المشكلة الكبرى .. رسالة من بريد الجمعة عام 1992
أنا أنسة مخطوبة وتم عقد قراني
من ثلاث سنوات , وأنا مدرسة أتقاضى مرتبا قدره 64 جنيها ولا أعطي دوسا خصوصية لأني
أعطي كل ما عندي خلال اليوم الدراسي , ولا أريد أن أضع الطلبة في نفس ظروفي
السابقة وأنا تلميذة حين كنت أعاني من ضغط المدرسين علي وأسعى للحصول على ثمن
الدروس الخاصة بكل وسيلة إلى أن أحصل عليها بطلوع الروح ! .. لهذا فلم أعط دروسا
خاصة ولن أعطي إن شاء الله إلا في الفصل , والنتيجة أني أنفق حوالي عشرين جنيها من
مرتبي على المواصلات بين بلدتي في مديرية التحرير وبين المدرسة وأعول بباقي مرتبي
أختين غيري وأمي لأن أبي متزوج من غير أمي ولا يعرف لنا طريقا ولا نعرف نحن له
عنوانا منذ سنوات طويلة والحمد لله على كل حال فلقد تمكنت بمعجزة من توفير ما
يلزمني للزواج خلال 3 سنوات بالاقتصاد الشديد والدخول في "جمعيات" مستمرة
وبقيت أمامي المشكلة الكبرى وهي أدوات المطبخ من الألومنيوم الشعبي وبعض الملابس
البسيطة "فستانان أو ثلاثة على الأكثر" لكي أدخل بها بيت الزوجية ..
ولست أعرف ماذا أفعل لكي أحل هذه المعضلة القاسية .. فهل تستطيع أن تتوسط لي لدى
بنك ناصر لكي يمنحني قرضا سريعا بغير أن تطول الاجراءات حتى لا يتأخر موعد الزواج
الذي طال انتظار أهل خطيبي لتحديدنا له ؟
ولــكــاتبـة
هــذه الـرســالة أقول :
لابد من إيجاد حل مرض لهذه
"المشكلة الكبرى" سواء عن طريق بنك ناصر .. أو عن طريق آخر .. فاستخيري
ملك الملوك وحددي مع أهل خطيبك موعد الزواج واتصلي بي ولن يخذلك ربك إن شاء الله .
نشرت في جريدة الأهرام "باب بريد الجمعة" يوليو 1992
كتابة النص من مصدره / بسنت
محمود
راجعها وأعدها للنشر / نيفين علي
برجاء عدم النسخ احتراما لمجهود فريق العمل في المدونة وكل من ينسخ يعرض صفحته للحذف بموجب حقوق النشر