراض عليه، وتم الزواج بالفعل بعد أسابيع، وانتقلت ابنتي للإقامة مع زوجها الجديد تاركة لي طفلها الوحيد لأرعاه وأتولی تربيته عنها .

وانقطع بذلك خيط الأمل الذي تعلقت به، وهو أن ترجع المياه لمجاريها ذات يوم بين ابنتي وزوجها السابق؛ لينشأ ابنهما بينهما، وتبدد الأمل نهائيا حين علمت منذ أيام أن زوج ابنتي السابق الأحمق قد تزوج هو الآخر بعد أن نقل نفسه إلى مدينة ساحلية .. وأفاق بعد فوات الأوان من غيبوبة أخته التي دمرت حياته الزوجية الأولى .. وتعجبت .. ألم يكن من الأولى به أن يستعيد أم ابنه ويبتعد بها عن المشاكل في هذه المدينة الساحلية .. أو حتى في نفس مدينته!

أما أنا فقد تقدم لي یا سیدي رجل فاضل توفيت زوجته بعد زواج آخر أبنائه ويعيش وحيدا، وأرى أنه من حقي أن أعيش ما تبقى لي من عمري في سلام وفي كنف رجل فاضل.. لكن تواجهني مشكلة عسيرة هي: ماذا أفعل مع الولد الذي تركته لي ابنتي ولحقت بزوجها الجديد؟... هل أرسله لأبيه ليعيش معه؟ وإذا فعلت ذلك كيف أضمن أن تعامله زوجته معاملة رحيمة؟.. أم هل أرسله لابنتي .. وزوجها هو عدو أبيه الأول الآن بعد زواجه من زوجته السابقة وطلاقه لشقيقته؟

ماذا أفعل یا سیدي؟... لقد ترملت شابة وعشت زهرة عمري وحيدة وربيت أبنائی وسهرت وعلمت ورعيت.. وحرام أن أعيد هذا : المشوار الطويل من أوله مع حفيدى هذا، ومن حقي أن أتنفس بعض نسائم الراحة في أخريات العمر.. والزواج استقرار ومودة ورحمة كما تعلم.. فبماذا تشير على؟

 جميع الحقوق محفوظة لمدونة "من الأدب الإنساني لعبد الوهاب مطاوع"

abdelwahabmetawe.blogspot.com

 

ولكاتبة هذه الرسالة أقول:

لا حد لغرائب الحياة ولا نهاية لعجائبها!

إن من الأناشيد البوذية نشيدا غريبا تقول كلماته : افرحوا للأنباء السارة، فالحكيم بوذا قد عرف أصل الشر كله.. وهدانا للخلاص؟

ومع أني لم أفرح لأية أنباء سارة في رسالتك، فإني أتصور أني ربما أكون قد عرفت (أصل الشر كله) في هذه القصة المتشابكة الدوائر، وهو الشطط والتطرف والخروج على جادة الاعتدال في كل شيء ولو كان من الفضائل! فبر الأبوين والحرص على صلة الرحم وحدت الشقيق على شقيقته والشقيقة على شقيقها، كلها من الفضائل الدينية والأخلاقية الحميدة، لكن المغالاة الشديدة فيها إلى حد الجور على حقوق الآخرين والتقصير في واجباتهم شطط يخرج بهذه الفضيلة من الدائرة الحميدة إلى دائرة الانحراف النفسي والعجز عن أداء المسئوليات الطبيعية للزوج تجاه زوجته وأبنائه وللزوجة تجاه زوجها، لهذا فلقد قيل إن الاعتدال والوسطية مطلوبان دائما وفي كل الأحوال، ووسط الشيء لغويا هو خيره وأعدله، والوسطية من الفضائل الفكرية لأي إنسان عادل في رؤيته للحياة وتعاملاته معها، وأي انحراف عن هذه الوسطية بالتقصير أو بالمغالاة يتعارض مع العدل والاعتدال والفضائل الدينية والأخلاقية .

وزوج ابنتك الأول وشقيقته یا سیدتی قد غالى كل منهما في اهتمامه بالآخر واستحواذه عليه نفسيا وعمليا إلى حد الإضرار بحقوق شريك الحياة عليه، فشكت ابنتك من وحدتها ومن استغراق زوجها في حياة شقيقته وأولادها على حساب الاهتمام بها وبابنها، وشکا زوج الشقيقة من غربته في بيته، وإحساسه بأن أبناءه أكثر ارتباطا منه بخالهم، وأن زوجته أكثر اهتماما وإحساسا بشقيقها منه .

والخطأ الذي ارتكبه الشقيقان في حق شریکي حياتهما ليس في ارتباطهما الأخرى وتقاربهما الزائد في حد ذاته حتى ولو تخطی الحدود المألوفة، وإنما في افتقاد كل منهما للحكمة وللفهم الصحيح المشاعر شريك حياته وغيرته الإنسانية الطبيعية من اهتمام شريك حياته بغيره بأكثر مما يهتم بأمره، مهما كان هذا (الغير) ومهما كانت صلته الإنسانية به. فالزوجة تحتاج لأن تشعر دائما بأنها محور اهتمام زوجها الأول في الحياة بغير أن يتعارض ذلك مع بره بأبويه وحرصه على علاقته بأسرته وأشقائه، والزوج أيضا يسعده دائما أن تشعره زوجته بأنه اهتمامها الأساسي في الحياة بغير أن يتعارض ذلك مع مشاعرها العائلية الحميمة تجاه أسرتها وأشقائها، ولا مع واجباتها تجاههم..

وزوج ابنتك وشقيقته لم يكتفيا فقط بالعجز عن فهم هذه المشاعر وتقديرها التقدير الصحيح وتدارك الأخطاء وفقا لذلك، وإنما تجاوزا ذلك أيضا إلى استفزاز الطرف الآخر، فوضع كل منهما علاقته بالآخر في مواجهة علاقته الأخوية، وأشعره بأنه لا تربطه به سوی ورقة ما أسهل تمزيقها؟

وما كان ينبغي لأحدهما أن يجعل منها علاقة مواجهة وتصادم، وهي في الحقيقة علاقة موازية يمكن أن تسير بسلام بمحاذاة العلاقة الأخوية والعائلية بغير صدام معها، فكانت النتيجة وبالا على الطرفين وعلى أبنائهما جميعا للأسف.

وفي ظلال هذه الشكوى المشتركة من جانب ابنتك ومن جانب زوج الشقيقة وإحساس كل منهما بإهمال شريك الحياة له لحساب علاقته الأخوية، نبتت بذور التفاهم الصامت بين ابنتك وزوج الشقيقة على أن كلا منهما ضحية للطرف الآخر، وحدث التقارب الذي يقع غالبا بين أصحاب التعاسة المشتركة، وعلى طريقة " والمصائب تجمعن المصابينا " كما يقول الشاعر العربي .. لهذا فقد فوجئت أنت یا سیدتی بزوج الشقيقة يتقدم إليك طالبا يد ابنتك... وفوجئت أيضا بقبولها له دون تفكير ولا مراجعة للنفس. ولا عجب في ذلك رغم غرابة الأمر، لأنه في النهاية لم يكن مفاجأة إلا لك وحدك، أما هما فالمؤكد أن النار قد سرت تحت الرماد في ظل هذه الأجواء المواتية، وربطت بينهما لتزيد من تعقيد هذه القصة الشائكة ودوائرها المتشابكة.. إذ لا شك في أن ابنتك لو كانت قد ارتبطت بأي إنسان آخر في الوجود عدا زوج شقيقة زوجها السابق لكان ذلك في صالح طفلها وحقه العادل في أن يتنقل بين أبوين لا تفرق بينهما مثل هذه المرارة الغائرة في النفوس وغير القابلة للشفاء في المدى المنظور، ولكان ذلك أيضا أفضل وأصلح لأبناء تلك الشقيقة الذين فرضت عليهم الأقدار أن يتنقلوا أيضا ويتمزقوا بين أبوين يحمل كل منهما للآخر ضغائن غير قابلة للنسيان .. ليس بسبب الانفصال في حد ذاته؛ وإنما لأن الأب قد تزوج من زوجة خالهم السابقة من بين كل نساء الأرض!

إن التعريف العلمي للشذوذ عن المألوف هو أنه يعني اللجوء إلى البديل مع وجود الأصيل المتاح، والكارثة هي أن هذا الشقيق وشقيقته قد لجأ كل منهما إلى البديل النفسي له في الاهتمام بالآخر على حساب واجباته تجاه الأصيل المتاح، الذي كان ينبغي أن يتوجه إليه ببعض هذا الاهتمام. ومن هنا جاءت المشكلة التي يدفع الآن ثمنها - للأسف - أبناء الطرفين.

وها أنت يا سيدتي تساهمين بدورك في تشابك هذه الدوائر المعقدة بترددك أمام تکرار أداء نفس الرسالة التي قمت بها مع ابنيك مع هذا الطفل الحائر .. وتتساءلين ماذا تفعلين به، وهل تأمنين عليه في رعاية زوجة أبيه، أم في حضانة أمه وهي في كنف خصم أبيه اللدود؟

ولست في الحقيقة أنكر عليك حقك في الراحة بعد عناء الرحلة الطويلة، ولا حقك في أن تعيشي حياتك كما تشاءين في كنف رجل فاضل يرغب في الارتباط بك بعد أن أديت الرسالة .. لكني أتساءل فقط : لماذا ينسى كل الأطراف هذا الطفل الحائر وهم يخططون لحياتهم، فيتزوج الأب ويرحل إلى مدينة ساحلية، وتتزوج الأم من خصمه الذي لا يقبل الأب بانضمام ابنه إلى حضانته مهما كانت الظروف؟

وتفكر الجدة في الزواج بغير أن يكون لهذا الطفل مكان في حياتها الجديدة؟ نعم.. لماذا ينسى الجميع هذا الطفل البريء.. ولماذا لم يفكروا في شأنه وهم يبدأون جميعا حياة جديدة؟

لقد تركه أبوه في رعاية أمه، وانتقل بعد زواجها لرعايتك أنت، وهذا يعني موافقته الضمنية على استمراره في رعايتك بغض النظر عما تتخذين من قرارات بشأن حياتك الخاصة، والمفروض أن ينتقل هذا الطفل إذا زهدت في رعايته بعد الزواج إلى حضانة جده لأبيه ، وهي التالية لك في أحقية الحضانة إذا أوصدت أبواب الرحمة في وجهه .

وسؤالي الأخير لك يا سيدتي هو: هل ستثقل عليك حقا رعاية هذا الطفل المعذب حتى لو تزوجت من ذلك الرجل الفاضل إذا قبل ببقائه معك أبوه؟ وهل يضير هذا الرجل الفاضل المرشح للارتباط بك وجود طفل خائف مرفوض من أبويه في كنفه وفي رعاية زوجته، وهو في النهاية لن يشغلك كثيرا عن واجباتك الجديدة ... ولن يحرمك شيئا من حقك في الاستمتاع بالحياة ، بل ربما أضاف إلى حياتك البهجة والابتسامة .. وسوف يكون ذلك بالتأكيد قربی جديدة تتقربين بها إلى الله لكي يحفظ عليك سعادتك الجديدة ؟

إنني لا أطالبك ولا ألزمك بشيء، فالفضل لا يطلب من أحد، وإنما ينبغي أن يجيء منه تطوعا.. فإذا كانت الإجابة بنعم.. فبها ونعمت، وإن لم تكن فلا مفر من انتقال هذا الطفل البريء إلى أبيه ليتحمل مسئوليته عنه، سواء ضمه لأسرته الجديدة وراقب معاملة زوجته له، أو نقل حضانته لأمه، وشاركتها أخته - التي كانت سببا رئيسيا في تعاسة هذا الطفل - مسئوليتها في رعايته وتعويضه بعض حرمانه ... والسلام!

نشرت سنة 1995 بجريدة الأهرام باب بريد الجمعة
كتبها من مصدرها / محمد عايدين
 راجعها واعدها للنشر / نيفين علي

Neveen Ali
Neveen Ali
كل ما تقدمه يعود إليك فاملأ كأسك اليوم بما تريد أن تشربه غداً
تعليقات