أغنية البجعة .. رسالة من بريد الجمعة عام 1993
وكنت قبل السفر قد حصلت على شقة
من غرفتين في القاهرة لتصبح عش الزوجية بعد عودتنا ففوجئت بزوجتي تطلب مني أن
أكتبها بإسمها .. ودهشت للطلب وطلبت منها ألا تستمع لوساوس الشيطان فاستجابت
وانتهى الأمر عند هذا الحد.
وكانت زوجتي قبل زواجنا موظفة
بالاسكندرية فتمكنت من نقلها إلى عملي بالقاهرة واستقرت بنا سفينة الحياة الزوجية
وأنجبنا بعد 5 سنوات من الزواج طفلة جميلة .. وخلال ذلك كنت قد أستأجرت شقة في
الاسكندرية لتكون مصيفا لنا .. وبعد قليل استأجرت الشقة المجاورة لها وكتبتها بإسم
زوجتي حتى تطمئن للمستقبل، ثم سافرنا في مهمة علمية لمدة 9 شهور في أمريكا وعدنا
وأنجبت زوجتي طفلتها الثانية .. وبعد ذلك اضطررت للسفر في مهمة أخرى لمدة ستة شهور
فتركت زوجتي مع أسرتها في الاسكندرية , وسافرت وانتهت المهمة وعدت فاكتشفت أنها
ألحقت طفلتنا الكبرى بمدرسة بالاسكندرية .. ودهشت لذلك إذ كيف تدرس ابنتنا في
الاسكندرية ونحن نعمل ونقيم في القاهرة لكن زوجتي طالبتني بأن أتحمل وأن أسافر
للقاهرة وأعود كل أسبوع مؤقتا لأنها قد دفعت رسوم الالتحاق بالمدرسة وهي مبلغ كبير,
على أن تقيم بالشقة التي استأجرتها بإسمها بالاسكندرية , وقبلت ذلك بصفة مؤقتة ..
لكني لاحظت بعد ذلك أن زوجتي بدأت تلح علي إعادة تأثيث شقة الاسكندرية كأننا سنعيش
فيها على الدوام وليس بصفة مؤقتة وبدأت الخلافات بيني وبينها بسبب تدخل أمها
وشقيقها وبدأت أحس أنها تخطط للإقامة الدائمة في الاسكندرية بالقرب من أمها.
وتساءلت كيف يستقيم ذلك وعملنا
في القاهرة فكان مبررها في ذلك أن شقة القاهرة قد أصبحت ضيقة بالنسبة لنا وأننا في
حاجة إلى شقة أوسع فإذا استطعت الحصول على شقة واسعة حلت المشكلة.
وبالطبع كانت تعرف أني لن
أستطيع الحصول على شقة أوسع بهذه السهولة لكني فاجأتها بتليفون من القاهرة بعد
فترة قصيرة جدا أبلغها فيه أنني قد تعاقدت بالفعل على شقة أوسع وانتهت بذلك حجتها
.. فعادت للإقامة معي في شقة القاهرة الضيقة تمهيدا للانتقال إلى الشقة الأوسع
وبدأت زوجتي تجمع الأشياء الثمينة والأجهزة الكهربائية وتضعها في كراتين استعدادا
للنقل.
وزالت هذه السحابة السوداء التي
كادت تهدد سعادتي الزوجية واسترحت لابتعادنا عن تأثير أم زوجتي واخيها غير الشقيق
وتدخلهما بيني وبينها واجتمع شمل أسرتي الصغيرة في بيتي وعدت للتفرغ لعملي .. وذات
يوم في الصيف الماضي عدت من عملي فوضعت لي زوجتي طعام الغداء وجلست تؤاكلني وهى
مشرقة ومبتهجة .. وبعد الغداء ألحت علي في أن أنام قليلا لأرتاح من عناء العمل على
غير عادتي أو عادتها في طلب ذلك لكني أستجبت لرجائها ونمت فترة وصحوت فاقترحت
زوجتي علي الخروج للنزهة وكنا في إحدى ليالي أغسطس الحارة فرحبت بالفكرة وخرجنا
نتنزه وركبنا السيارة وتجولنا في الشوارع .. وتوقفنا أمام كابينة تليفون ونزلت
زوجتي لتحدث أمها بالاسكندرية فسمعتها تبلغها بأن كل شئ على ما يرام .. لكن من
الضروري أخذ الحقنة في موعدها الساعة 8 بالضبط , ودهشت وسألتها عن حكاية الحقنة
فقالت لي أن أمها قد مرضت بالقلب وتعالج بالحقن وتمنيت لها الشفاء .. وعدنا للبيت
في العاشرة مساء وأعدت زوجتي لنا طعام العشاء وهي تزداد إشراقا وابتهاجا ونام
الأولاد ودخلت هي لتنام مبكرة على غير العادة مع أنها تحب السهر أمام التليفزيون
حتى نهاية الإرسال .. وتمنيت لها ليلة سعيدة وجلست أشاهد التليفزيون قليلا فعادت
وجلست إلى جواري وراحت تغريني بالنوم مبكرا لكي أنهض نشيطا في الصباح لحضور اجتماع
هام في عملي , وبدأت تداعبني وتلاطفني فأحسست لها بإمتنان شديد ونهضت معها إلى
غرفة النوم وبتنا ليلة من أسعد ليالينا منذ تزوجنا .. وفي الصباح أصرت على أن
أتناول الإفطار مع إني لم أعتد تناوله في البيت منذ 5 سنوات .. ولم أستطع إزاء
رقتها ولطفها أن أرفض طلبها وجلست لتناول الإفطار وبعده نهضت وقبلت يديها ووجنتيها
ممتنا لها لما منحتني من سعادة في الليلة الماضية وفي هذا الصباح وارتديت ملابسي
وقبلت الطفلتين وهما نائمتان وخرجت طالبا من زوجتي أن تدعو لي بالتوفيق, ودعت لي
بما أردت وغادرت شقتي فشاهدت أمام العمارة سيارة نصف نقل واقفة .. وذهبت إلى عملي
سعيدا .. وأمضيت فيه نهاري كله .. واشتركت في المناقشات بحماس واقبال وخرجت وعدت
إلى شقتي في السادسة مساء وأنا أتخيل منظر زوجتي والطفلتين حين أراهن .. وأدرت
المفتاح في باب الشقة ففوجئت بالصمت والظلام ولا شئ آخر .. وتعجبت أين ذهبت زوجتي
وأولادي في هذا الوقت وهو موعد عودتي .. وأضأت نور الصالة واتجهت للمطبخ لآكل شيئا
.. فاكتشفت أن كل الكراتين الموضوعة في انتظار النقل وكل الأجهزة الكهربائية غير
موجودة بالشقة وتلفت حولي فاكتشفت اختفاء كل الأشياء ذات القيمة التي اشتريتها من
الخارج وفهمت لأول مرة سر وجود السيارة نصف النقل التي رأيتها تحت العمارة عند
نزولي في الصباح وسر حقنة الساعة 8 صباحا الغامضة وهو موعد مغادرتي للبيت وأدركت لماذا
لم تشأ زوجتي أن تدعني أجلس طويلا أمام التليفزيون حتى لا اكتشف أن الفيديو المغلف
بورق السوليفان ليس سوى حقيبة سوداء قديمة وضعت مكانه أما الجهاز نفسه فلقد سبق
تشوينه في الكراتين تمهيدا لنقله إلى الاسكندرية مع باقي الأشياء.
ووقفت مذهولا أمام ما عرفت خاصة
وقد تم بعد أن أشعرتني زوجتي طوال اليوم السابق بقمة السعادة .. وكانت هي أيضا في
قمة الاشراق وأسرعت بالسفر للاسكندرية وقوبلت بوابل من الشتائم والاهانات وكانت من
شروط زوجتي وأمها لاستئناف الحياة الزوجية بيننا أن أحرر لها قائمة منقولات بعشرين
ألف جنيه وأن أقيم بالاسكندرية في شقتي أما الشقة الأخرى فلا شأن لي بها لأن زوجتي
سوف تؤجرها مفروشة , ورفضت ذلك لاحساسي بأن زوجتي تلوي ذراعي مقابل عودتها وإعادة
ما استولت عليه .. وخرجت يائسا، وبدأت زوجتي اجراءات نقلها للاسكندرية وانتقلت
إليها فعلا وعملت بشركة استثمارية وبدأت تقول أنها تريد أن تحقق ذاتها في عملها
بعد أن حصلت على إجازة 5 سنوات لرعاية الطفلتين.
ولم أتوقف عن محاولاتي لاستعادة
أسرتي .. وأخيرا عقدنا مجلس صلح آخر ووقعت أنا وزوجتي عقد تصالح ووافقت فيه على
العودة معي للقاهرة مقابل أن أكتب لها قائمة بعشرة آلاف جنيه , وأن تقوم بإعادة ما
أخذته من شقتي بالقاهرة وشقتي بالاسكندرية ثم فجأة تراجعت في الاتفاق بحجة أنها
نقلت نفسها للإسكندرية بمعجزة ولا تريد الإقامة بالقاهرة .. وحين التقي بها لا
تطلب شيئا إلا النقود وتلوي ذراعي بالطفلتين وتمنعني من رؤية الصغيرة .. أما
الكبيرة فأراها في المدرسة .
ورغم ذلك فلم أقصر في تلبية
طلباتها وبعد أسابيع من الصلح الذي نقضته قابلتها ومعنا الأولاد وقالت لي أنها
تريد أن ترجع وأن نعيش معا كما كنا لكنها خائفة من أني لن أنسى لها أبدا ما فعلته
.. وأن كل الناس قد أكدوا لها أن ما حدث لا يمكن إصلاحه .. وأنني لو عدنا للحياة
معا فلن ائتمنها بعد ذلك على شئ ومن الممكن أن أكرر معها نفس ما فعلته هي معي
فأرجعها وأسترد منها الأشياء الثمينة والمنقولات التي أخذتها .. ثم أتخلص منها
وأطردها إلى الشارع فلا تجد في يدها سوى قائمة بعشرة آلاف جنيه فقط في حين أن ما
معها الآن هو أضعاف أضعاف ذلك ! ومع أني قد قلت لها أني سامحتها .. وأني أريدها هي
وأولادي ولن أغدر بها أو أخونها فإنها مازالت خائفة وتتهمني بأني لم أستر على ما
فعلت مع أهلي وكان يجب أن أخفي أنها أخذت ما أخذت بدون علمي وأستجيب لطلبها
للإقامة في الاسكندرية في هدوء.
وكانت تبدو أحيانا مقتنعة ..
وأحيانا تتمسك بالرفض ولا تفكر في مستقبل الأولاد ثم فجأة طلبت الطلاق أمام
المحكمة وأصبح لا يشغلها الآن سوى الإقامة إلى جوار أمها وتحقيق ذاتها في عملها الجديد
إذ كيف تضحي بأرباحه وحوافزه وتعود لعملها الحكومي بمرتبه الضئيل .. وكيف تعود
لرعاية بيت الزوجية وخدمة الطفلتين وهما الآن في رعاية أمها وزوج أمها .. وهي لا
تفعل شيئا بعد عودتها من عملها سوى الأكل ومشاهدة التليفزيون .. وكيف ترد أشياء
بكذا ألف جنيه.
فهل من كلمة توجهها إلى أم زوجتي .. وإلى زوجتي
تذكرهما فيها بالأولاد وبأني مستعد لأن أسامح زوجتي فيما فعلت على أن تمد يدها لي
لنعيد سويا إصلاح ما أنكسر "ويعتقد الجميع أنه لا يمكن إصلاحه" من أجل
الطفلتين ؟
ولكــاتـــب هـــذه الــرســـالـــة أقـــــول:
يقولون أن البجعة تصدر أحلى
أصواتها قبل أن تموت مباشرة , لهذا فإن "أغنية البجعة" ترمز دائما
للسعادة الغامرة المفاجئة التي تسبق مباشرة الألم المفجع غير المتوقع.
وهذا ما حدث معك للأسف حين
أشعرتك زوجتك بقمة السعادة والانتشاء وبدت لك في غاية الإشراق والابتهاج في ليلتها
الأخيرة معك في عش الزوجية الآمن , وكل ذلك وهي تضمر في طويتها نية الغدر وهجر
بيتك وحرمان طفلتيها منك ومن الأمان والاستقرار.
إن الغدر من أسوأ الطبائع
البشرية .. لأنه قرين الجبن والعجز عن المواجهة الشريفة والخصومة النبيلة , وما
فعلته زوجتك معك من التظاهر بالرضا بالعودة للإقامة في مسكن الزوجية .. والتظاهر
بالاستعداد للانتقال إلى الشقة الجديدة في نفس الوقت الذي تدبر فيه بالليل مع
أهلها ما دبرته , لا يمكن أن يندرج تحت وصف آخر سوى وصف الغدر, أما ما هو أحقر منه
فهو تمزيق طفلتين صغيرتين وحرمانهما من رعاية أبيهما وحمايته مهما كانت تحفظات
أمهما عليه لمثل هذه المبررات التافهة !
إذ أي مبررات هذه التي تبرر بها
زوجتك رفضها للصلح وإعادة طفلتين إلى الحياة بين أبويهما ؟ الإقامة في الاسكندرية
بدلا من القاهرة !! تحقيق الذات في عمل مرتبه أكبر قليلا من مرتب الحكومة !!
التخلص من متاعب رعاية الطفلتين وبيت الزوجية اعتمادا على أمها وزوجها في ذلك !!
الاحتفاظ "بغنيمة" أكبر في القيمة المادية من قيمة قائمة العشرة آلاف
جنيه !!
إنها كلها مبررات لا تصمد لأي
مقارنة مع حق الطفلتين في أن تنشأ بين أبويهما في حياة طبيعية آمنة مستقرة وليس
بينها كلها مبرر واحد لأن تخسر زوجة رشيدة زوجا محبا.
لقد كنت على استعداد لأن أتفهم مبرراتها لو قالت
أنك سيئ العشرة مثلا وأنها قد عجزت نهائيا عن احتمال سوء معاشرتك لها أكثر من ذلك
أو حتى لو قالت كما قالت امرأة ثابت بن قيس للرسول الكريم أنه "لايجمع رأسي
ورأسه شئ" أي أنها لا تحبه ولا يتفقان في شئ فأمرها بأن ترد عليه حديقته
وأمره بطلاقها بل حتى لو قالت أنها تخطط وتدبر بطريقتها العبقرية في الكتمان لأن
تحصل على الطلاق لتتزوج من غيرك بعد حين وأنها ترى أن ذلك أكرم لها مما عداه , لو
قالت شيئا من ذلك لتفهمنا كل هذه الأسباب وقدرناها سواء اتفقنا فيها معا أو أنكرناها
عليها .. أما ألا يكون هناك شئ من كل ذلك .. ثم تحكم على طفلتين بالتعاسة
والمعاناة طوال عمريهما لمثل هذه المبررات التافهة واللاانسانية .. فهذا ما لم
أسمع به من قبل ولا أتصوره في نفس الوقت !
يا سيدي إن كنت حريصا على استعادة
زوجتك وطفلتيك أكثر من حرصك على استرداد الأشياء الثمينة التي أفضت في الحديث عنها
وتحديد قيمتها في رسالتك وهو ما حذفته فيما نشر وإذا كانت هي أيضا راغبة حقا في
اصلاح ما انكسر ولا يحول بينها وبين ذلك سوى أنها خائفة من أن تعاني بعد العودة
إليك من عدم ثقتك فيها .. ومن ألا تنسى لها ما فعلت وليس هناك أية أسباب أخرى
لطلبها الطلاق ورفضها العودة , تستطيع أن تطمئنها إلى أن ما فعلته ينسى بعد حين
إذا صح العزم وخلصت النية .. وهناك أسر أخرى شهدت نفس هذا التدبير الصامت لتهريب
أثاث الشقة أو بعض مقنتياتها خلال غيبة الزوج أو الزوجة، ثم تلاقت النوايا الطيبة
على استئناف الحياة الزوجية رعاية لحق الأطفال وتجاوزا عن هذا التصرف فعادوا
للحياة معا .. ولم تحتفظ النفوس بمرارتها طويلا لأن الامر في النهاية لا يمس
الشرف، وإن تعارض مع الأخلاق الكريمة والطبع المستقيم .. وحتى لو تحفظت أنت بعض
الشئ فى عدم اعطائها الأمان بعد العودة لفترة ما .. فما وجه العجب في ذلك .. وهل
ينتظر الغادر منا أن نكافئه على غدره بمنحه نوط الثقة والجدارة ؟
إن لكل جريمة عقابا .. وعقاب
الغدر حجب الثقة لبعض الوقت إلى أن تجرف الأيام كل شئ في طريقها .. وتصفو الحياة من
جديد .. ولابد لمن أخطأ أن يتحمل بعض تبعات خطئه. وليس هذا بأعجب من عتابها عليك
لعدم تسترك على ما فعلت هي مع أهلك .. كأنما الجريمة هي أن تحكي أنت ما فعلت هي ..
أما ارتكاب الخطأ نفسه .. فلا ضرر فيه ولا ضرار وينبغي على الجميع أن يتستروا
عليه.
إن المخطئ ليس من حقه أن يلوم الآخرين لأنهم قد
تحدثوا بخطئه ما يتزيدوا أو يفتروا عليه كذبا , ولا وسيلة لكف ألسنة الآخرين عنه
إلا أن يرجع عن خطئه ويندم عليه.
فقل لها كل ذلك .. فإن كان
لديها مبرر قابل للمناقشة عدا تلك المبررات الهلامية وتمسكت بالطلاق للنهاية ..
فلا تتمسك بمن ترفض العودة إليك وليرع الله طفلتيك إلى أن يقضي الله في أمرهما ..
ولا تأس لحظة واحدة على ما فقدت من مال ومتاع .. فضياع الحب والاستقرار وأمان
طفلتين بريئتين خسارة لا ينبغي مضاعفتها بالالتفات لأي شئ آخر .. أما إذا لم يكن
لديها أى مبرر مقبول .. فأطل حبال الصبر معها بعض الشئ وأعطها الأمان المادي أيضا
الذي يطمئنها إلى أنك لا تضمر لها أي نية انتقامية أو نية لاسترداد مقتنياتك ثم
التخلص منها ولا تتوقفا معا أمام الصغائر لأنها صغائر مهما بلغت قيمتها المادية ..
ولا تساوي كلها ابتسامة بريئة من فم طفلة عمرها 3 سنوات وتحتاج إليكما معا ..
فعودي إلى رشدك من أجل طفلتيك يا سيدتي رغم كل تحفظي على ما فعلت .. والله.
نشرت في جريدة الأهرام "باب بريد الجمعة" مارس 1993
كتابة النص من مصدره / بسنت
محمود
راجعها وأعدها للنشر / نيفين علي
برجاء عدم النسخ احتراما لمجهود فريق العمل في المدونة وكل من ينسخ يعرض صفحته للحذف بموجب حقوق النشر